حلقات زحل و أقماره

يشتهر كوكب زحل بحلقاته المتميزة المحيطة به. ولأن الكوكب يدور حول الشمس، فتتغير نظرتنا لحلقاته. كل 15 عاماً، تظهر حلقات زحل على حافة واحدة وكأنها تتواجد على مستوى واحد، وأحياناً تظهر وكأنها مختفية تماماً (منتصف المسافة حول مدار زحل حوالي 30 عاماً). ولأن العديد من أقمار زحل تدور حوله فى نفس مستوى الحلقات، يظهر دورانها أمام الكوكب فى تلك الفترة.


في الرابع والعشرين من فبراير/شباط 2009، عندما كانت حلقات زحل في مستوى واحد، تتبع هابل أربعة أقمار لزحل أثناء مرورها أمام هذا الكوكب الهائل ذو الحلقات. وفي تلك الصورة المتلقطة بواسطة كاميرا هابل 2 واسعة المجال، يقوم القمر البرتقالي الضخم تايتان (Titan)، وهو أكبر أقمار زحل، بإلقاء ظل عميق دائري بالقرب من الحافة العلوية لسطح الكوكب.

 

بينما يظهر ظل قمر أصغر منه يُدعى ميماس (Mimas) كنقاط بيضاء وسوداء على الجانب السفلي الأيسر لتايتان. بالكاد فوق حلقات زحل، يظهر ظل خفيف ناتج عن هذه الأخيرة على سطح الكوكب. وأخيراً يظهر ديون (Dione) اللامع وإنسيلادوس (Enceladus) الخافت فوق الحلقات في أقصى اليسار .

عندما يخفت لمعان حلقاته، تمنح تلك الرؤى النادرة لكوكب زحل للفلكيين فرصةً لإيجاد ودراسة الحلقات والأقمار الباهتة حول زحل. و قد اكتشف الفلكيون في الحقيقة كل من الحلقة الضبابية hazy E و13 قمر للكوكب في الفترات التي كانت فيها حلقات زحل في مستوى واحد مابين 1655 و1980.


عندما أصبحت حلقات زحل فى مستوى واحد في عام 1995، استخدم فريقان من الفلكيين، قادت أحدهما أماندا بوش (Amanda Bosh) من مرصد لويل Lowell Observatory وقاد الأخر فيليب نيكلسون (Philip Nicholson) من جامعة كورنيل Cornell University،تلسكوب هابل للكشف عن الأقواس والتجمعات المضئية المؤقتة ضمن حلقة زحل (F) الضيقة والتي اختفت لمدة أسبوعين.

 

قامت قياسات هابل بتوضيح أن مدار بروموثيوس (Prometheus) وهو قمر بجوار الحلقة (F)، قد تغير منذ اكتشافه من خلال صور التقطتها مركبة ناسا فوياجر 1 عام 1980، مما يقترح أن بروموثيوس يتقاطع مع الحلقة F أو مع قمر آخر قريب خلال دورانهم حول زحل.



أما في الفترة التي تظهر فيها حلقات زحل مائلة (ليس في مستوى واحد)، يستخدم الفلكيون مطياف هابل التصويري لدراسة الموجات فوق البنفسجية للشفق القطبي المتوهّجة حول القطب الجنوبي للكوكب، وقد أوضحت تلك القياسات أن الشفق القطبي لزحل يتغير كل يومٍ تبعاً للتقلبات في تيار الجزيئات الشمسية التي تتدفق عبر مجاله المغناطيسي.

إمسح وإقرأ

المصادر

المساهمون

اترك تعليقاً () تعليقات