علم ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ

ﻣﻦ ﺃﺟﻞ ﻓﻬﻢ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻮﺍﺳﻌﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ، ﻳﺠﺐ ﻗﺒﻞ ﺫﻟﻚ ﻓﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻠﻰ ﻣﻘﺎﻳﻴﺲ ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ ﻭﻭﺍﺳﻌﺔ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ.
 

ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻸﺣﺪﺍﺙ ﺍﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﺃﻥ تنتج ﻋﻦ ﻋﺎﻣﻞ ﻣﺤﺮﻙ ﺻﻐﻴﺮ. ﻧﺄﺧﺬ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ، ﻣﺎ ﻫﺰّ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ ﻓﻲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 2003. ﻛﺬﻟﻚ، ﻓﻲ 28 ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 2003، ﻭﻣﺮﺓ ﺃﺧﺮﻯ ﻳﻮﻡ 29 أﻛﺘﻮﺑﺮ، ﺣﻴﺚ ﺍﻧﺪﻟﻌﺖ ﺍﻟﺘﻮﻫﺠﺎﺕ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ ﺍﻟﻀﺨﻤﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻤﺲ، ﻣﺮﺳﻠﺔ ﺃﺷﻌﺔ ﺳﻴﻨﻴﺔ (X – rays) ﺍﺧﺘﺮﻗﺖ ﺍﻟﻨﻈﺎﻡ ﺍﻟﺸﻤﺴﻲ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ. ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺘﻮﻫﺠﺎﺕ، ﻗﺬﻓﺖ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻏﻴﻮﻣﺎً ﻋﻤﻼﻗﺔ ﻣُﻜﻮﻧﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ، ﻭﺗﺪﻋﻰ ﻣﻘﺬﻭﻓﺎﺕ ﺇﻛﻠﻴﻠﻴﺔ ﺷﺎﻣﻠﺔ (coronal mass ejections/ CMEs)، ﺍﺻﻄﺪﻣﺖ ﺍﻟﻤﻘﺬﻭﻓﺎﺕ ﺑﺎﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﻟﻸﺭﺽ ﻭﺩﻓﻌﺖ ﺍﻟﻤﻮﺍﺩ ﻭﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻧﺤﻮ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ، ﻭﻧﺘﺞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻰ ﺑﻌﺎﺻﻔﺔ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﺃﺭﺿﻴﺔ.
 

ﺃَﺣﺪﺛﺖ ﻋﻮﺍﺻﻒ ''ﻋِﻴﺪ ﺍﻟﻘِﺪِّﻳﺴﻴﻦ'' ﻛﻤﺎ ﺳُﻤّﻴﺖ، ﺷﻔﻘﺎً ﺑﺮّﺍﻗﺎً ﻳُﻤﻜﻦ ﻣﺸﺎﻫﺪﺗﻪ ﻓﻲ ﺟﻞ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺃﻣﺮﻳﻜﺎ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻴﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺟﻨﻮﺑﺎً ﺣﺘﻰ ﻭﻻﻳﺔ ﺗﻜﺴﺎﺱ، ﻟﻜﻨﻬﺎ ﺗﺪﺍﺧﻠﺖ ﺃﻳﻀﺎً ﻣﻊ ﺇﺷﺎﺭﺍﺕ ﻧﻈﺎﻡ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻮﺍﻗﻊ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ (GPS) ﻭﺍﻹﺗﺼﺎﻻﺕ ﺍﻟﻼﺳﻠﻜﻴﺔ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻓﻲ ﺇﺻﺪﺍﺭ ﺗﺤﺬﻳﺮ ﻷﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﻣﻦ ﺇﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﺍﻹﺗﺤﺎﺩﻳﺔ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻴﺔ ﻟﺸﺮﻛﺎﺕ ﺍﻟﻄﻴﺮﺍﻥ ﻟﻜﻲ ﺗﺘﺠﻨﺐ ﻫﺬﻩ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺍﻹﺷﻌﺎﻉ ﺍﻟﺰﺍﺋﺪ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺘﺤﻠﻴﻖ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻮّ ﻣﻨﺨﻔﺾ.
 

ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻬﺎﻳﺔ، ﻛﻞ ﺧﻄﻮﺓ ﺃﺩﺕ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﺸﺪﻳﺪﺓ ﺍﻟﺘﻮﻫﺠﺎﺕ ﻭﺍﻟﻤﻘﺬﻭﻓﺎﺕ ﺍﻹﻛﻠﻴﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ، ﻭﻧﻘﻞ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﻣﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻘﺬﻭﻓﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﺍﻷﺭﺿﻲ ( ﺍﻟﻤﺎﺟﻨﺘﻮﺳﻔﻴﺮ ) ﻛﺎﻥ ﻳُﻮﺟّﻬُﻬﺎ ﺣﺎﻓِﺰ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ. ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﺤﺪﺙ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻲ ﻟﻢ ﺗُﻔﻬﻢ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺑﻌﺪ، ﻓﻲ ﻃﺒﻘﺎﺕ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﺫﺍﺕ ﺳﻤﻚ ﻻ ﻳﺘﻌﺪﻯ ﺑﻀﻌﺔ ﺃﻣﻴﺎﻝ ﻓﻘﻂ. ﺭﻏﻢ ﺫﻟﻚ، ﻳﻤﻜﻦ ﺗﺴﺮﻳﻊ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺎﺕ ﻟﺘﺼﻞ ﺗﻘﺮﻳﺒﺎً ﺇﻟﻰ ﺳﺮﻋﺔ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﻭﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗُﺤﺪﺙ ﺇﻧﻔﺠﺎﺭﺍﺕ ﺷﻤﺴﻴﺔ ﻋﻤﻼﻗﺔ ﻳﻌﺎﺩﻝ ﺣﺠﻤﻬﺎ ﻋﺪﺓ ﻣﺮﺍﺕ ﺣﺠﻢ ﺍﻷﺭﺽ. ﻭﻗﺪ ﻟﻮﺣﻈﺖ ﺁﺛﺎﺭ ﺇﻋﺎﺩﺓ الاﺗﺼﺎﻝ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ، ﻭﻟﻜﻨﻪ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻧﻔﺴﻬﺎ، ﻓﺈﻧﻬﺎ ﻟﻮﺣﻈﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺨﺘﺒﺮ ﻓَﺤَﺴْﺐ.
 

ﻓﻲ ﻣﺎﺭﺱ/آذار ﻋﺎﻡ 2015، ﺳﻮﻑ ﺗُﻄﻠﻖ ﻧﺎﺳﺎ ﺑﻌﺜﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ، وهي المركبة الفضائية متعددة النطاقات لدراسة الغلاف المغناطيسي الأرضي ﺃﻭ MMS) Magnetospheric Multiscale). ﺳﺘﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻌﺜﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﻧﻮﻋﻬﺎ ﺑﺤﻴﺚ ﺃﻧﻬﺎ ﻣُﺨﺼﺼﺔ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻟﺸﺎﻣﻠﺔ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺪﻭﺭﺍﻥ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﻘﺼﺪ ﺍﻟﻤﺮﻭﺭ ﻣﺒﺎﺷﺮﺓ ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﺠﺎﻭﺭﺓ ﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺍلمغناطيسي ﺛُﻢ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺩﻗﻴﻘﺔ ﺑﺪﻗﻴﻘﺔ. ﻳﺤﺪﺙ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺃﻳﻨﻤﺎ ﺗﻮﺍﺟﺪﺕ ﻏﺎﺯﺍﺕ ﻣﺸﺤﻮﻧﺔ ﺗُﺪﻋﻰ ﺍﻟﺒﻼﺯﻣﺎ. ﺇﻧﻬﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻧﺎﺩﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺸﻜﻞ ﺍﻟﺒﻼﺯﻣﺎ 99٪ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻥ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ. ﺗُﻮﻓﺮ ﺍﻟﺒﻼﺯﻣﺎ ﺍﻟﻮﻗﻮﺩ ﻟﻠﻨﺠﻮﻡ ﻭﺗﻤﻸ ﺷﺒﻪ ﻓﺮﺍﻍ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ. ﺗﺘﺼﺮﻑ ﺍﻟﺒﻼﺯﻣﺎ ﺑﺸﻜﻞ ﻳﺨﺘﻠﻒ ﻋﻤﺎ ﻧﻌﻴﺸﻪ ﺑﺎﻧﺘﻈﺎﻡ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺴﺎﻓﺮ ﻣﻊ ﻣﺠﻤﻮﻋﺘﻬﺎ ﺍﻟﺨﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﺍﻟﻤﺤﺼﻮﺭﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ.

ﻳﺆﺛﺮ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺗﺤﺮﻙ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﻤﺸﺤﻮﻧﺔ ﻭﺍﻟﻌﻜﺲ ﺻﺤﻴﺢ، ﻣﻦ ﺛَﻢّ ﻓﺈﻥ ﺍﻷﺛﺮ ﺍﻟﻔﻌﻠﻲ ﻳﺸﻜﻞ ﻧﻈﺎﻡ ﻣﻌﻘﺪ ﺍﻟﺬﻱ ﻳُﻌَﺪّﻝ ﺑﺎﺳﺘﻤﺮﺍﺭ ﻭﻳﺘﻤﻴﺰ ﺑﺤﺴﺎﺳﻴﺔ ﺍﺗﺠﺎﻩ ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺪﻗﺎﺋﻖ. ﻓﻲ ﻇﺮﻭﻑ ﻃﺒﻴﻌﻴﺔ، ﻻ ﺗﻨﻜﺴﺮ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺒﻼﺯﻣﺎ ﻭﻻ ﺗﻨﺪﻣﺞ ﻣﻊ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻷﺧﺮﻯ، ﻟﻜﻦ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺣﻴﺎﻥ ﺣﻴﻨﻤﺎ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻣﻦ بعض، ﻳﺆﺩﻱ ﻫﺬﺍ ﺇﻟﻰ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻨﻤﻂ ﺑﺄﻛﻤﻠﻪ ﻭﺇﻋﺎﺩﺓ ﺗﺮﺗﻴﺐ ﻛﻞ ﺷﻲﺀ ﻓﻲ ﺗﺸﻜﻴﻠﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ، ﻋﻨﺪﻫﺎ ﻳﻤﻜﻦ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻛﻤﻴﺔ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤﻨﻄﻠﻘﺔ ﻫﺎﺋﻠﺔ. ﺗَﺴﺘﻐﻞ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﻤُﺪّﺧَﺮﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ، ﻓﺘﺤﻮﻟﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻭﻃﺎﻗﺔ ﺣﺮﻛﻴﺔ؛ ﺗُﺮﺳﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻄﺎﻗﺔ ﺟﺴﻴﻤﺎﺕ ﺗﺘﺪﻓﻖ ﻋﻠﻰ ﻃﻮﻝ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﺤﻘﻞ.
 

ﻳﺮﻳﺪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﻌﺮﻓﻮﺍ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺍﻟﺸﺮﻭﻁ ﻭﻧﻘﺎﻁ ﺍﻟﺘﺤﻮﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗُﺴﺒﺐ ﺃﺣﺪﺍﺙ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ. ﺟﻞّ ﻣﺎ ﻧﻌﺮﻓﻪ ﺣﺎﻟﻴﺎ ﻋﻦ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻕ ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻲ ﺻﻐﻴﺮ ﻳﺄﺗﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺭﺍﺳﺎﺕ ﺍﻟﻨﻈﺮﻳﺔ ﻭﻧﻤﺎﺫﺝ ﺍﻟﺤﺎﺳﻮﺏ ﻭﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﻤﺨﺘﺒﺮﻳﺔ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﻔﻬﻢ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻳﺘﻄﻠﺐ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﻋﻦ ﻗُﺮﺏ -ﻫﻜﺬﺍ ﺳﻮﻑ ﻳﺄﺧﺬ ﺟﻬﺎﺯ MMS ﺍﻟﻘﻴﺎﺳﺎﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﺍﻷﺭﺿﻲـ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﻣﺨﺘﺒﺮ ﻃﺒﻴﻌﻲ ﻣﺜﺎﻟﻲ ﺣﻴﺚ ﻳﻤﻜﻦ ﻣﻼﺣﻈﺔ ﻇﺎﻫﺮﺓ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺗﺤﺖ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻤﺘﺪﺓ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ.
 

ﻃﻮﺍﻝ ﺩﻭﺭﺍﻧﻪ ﺣﻮﻝ ﺍﻷﺭﺽ، ﺳﻮﻑ ﻳﻤﺮ MMS ﻋﺒﺮ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻓﺔ ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ. ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﺳﻴﺴﺎﻓﺮ ﻋﺒﺮ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻨﻬﺎﺭﻱ ﻣﻦ ﺍﻷﺭﺽ؛ ﻫﻨﺎﻙ ﻳﺮﺗﺒﻂ ﺍﻟﻤﺠﺎﻝ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺒﻲ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﻟﻸﺭﺽ، ﻓﻴﻨﻘﻞ ﺟﺰﻳﺌﺎﺕ ﻭﻗﻮﺓ ﺩﻓﻊ ﻭﻃﺎﻗﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﻋﻦ ﻃﺮﻳﻖ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ، ﺛﻢ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﻬﻤﺘﻪ، ﺳﻮﻑ ﻳﺮﺍﻗﺐ MMS ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺠﺎﻧﺐ ﺍﻟﻤﻈﻠﻢ ﻣﻦ ﺍﻻﺭﺽ، ﺣﻴﺚ ﻳﺘﺪﻓﻖ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﻤﺘﺼﻞ ﺣﻮﻝ ﻛﻼ ﺟﺎﻧﺒﻲ ﺍﻷﺭﺽ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻳﺼﻞ ﺇﻟﻰ ﻧﻘﻄﺔ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻌﺮﻑ ﺑﺎﻟﺬﻳﻞ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ، ﻓﻴﻨﻘﻄﻊ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺣﻴﻨﺌﺬ.
 

ﺇﻥ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﺭﻗﻴﻘﺔ ﺟﺪﺍ، ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ MMS ﺳﻮﻑ ﻳﻌﺒﺮﻫﻢ ﻃﺎﺋﺮﺍ ﻓﻲ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳﺠﺐ ﺍﺳﺘﺤﻀﺎﺭ ﺃﻥ ﺃﺟﻬﺰﺓ ﺍﻻﺳﺘﺸﻌﺎﺭ MMS ﺻُﻤﻤﺖ ﻟﺘﻜﻮﻥ ﺳﺮﻳﻌﺔ، وﺑﺎﻟﻔﻌﻞ ﻓﻬﻲ ﺗﻌﻤﻞ ﺑﺴﺮﻋﺔ ﻏﻴﺮ ﻣﺴﺒﻮﻗﺔ. ﺑﻴﻨﻤﺎ ﺗﻄﻴﺮ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﻋﺒﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ، ﺳﻮﻑ ﺗﻘﻮﻡ ﺑﻘﻴﺎﺱ ﺍﻟﺤﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻭﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﺑﻪ ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﺠﺰﻳﺌﺎﺕ. ﺳَﺘُﺘﺎﺡ ﻟﻠﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻤﺰﻭﺩين ﺑﻬﺬﻩ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻔﺮﺻﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻟﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﺮﺑﻂ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺧﻞ، ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﺣﺪﻭﺛﻬﺎ ﻧﻔﺴﻪ.
 

ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺰ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﻄﺎﻕ ﺍﻟﺼﻐﻴﺮ، ﺳﻴﻔﺘﺢ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻟﻔﻬﻢ ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﻋﻠﻰ ﻧﻄﺎﻗﺎﺕ ﺃﻭﺳﻊ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻜﻮﻥ.ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻮﺍﻝ، ﻓﺈﻥ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﻛﻴﻔﻴﺔ ﺣﺪﻭﺙ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺍﻻﺗﺼﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﻜﺎﻥ ﻗﺮﻳﺐ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ ﺗﺤﺴﻴﻦ ﻓﻬﻤﻨﺎ ﻟﻜﻴﻔﻴﺔ ﺳﻴﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺍﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻭﻋﻠﻰ ﻧﺠﻮﻡ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﺟﻤﻴﻊ ﺃﻧﺤﺎﺀ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ. ﻭﺑﺎﻟﻄﺒﻊ، ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﺳﻮﻑ ﻳﻌﻠّﻤﻨﺎ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﺣﻮﻝ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﺍﻟﻌﻤﻼﻗﺔ ﻣﺜﻞ ﻋﻮﺍﺻﻒ "ﻋﻴﺪ ﺍﻟﻘﺪﻳﺴﻴﻦ"، ﻭﻣﻦ ﺛﻢّ ﺳﻴﺴﺎﻋﺪﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻛﻮﻛﺒﻨﺎ ﺍﻷﺭﺽ.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المصطلحات
  • التدفق الإكليلي الكتلي (Coronal mass ejections): أو CMEs، هي ثورانات مكونة من الغاز والمواد المُمغنطة القادمة من الشمس والتي قد تؤدي إلى أثار مدمرة على الأقمار الصناعية والتقنيات الأرضية.
  • الأيونات أو الشوارد (Ions): الأيون أو الشاردة هو عبارة عن ذرة تم تجريدها من الكترون أو أكثر، مما يُعطيها شحنة موجبة.وتسمى أيوناً موجباً، وقد تكون ذرة اكتسبت الكتروناً أو أكثر فتصبح ذات شحنة سالبة وتسمى أيوناً سالباً

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات