ساعدت عودةُ مذنّب هابل إبان منتصف القرن الثامنِ عشرَ على إثباتِ نظريةِ نيوتن، كما ساعدَت على إحداثِ شرارةِ اهتمامٍ في علم الفلك. وخلال الفترة بين العامين 1758 و 1782، دَوّن عالمُ الفلكِ الفرنسي شارلز مسييه (Charles Messier) لائحةً لما يقارب 100 جسمٍ صعبِ التمييز عن المذنّبات وذلك باستعمال تلسكوبٍ من تلك الحِقبة. لقد كان اكتشافُ المذنّبات طريقاً لصناعة اسمٍ لك في علم الفلك. وقد كان مسعى مسييه فهرسةُ الأجسامِ التي كان يُعتقد خطأً بأنّها مذنّبات.
بدأَ الأمرُ في 28 أغسطس/آب من عام 1758، فقد وجدَ مسييه جسماً ضبابياً صغيراً في كوكبةِ الثور (Taurus)، أثناءَ بحثِه عن المذنّبات، ما جعلُه يبدأُ بأرشفةِ هذهِ الأجسامِ السديميةِ (الضبابية) بحيث لا يُخلط بينها وبين المذنّبات. وقد كان أوّلُ جسمٍ رصده مسييه هو بقايا انفجارٍ مستعرٍ أعظمي (supernova) معروفٌ باسمِ سديمِ السرطان (Crab Nebula ) أو (M1). يُعرف هذا الأرشيفُ اليومَ بفهرس مسييه. وفي بعض الأحيان يُعرَف باسم ألبوم أو لائحةِ أجسامِ مسييه، وهو واحدٌ من أقوى الأدواتِ لهواة الفلك.
لحسن حظنا، فقد أصبحت لائحةُ مسييه معروفةً على نطاقٍ واسعٍ لأهدافٍ أسمى، فهي تُعتبرُ تجميعاً للأجسامِ الأكثرِ جمالاً في السماء بما فيها السّدم والحشود النجمية والمجرات. لقد كانت أولَ حجرِ أساسٍ بارزٍ في تاريخ اكتشافات أجرام السّماء العميقة (deep sky objects)، وقد كانت أولَ لائحةٍ جامعةٍ وموثوقة؛ افتقدت في البدايةِ إلى أربعةِ أو خمسةِ أجرامٍ بسبب أخطاءٍ ناتجةٍ عن تخفيض البيانات، ولكن كان بالإمكان تحصيلها لاحقاً.
عادةً ما تشملُ نسخةُ اليومِ من اللائحة إضافاتٍ لأجسامَ رصدَها شارلز مسييه وصديقه الجامعي بيير ميشان (Pierre Méchain)، ولكنّها غير موضوعةٍ في لائحته الأصلية. قادَت دراسةُ هذه الأجسام من قبل علماء فلكٍ - ومازالت مستمرّةً في ذلك - إلى اكتشافاتٍ مهمّة ومدهشة كدورة حياة النجوم وحقيقةِ المجرّات، وأنها جزيرة كونية (island universes) منفصلة، وإلى عمر الكون المحتمل.
ويُعتبر فهرس مسييه اليومَ أداةً نفيسةً لهواة الفلك. حيث يُعتبر ماراثون مسييه (Messier Marathon) إلى حدٍّ ما كطقوس العبور للمبتدئين في هذه الهواية. وقد كان يُعرف عن الهواة المتحمسين بقاءَهم متيقظين طيلة فترة الليل لرصد كلّ أجسام مسييه الـ 110 قبل طلوع شمسِ اليوم التالي.
تُبدي الكثيرُ من أجرامِ السّماء العميقة مجالاً واسعاً من الألوانِ لدى تصويرها فوتغرافياً من خلال التعريض الضوئي الطويل، حيث أنّ العين البشرية لا تملكُ الحساسيةَ الكافية لرؤيةِ هذه الألوان عبر تلسكوبٍ صغير. لذا سنعرض بعضَ الصور باللونين الأبيض والأسود كنموذج لما ستراه عبر التلسكوب.