كم من الدجل يحوي العلم، وهل يضع العلماء الغمامات؟

كم من الدجل يحوي العلم!


صورة علماء يناقشون نظرية بشكل مهذب، وهم يقترحون نظرية جديدة في ظل معلومات جديدة، تبدو خالية كلياً من المشاعر، ولكن الحقيقة مغايرة لذلك تماماً، فالنقاش إنسانيٌ محض، حتى وإن كان سيقبل جُل مجتمع العلماء في النهاية نظرية منفردة بناءً على تفسيرها للبيانات وتحقيق سلسلة من التنبؤات. ومن أجل تحقيق ذلك هل يزوّر الباحثون نتائج اختباراتهم من أجل المظاهر أو/و المال؟ وكم يتكرر هذا الدجل العلمي؟


بما أن تعريف الدجل غير قابل للقياس، فإن أبسط إجابة هي أن هذا السؤال غير قابل للإجابة. طبعاً، هناك عدة حالات معروفة من الدجل في العلم، والبعض يستعملها للجدل بأن كل اكتشافات العلم (خاصة تلك التي لا تعجبهم) هي عديمة الفائدة.


هذه الحجة تتجاهل تكرار النتائج والذي يتم بشكل روتيني من العلماء، حيث يتم تكرار النتائج المهمة بشكل مطابق عدة مرات من عدة علماء، ولنزعم (على سبيل المثال) أن مجموعة مهمة من العلماء متفقون على مؤامرة ويكذبون بشأن التأريخ بالكربون 14. وجود خداع مثبت ومعروف هو في الحقيقة مقدمة جيدة لطبيعة التصحيح التلقائي في العلم، فمن غير المهم (لتقدم العلم) وجود مجموعة من العلماء المخادعين، بما أن أي عمل يقومون به لن يؤخذ على محمل الجد ما لم يتم التحقق منه بشكل منفصل.


أضف على ذلك أن أغلب العلماء مثاليون، فهم يأنسون الجمال في الحقيقة العلمية ويرون اكتشافاته كرسالة، فلولا هذا الأنس لتوجهوا إلى شيء مربح أكثر، وهذه الحجة تقترح بأن الدجل غير المكتشف بعد في العلم هو نادر وزهيد.


الحجة أعلاه أضعف في الحقل الطبي، حيث تحرف وتعتم الشركات الطبية على البيانات من أجل دعم منتجاتها، فشركات التبغ تنتج وبشكلٍ متكرر تقارير "تبرهن" أن التدخين غير مضر لصحة، وشركات المخدرات زورت وأعاقت بيانات متعلقة بسلامة أو تأثير أغلب منتجاتها. طبعاً هذا النوع من الاحتيال لا يعكس صلاحية المنهج العلمي.


هل يرتدي العلماء الغمامات على أعينهم؟


أحد الادعاءات السائدة ضد الاتجاه السائد للعلم هي أنه مهني بحت، ويرى ما يتوقع أن يراه فقط، حيث يرفض العلماء عادة اختبار الأفكار الهامشية، بما أن "العلم" يخبرهم بأن هذا البحث سيكون مضيعة للوقت والجهد، وبالتالي من الممكن أنهم يفوتون أفكاراً قد تكون قيمة.


وهذه هي حجة "الغمامات"، مقارنة بقطعة الجلد الموضوعة على أعين الحصان بحيث يرون الطريق أمامهم فقط، وغالباً ما تُقدم هذه الحجة من قبل حركات العصر الجديد والطب البديل.


من المؤكد أن الأفكار خارج الاتجاه السائد للعلوم يمكن لها أن تعاني وقتاً صعباً حتى تُعتمد، ولكن الفرصة لخلق ثورة علمية هي فرصة مثيرة، الثروة والشهرة وجوائز نوبل تطارد أعمالاً مشابهة، لذلك سيكون هناك عالم أو اثنان مستعدان للبحث عن أي شيء جديد.

إن كان لديك فكرة مماثلة، تذكر بأن الحجة على من ادعى، وعلى النظريات الجديدة أن تشرح البيانات الحالية، وتؤمّن تنبؤات جديدة، وعليها أن تكون قابلة للاختبار، وكل النظريات العلمية قابلة للتكذيب. اقرأ المزيد من المقالات وشذب نظريتك بضوء معلوماتك الجديدة. بدء ثورة علمية هو كدح طويل وصعب، ولا تتوقع أن يكون سهلاً، لو كان كذلك لكنا أمام ثورة كل يوم.


يقدم الناس ادعاءات عجيبة واستثنائية، وكثيراً ما يشيرون إلى جاليليو كمثال على عبقري عظيم اضطُهد من أجل إثبات نظرية هرطقية. ويدعون بأن المؤسسة العلمية تخشى بأن يبرهن على أنها خاطئة وبالتالي تحاول قمع الحقيقة، وهذه نظرية مؤامرة كلاسيكية، والمتآمرون هم كل هؤلاء العلماء الذين كلفوا أنفسهم عناء الإشارة إلى العيوب في الادعاءات المطروحة من الباحثين. والرد من المدعى عليهم ما يكون عادة: "ضحكوا على كولومبس، ضحكوا على جاليليو، ولكنهم ضحكوا أيضاً على المهرج بوزو."

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

اترك تعليقاً () تعليقات