السحابة السوداء B68

توضح هذه الصورة نطاقاً سماوياً غير اعتيادي في حزام درب التبانة، وتركز الصورة على إحدى الكريات السماوية المعتمة والمعروفة ببرنارد 68 نسبة للفلكي الأمريكي إدوارد برنارد Edward E. Bernard (1857-1923), والذي وضعها ضمن قائمة من الأجسام المشابهة, وقد نُشرت في العام 1919. 

وتظهر هذه السحابة على شكل جسم مضغوط غير نافذ عوضاً عن ظهورها بشكل واضح ضمن الخلفية الغنية بالحقول النجمية، وعلى الرغم من أن هذه الصورة ترصد العديد من النجوم الخافتة في المنطقة التي نراها, إلا أنه لا يمكننا رصد أي من النجوم في مقدمة السحابة، وهذا الأمر يعتبر إشارة واضحة على أن هذه الكرية لا بد وأن تكون قريبة نسبياً، وتتألف السحب بين النجمية من الغاز والغبار, كما تحتوي على العديد من الجزيئات, بعضها يحتوي على ذرات الكربون (مثل العضوية منها). 

 وهذه السحب الجزيئية التي كان ولفترة طويلة يعتقد أنها "ثقوب في السماء", تُعرف اليوم على أنها أكثر الأجسام برودة في الكون (حيث تصل درجة الحرارة فيها إلى 10 كلفن تقريباً, أو -263 درجة سيلسيوس)، أما الأمر الأكثر أهمية فهو أن هذه السحب تعد حاضنات للنجوم والكواكب، ومع ذلك فتبقى كيفية قيام السحب الداكنة مثل برنارد 68 بالانكماش و تحويل نفسها بشكل تدريجي إلى نجم يشتعل بالهيدروجين، أمراً غامضاً، وعلى كل الأحوال فقد تقدم الصورة العميقة لهذه السحب مثل هذه الصورة التي تم الحصول عليها بواسطة أداة FORS1 الموجودة في VLT ANTU, أدلة في غاية الأهمية. 

ومن الجدير بالذكر أن هذه السحابة تبدو في المراحل المبكرة من الانهيار، حيث أن قطرها يقدر ب حوالي 7 أشهر ضوئية (0.2pc تقريبا) و تقع على بعد يبلغ حوالي 500 سنة ضوئية تقريباً (160 pc) في اتجاه الكوكبة الجنوبية حامل الأفعى، وقد تمت إعادة إنتاج هذه الصورة المركبة بالاعتماد على ثلاث صور تم فيها استخدام المرشح الأزرق (B), الأخضر المصفر (V) و المجال القريب من تحت الأحمر (I) و التي تم الحصول عليها من قبل VLT ATNU و FORS1 في الصباح المبكر بتاريخ 27-3-1999، هذا ويمتد نطاق القياس على 6.8∗6.8 دقيقة قوسية مربعة، كما تتألف الصورة من 2048∗2048 بكسل, و كل بكسل منها يحتوي على 0.20 ثانية قوسية, وجميع هذه البيانات متوفرة في النسخة ذات الدقة الكاملة من هذه الصورة، كما يجدر بنا التنويه إلى أن الشمال في أعلى الصورة والشرق في يسارها.