إيلون ماسك في مؤتمر صحفي عقب إطلاق فالكون الثقيل

صرح إيلون ماسك خلال مؤتمر صحفي عقب إطلاق فالكون الثقيل قائلًا: "إني فخور بفريق سبيس إكس وبهذا الإنجاز. وما حدث بدا خياليًا بالنسبة لي فالصورة التي كنت أتوقعها صورة انفجار ضخم على المنصة ودولاب سيارتي يتدحرج بين الحطام. لكن لحسن الحظ لم يحصل أي سوء. فيما عدا الصاروخ المركزي جرى كل شي على أحسن ما يرام. فلم يهبط الصاروخ المركزي على المنصة، ونعتقد أن السبب كان نفاذ وقود بدء الإشعال" (وهو مزيج من مادتين هما [TEA (“triethylaluminum”) + TEB (“triethylboron”)(“triethylboron”)] يشتعل بمجرد ملامسته للأوكسجين السائل دون الحاجة لشرارة إشعال) "فاشتعل محرك ميرلن واحد من المحركات الثلاثة اللازمة لهبوط الصاروخ المركزي وارتطم بالماء بسرعة 300كم/سا، محطمًا معه محركين للمنصة العائمة".

وأضاف ممازحًا: "إن سلمت الكامرات فأعدكم بفديو ممتع! لم نكن بحاجة الصاروخ المركزي على أية حال، وسنضع الصاروخين في متحف ما. فنحن لم نخطط لإعادة استعمال أي من الصواريخ المستخدمة في هذا الإطلاق لأنها من طراز أقدم، والطراز الذي سنعيد استعماله هو الطراز 5 فقط". أما بالنسبة للمرحلة الثانية فقد أدت أداءً ممتازًا، وقامت بعملتي إشعال لرفع المدار حيث ذكر إيلون أن مستويات الوقود لم تختلف عن حساباتهم إلا بنحو طفيف. ثم أنجزت الإشعال الثالث بعد أكثر من خمسة ساعات قضتها في حزام آلن الإشعاعي المحيط بالأرض وذلك لاختبار تأثيره على المعدات والإلكترونيات على متنها. بعدها أعادت إقلاع أنظمتها واستنفذت وقودها كاملًا في إشعالٍ أدخلها مدارًا انتقاليًا للمريخ. وقال أيضًا: "المعززان الجانبيان بوضعية جيدة ويمكن استخدامهما مجددًا لكننا لن نستخدمهما لأنهما من طراز قديم؛ وسنعتمد إعادة استخدام الصواريخ من الطراز 5 فقط. وليس هناك أي خطط لتطوير طراز 6 من صواريخ الفالكون".

 

إجاباته على أسئلة الصحفيين


س: ما الذي تعلمته من فالكون الثقيل؟
ج: علمني أنه يمكن تحقيق أكثر الأمور جنونًا. لم أكن متوقعا أن ينجح، فعندما ترى إطلاقًا لصاروخ تتوقع آلاف المشاكل والأعطال. ورؤية الهبوط المتزامن للمعززين تماما مثلما صورناهما في المحاكاة الحاسوبية كان رائعا. وهذه رؤية يمكن البناء عليها أي أستطيع أن أتصور العشرات منها تحلق وتهبط كالطائرات.

وهذا يعطيني ثقة بأن الصاروخ التالي فالكون الكبير BFR سيكون ناجحا. أعطاني ثقة بأن تصميم فالكون الكبير سيعمل وأعطاني ثقة بفريق سبيس إكس. نستطيع الاستمرار بهذا وتطوير تقنية إعادة الاستعمال الكامل. عندما نقارن بين فالكون 9 وفالكون الثقيل فلهما نفس نسبة إعادة الاستخدام، وتكلفة إطلاق فالكون 9 تقدر بـ 60 مليونا بينما تكلفة فالكون الثقيل 90 مليونا وهذا فرق بسيط. إن الذي لا نعيد استخدامه هو المرحلة الثانية فقط من الصاروخ؛ ونحن نعمل على إعادة التقاط غطاء الحمولة؟

 

س: ماذا خطر ببالك عندما رأيت سيارتك وسائقها رجل النجوم تحلق في المدار؟
ج:
تبلغ من الجنون حد التكذيب. لولا أنها تبدو كتلفيق حاسوبي قديم وغير متقن، وهذا ما يشعرنا بأنها حقيقية لأننا التقنيات الحاسوبية اليوم تصور تلفقا أفضل من ذلك بكثير! لأننا لسنا معتادين على رؤية الألوان بالفضاء دون تشويه الغلاف الجوب فكل شيء فاقع اللون. لم نختبر مواد تصنيع السيارة لتتحمل قسوة الفضاء، فهي سيارة عادية بمقاعد عادية كأي سيارة لكنها بالفضاء. وتعجبني عبثية الموضوع، حتى أننا وضعنا على منضدها سيارة لعبة صغيرة وفيها دمية صغيرة أيضًا وكان اقتراحًا من صديق. في الصواريخ التجريبية عادة ما تكون الحمولة كتلة من الحديد مثلا. ستثير اهتمام الناس حول العالم.

 

س: أين ترى مكان فالكون الثقيل؟ ما مستقبله؟
ج:
فالكون الثقيل يخدم حمولات من كتل معينة، فهو يستطيع حمل ضعف كتلة أقرب منافسيه (يقصد ULA Delta IV Heavy) ويمكنه إرسال حمولات حتى بلوتو وما بعد بلوتو من دون الحاجة لمقلاع الجاذبية. يمكنك إرسال الناس إلى القمر باستخدام 2 أو 3 من فالكون الثقيل مع الحاجة لإعادة التزود بالوقود في المدار، ويمكن بذالك مضاهاة حمولة صاروخ ساتورن 5 (الذي أوصل رواد أبولو إلى القمر). ولكن طبعا لا أنصح بذلك فهناك تصميم سيكون مخصص لذلك. نحن نشجع الدول والشركات على التنافس معنا، سباق الفضاء أمر ممتع.

 

س: ما الذي دار في عقلك عند الإطلاق؟ فأنت عبرت عن قلقلك من فشل الإطلاق.
ج:
عندما تكون مطلعًا على تفاصيل التصميم وتعرف أن هناك آلاف الأشياء التي من الممكن أن تفشل. وعليها كلها أن تؤدي وظيفتها تماما كما يجب. لا فرصة لإعادة المحاولة أو الإصلاح. لقد تخيلت الصاروخ ينفجر بأكثر من طريقة؛ وأشعر الآن بالراحة. أراهن أن المهندس الرئيس لأول طائرة بوينغ 747 أو DC-3 لم يصدق أنها تحلق فعلًا عندما رآها ترتفع لأول مرة.

 

س: هل يمكن أن تحدثنا عن شروط حصولكم على التصريح لفالكون الثقيل للقيام بمهمات إطلاق لصالح الأمن القومي؟ وكم هو استثماركم الذي أوصل الصاروخ لهذه المرحلة؟
ج:
أعتقد أن عدد الرحلات يعتمد على نوعية المهمات. لدينا شركات تجارية متعاقدة معنا لاستخدام فالكون الثقيل. ولن يكون ذلك عائقا أمام القيام بمهمات لصالح الأمن القومي. سيكون عندنا بضعة مهمات لفالكون الثقيل في السنة، فلو كان هناك ساتل كبير للأمن القومي مخطط إطلاقه في 3 أو4 سنوات، فسنكون قد قمنا بأكثر من عشرة رحلات لفالكون الثقيل حتى ذاك. لا أعتقد أن هناك رقما محددا لذلك. سنطلق مهمة STP-2 الاختبارية لصالح سلاح الجو على متن الطراز 5 من فالكون الثقيل. وسننتج الصاروخ المفرد من طراز 5 خلال أشهر قليلة.

فأعتقد أن الأمور يتكون ممهدة وطيبة لتصريحنا. أما بالنسبة لاستثمارنا اليوم في فالكون الثقيل فأعتقد أننا استثمرنا أكتر من الذي توقعناه. حاولنا إلغاء المشروع أكثر من مرة. فقد تظنون للوهلة الأولى أن ربط 3 صواريخ معا أمر بسيط. لكنه في غاية الصعوبة فقد اضطررنا لإعادة تصميم الصاروخ المركزي تماما وكذلك زعانف التوجيه. وعند وضع مخاريط على رأس المعززات لتسهيل اختراقها للهواء يجعل أمر التحكم في هبوطها صعبا مقارنة بنهاية على شكل اسطواني مفتوح إذ يعطيك ذلك 30% زيادة في التحكم. أعدنا تصميم أجهزة التحكم، والهيكل ليتحمل الضغط والوزن. فعلى الصاروخ المركزي تحمل قوى هائلة تتجاوز المليون باوند من المعززين. كما عدلنا منصات الإطلاق أيضا. فبالإجمال أتوقع أن استثمارنا فيه تجاوز نصف مليار دولار على الأغلب.

 

س: هلق قررت أنت أن يهبط المعززان معا؟ أم أن ذلك حدث تلقائيا؟
ج:
نعم لكن أردنا الفصل بينهما بفارق زمني بسيط كي لا يشوش رادار أحدهما على الآخر.

 

س: أرسلت حمولة مثيرة جدا للجدل للفضاء، وهناك المبتدئين الذين يحاولون رصدها. كيف ستتعاملون مع هؤلاء متعقبي التسلا؟ هل لديكم خطة أم ستتجاوبون لما ينشر على الأنترنت؟
ج:
لا خطة لدينا. ستدوم البطاريات 12 ساعة بعد الإطلاق تقريبا، ثم ستجول في أعماق الفضاء لملايين ومليارات السنين. وربما يكتشفها بعض الفضائيين بعد مليار سنة ويستغربون من أطلق هذه السيارة؟ هل هم يعبدونها؟ وما هذه السيارة اللعبة المصغرة فيها؟ سيحيرهم ذلك فعلا!

 

س: مع تركيزكم الآن على فالكون الكبير، ما خططك للمريخ والقمر؟
ج:
إذا كنا محظوظين فسنقوم بقفزات دون مدارية بسيطة بأجزاء من فالكون الكبير، ربما السنة القادمة.

 

س: ذكرت خسارة دافعين للمنصة العائمة، هل هبط الصاروخ فوقها؟
ج:
سأخبرك بما لدي من المعلومات وقد تكون معلوماتي حاليا بعيدة عن ما حصل فعلا. اصطدم الصاروخ المركزي بسرعة قد تصل لـ 500 كم/سا، على بعد 100 مترا من المنصة محطما دافعين لها وممطرا ظهرها بالشظايا.

 

س: هلا تحدثنا عن الحرق المقرر لدخول مدار انتقالي للمريخ؟ ما مدته؟ ومتى نحصل على التأكيد على نجاحه؟ ((تم إنجاز الحرق بنجاح في وقت لاحق لهذا المؤتمر))
ج:
ليس لدي معلومات حاليا لكن خلال ساعات سنعلم.

 

س: ما الوقت الذي نتوقع فيه تطوير فالكون الكبير لسسفر للقمر والمريخ؟
ج: يمكننا أن نقوم بتجارب برنامج قافز العشب كما فعلنا بداية تطويرنا لفالكون 1؛ في مناطق معزولة خالية من السكان بمناطق من جنوب تكساس، أو في البحر من سفينة لأخرى. سترتفع المركبة بضعة أميال وتهبط. يمكن لهذه المركبة (المركبة التي ستعلو صاروخ فالكون الكبير) الوصول للمدار إن ملأنا خزاناتها بالوقود. أولا اختبار الدرع الحراري بأن نزيد من تعقيد التحليق تدريجيا. يمكن أن نتجه لاتجاه ما ثم ندور وندخل بسرعات هائلة لاختبار الدرع. لأنه عليه تحمل حرارة الدخول من مدارات بين كوكبية.

 

س: إذًا، متى احتمال الذهاب للقمر والمريخ؟
ج: انتهينا من تونا من فالكون 9 وفالكون الثقيل والطراز 5 هو الأخير لهما. وكذلك مركبة دراغون من الطراز 2. لكن كل قدراتنا الهندسية ستنكب على فالكون الكبير مما سيسرع في تطويره. إن تصميم السفينة هو الأصعب لأن عليها أن تدخل جو الأرض بسرعات فوق مدارية أي من مدار القمر أو مدار المريخ، وذلك أسرع بكثير من المدار الأرضي. والحرارة ستزداد بتناسب مع الأس 8 لبعض العناصر فيها. بالنسبة للمعززات، أعتقد أن لدينا فهم جيد لها. نبدأ بتطوير الأجزاء الأصعب أولا. فمن المعقول أن تكون أول رحلة مدارية تجريبية قد تكون في 3 أو 4 سنوات متضمنة المعزز. ستكون في مدار الأرض فقط؛ لكن يمكن بسهولة إرسالها للقمر بعدها، فهي مصممة لذلك.

 

س: ماذا عن البدلة الفضائية لرجل النجوم؟
ج:
إنه تصميم حقيقي لبدلتنا الفضائية لنختبرها وداخلها دمية. إذا أردت أن تخاطر فعليك أن تبدو أنيقا! كان علينا القيام بعدة اختبارات واستغرقنا 3 سنوات في تصميمها. فإما أن تعمل أو أن تبدو جيدة المظهر، من الصعب الجمع بينهما.

 

س: هل فكرت بما ستقوم به في فالكون الكبير؟ ما الحمولة المخططة له؟
ج: لم أفكر بذلك بعد، وأرحب بكل الاقتراحات؟ إنه وحش كبير وعملاق، فالكون الكبير BFR بقطر 9 أمتار وبارتفاع 120 مترا، نعم إنه عملاق ولكن بعد بضعة سنين سيبدو مألوفا.

 

س: ماذا عن استرجاع غطاء الحمولة؟ وهل ترى نفسك في سباق فضاء مع بلو أوريجن؟
ج:
استرجاع غطاء الحمولة فاجأنا بصعوبته الشديدة، لكنني واثق من أننا سنقوم بذلك خلال 6 أشهر. عندما تفتح المظلات فإن حجم الغطاء الهائل ومرونته وشكله يأثرون على حركتها. وبصراحة استرجاعها ليس من أهم الأولويات. لكننا نعمل على الغطاء من الطراز 2 وسنحلق بها مستقبلا ومن المهم استرجاعه. ستستمتعون بمشاهدة القارب المصمم لالتقاطه، وربما نصمم قاربا مثله لالتقاط مركبة دراغون أيضا لإرضاء ناسا! (مازحا)

 

س: متى يمكننا أن نتوقع حمل طاقم على دراغن للمدار الأرضي الأدنى أو القمر والمريخ؟
ج:
أننا نتقدم بخطى حثيثة بتطوير دراغون قادرة على حمل البشر أي الطراز 2. من أولويات الشركة الحصول على التصريح لنقل البشر فيها. كانت أولويتنا فالكون 9 من الطراز 5؛ واليوم انتهينا من فالكون 9 طراز 5 وكدنا تقريبا من فالكون الثقيل وسنركز على تطوير مركبة دراغون. هدفنا وطموحنا أنا نحلق بها قبل نهاية العام. فالكون 9 الآن يبدو صغيرا (مازحا)

 

س: هل تأثرت منصة 39-إي الإطلاق من إطلاق اليوم؟
ج:
المنصة على أحسن حال.

 

س: كم من الوقت تحتاج لإعداد المنصة لإطلاق فالكون 9 أو فالكون الثقيل؟
ج:
صممناها ليكون التبديل سريعا

 

س: هل يحتاج فالكون الثقيل تصميما خاصا من الصاروخ المركزي؟
ج:
بالتأكيد الصاروخ المركزي مصمم خصيصا له، لكن يمكننا تبديل المعززات وإعادة استعمالها بتبديل زعانف للتايتينيوم. أنا سعيد باسترجاع المعززين لأن الزعانف عليهما باهظة الثمن وانتاجها بطيء. فلو خيرت في أن ينفجر الصاروخ المركزي أو المعززان لكنت اخترت أن ينفجر الصاروخ المركزي وتسلم المعززات لأن أهم ما استرجعناه عليها هي زعانف التيتانيوم.

 

س: هل وضعتم أجهزة قياس وحساسات داخل البدلة الفضائية؟
ج:
بالطبع فهي بدلة فضاء فعلية يمكنك ارتداءها والدخول لغرفة التخلية وستكون بأمان. شكرا لكم جميعا

إمسح وإقرأ

المصادر

المساهمون

اترك تعليقاً () تعليقات