23 مارس/آذار 1965، إطلاق أول بعثة مأهولة لجيمناي

في غضون 20 شهراً، من مارس/آذار 1965 إلى نوفمبر/تشرين الثاني عام 1966، قامت ناسا بتطوير واختبار وإطلاق قدرات نوعية وتكنولوجيا متطورة في برنامج جيمناي (Gemini)، والذي مهّد الطريق ليس فقط للمركبة الفضائية أبولو (Apollo)، ولكن لإنجازات مكوك الفضاء أيضاً، بالإضافة إلى بناء محطة الفضاء الدولية وإعداد الاستكشاف البشري للمريخ. كانت أول رحلة مأهولة تابعة للبرنامج هي جيمناي3 (Gemini III)، والتي غادرت نقطة الإطلاق رقم 19 عند الساعة 9:24 صباحاً (بتوقيت شرق الولايات المتحدة) يوم 23 مارس/آذار 1965. وقد أوصلت المركبةُ الفضائية مولي براون (Molly Brown) الطيارَ القائد فيرجيل "جوس" غريسوم (Virgil I. "Gus" Grissom) والطيار جون يونج (John W. Young)، إلى ثلاثة مدارات للأرض. أثبتت المهمة جيمناي، أنه بإمكان رواد الفضاء تغيير المدار الخاص بالمركبة، والبقاء في الفضاء لمدة أسبوعين على الأقل وحتى العمل خارج المركبة. كما أنهم كانوا رواداَ فيما يخص الالتقاء بمركبة أخرى والاقتران بها. كانت كل هذه المهارات ضروريةً للهبوط على القمر ثم العودة إلى الأرض بسلام. اختير رائد الفضاء المخضرم جريسوم ليكون القائد الطيار للمركبة جيمناي 3، وبذلك أصبح أول من يسافر إلى الفضاء مرتين. ثم أنضم إليه رائد الفضاء يونج، وهو أول عضو من مجموعة طيارين ناسا الثانية التي حلقت في الفضاء، وتسلسلت الرحلات إلى أن أصبح يونج أول شخص يحلق في الفضاء ست مرات، بما فيها قيادة المركبة Apollo 16 حين تمكن من السير على القمر، كما قاد المركبة STS-1، والتي تعتبر أول مهمة تحتمل مكوكاً فضائياً. كان الهدف الأساسي للرحلة جيمناى3 هو اختبار المركبة الفضائية الجديدة والقابلة للمناورة. أطلق أفراد الطاقم دفاعات (صواريخ تستخدم للتحكم في الاتجاهات في الفضاء) لتغيير شكل مدارها، ثم لتغيير مستوى مدارها قليلا، وللانتقال إلى مستوى أقل علواُ. تُعتبر تكنولوجيا المناورة المدارية ثوريةً حيث أنها مهدت الطريق لاحقاً لاقتران المركبات في البرنامج جيمناي، وأثبتت أنه من الممكن للوحدة القمرية أن تغادر القمر وتلتحق بوحدة القيادة التي تدور حوله للعودة إلى لأرض. وهذا يعني أيضاُ أنه من الممكن للمركبة الفضائية أن تنطلق وتقترن بمحطة فضائية أخرى أثناء دورانها.

إمسح وإقرأ

المصادر

المساهمون

اترك تعليقاً () تعليقات