كيف نحصل على بيئة نظيفة وهواء نقي داخل المباني المغلقة؟

في بحث نُشر يوم أمس بعنوان Trends in Plant Science قام به فريدريكو بريلي Frederico Brilli الأخصائي في علم وظائف الأعضاء النباتية في معهد حماية النباتات المستدامة Institute for Sustainable Plant Protection التابع للمجلس الوطني للبحوث في إيطاليا National Research Council of Italy مع زملائه، توصلوا من خلاله إلى وجود نباتات معينة يُمكن أن تُساعد على تنقية الهواء داخل الأماكن المغلقة لدورها في امتصاص السموم وتحسين نوعية الهواء.

في السابق أُجريت عدة بحوث لقياس أثار مختلف أنواع النباتات على نوعية الهواء داخل البنايات من ضمنها ما قامت به ناسا من تجارب رائدة في هذا المجال في الثمانينات. أما اليوم وفي ضوء التكنولوجيا المتطورة يرى الباحثون إن هناك حاجة لدراسة أكثر تطورًا لخصائص أنواع النباتات الأعلى أداءً داخل البيئات المغلقة من حيث الشكل الخارجي الذي يشمل حجم وشكل الأوراق والتركيب الداخلي الذي يعني قياس معدل استيعاب ثاني أوكسيد الكربون. تشتمل الدراسات أيضًا على كيفية الاستفادة من النباتات عن طريق معرفة عدد النباتات الواجب زرعها في المتر المربع الواحد لتقليل معدل تلوث الهواء إلى مستويات معينة. إضافة إلى الحاجة لمعرفة طبيعة النباتات المجهرية (البكتيريا والفطريات) التي تعيش برفقة النباتات سواءً في التربة أو على سطح الورقة حيث تساعد هذه الكائنات على إزالة الملوثات التي تطير في الهواء، إلا إن تلك الكائنات لم يتم تحديدها بشكل دقيق بعد ولم يتم تحديد أي الأنواع التي تؤثر سلبا على صحة الإنسان وبالتالي يمكن أن تؤدي إلى بعض الأمراض كالحساسية والتهاب الرئة.

لا يرى بريلي وزملاؤه بأن النباتات يُمكن أن تحل محل التدفئة والتهوية وأنظمة تكييف الهواء الحديثة بل يمكن من خلال المعرفة الأفضل في علم وظائف الأعضاء للنباتات تكريس خصائص بعض النباتات ودمجها بتقنيات تنظيف الهواء الحديثة التي تتحكم بها أجهزة الاستشعار الذكية لتحسين نوعية الهواء في الأماكن المغلقة بطريقة فعالة من حيث التكلفة وبطريقة مستدامة، لذا اصبح من الضروري اليوم عمل الأخصائيين في علم وظائف الأعضاء النباتية جنبًا إلى جنب مع المهندسين المعماريين لتحسين البيئة الخضراء داخل الأماكن المغلقة.

 

إمسح وإقرأ

المصادر

المساهمون

اترك تعليقاً () تعليقات