سديم الجبار

سديم الجبار (Orion Nebula) هي منطقة هائجة وصخبة من الغبار والغاز حيث تُولد آلاف النجوم، يقع على بُعد 1300 سنة ضوئية، وهو أقرب مناطق تشَّكل النجوم للأرض. التقط هابل مشهداً يخطف الأنفاس لهذا السديم في واحدةٍ من أكثر الصور الفلكية تفصيلاً.
يَظهر في هذه الصورة أكثر من 3,000 من النجوم ذات الحجوم المُختلفة، بعضها لم يُشاهد من قبل بالضوء المرئي. استقرَّت تلك النجوم في مشهد دراماتيكي من الهضاب والجبال والوديان. تصوغ هذه النجوم الضخمة والشابة أعمدة من الغاز الكثيف، والتي قد تكون مواطن النجوم الوَليدة، ما يعطي هذه الصورة سمةً إضافية في إعطاء لمحة عن المراحل المختلفة لتشكل النجوم.


تُمثِّل المنطقة المركزية اللامعة مَوطن أضخم أربعة نجوم في السديم، والتي تُدعى "شبه المنحرف" (Trapezium) لأنها تترتب في نمط شبه منحرف. تطلق هذه النجوم ضوء فوق بنفسجي ينحت تجويفاً في السديم ويؤثر على نمو المئات من النجوم الصغيرة، ولا تزال النجوم القريبة من شبه المنحرف صغيرة كفاية لتملك قرصاً يُطوّقها من المواد.
تُدعى هذه الأقراص "أقراصاً كوكبية أولية" أو (Proplyds) وهي صغيرة جداً لتُشاهد في هذه الصورة. الأقراص هي اللبنات الأساسية للنظام الكوكبي.


مصدر التوهج اللامع في أعلى اليسار هو (M43)، منطقة صغيرة شكَّلها الضوء فوق البنفسجي من النجوم الضخمة والشابة، يتواجد بالقرب من M43 أعمدة كثيفة ومظلمة من الغبار والغاز، والتي تُشير باتجاه شبه المنحرف. تقاوم هذه الأعمدة -التي تظهر دقيقة بعكس الخلفية المظلمة- الضوء الفوق بنفسجي الكثيف المُنبعث من شبه المنحرف، وتُظهر المنطقة المتوهجة على اليمين أقواساً وفقاعاتٍ تتشكّل عندما تتصادم الرياح النجمية مع المواد، الرياح النجمية هي عاصفة من الجسيمات المشحونة المنطلقة من نجوم شبه المنحرف.


تمثل النجوم الحمراء الخافتة بالقرب من القاع عدداً ضخماً من الأقزام البنية (Brown dwarfs) التي لاحظها هابل لأول مرة في الضوء المرئي، تُدعى في بعض الأحيان "النجوم الفاشلة". الأقزام البنية هي أجسام باردة وصغيرة جداً كي تكون نجوماً عادية، فهي لا تستطيع تحمل الإندماج النووي في قلبها بالطريقة التي تقوم بها شمسنا، فهي أقرب لأن تكون "عائمات حرّة"، تطابق كوكب المشتري ولكن بأحجام أكبر.


استخدم علماء الفلك لإخراج هذه الصورة 520 صورة من تلسكوب هابل، إلتُقطت بخمسة ألوان مختلفة بواسطة كاميرا هابل الاستقصائية المتقدمة، وقد أضافوا أيضاً صوراً خلفية لتغطية السديم. تغطي الفسيفساء حجماً زاوياً ظاهرياً بحجم قمرٍ كامل.


حصل فريق علمي بقيادة (Massimo Robberto) من معهد علوم تلسكوب الفضاء (Space Telescope Science Institute) على الأرصاد الفسيفسائية لدراسة المحتوى النجمي للسديم، فبالإضافة لاكتشاف النجوم التي تشكّلت قبل حوالي مليوني سنة، تم قياس حركات خاصة للنجوم وتحقيق جرد أعداد الأقزام البنية والأجسام التي بحجم الكواكب والتي كانت في البداية.

إمسح وإقرأ

المصادر

المساهمون

اترك تعليقاً () تعليقات