مجرتا الهوائيات

هذه العاصفة النارية السماوية الظاهرة في الصورة هي عبارة عن حطام مشتعل من تصادم حصل بين مجرتين حلزونيتين. بدأت المقابلة المصيرية للمجرتين الظاهرة نواتهما الصفراء اللامعة في أسفل اليسار وأعلى يمين المنتصف، قبل بضعة مئات المليونات من السنين. هاتان المجرتان تعرفان نظامياً بـ NGC 4038، وNGC 4039.

وقد أطلق على هذا الزوج المجري اسم الهوائيات، وذلك لأن تياريين طويلين اثنين من النجوم والغاز والغبار يمتدان بعيداً عن موقع الاصطدام. تكشف الصور واسعة المجال أن الهوائيات الممتدة قد تشكلت أثناء التصادم الأولي، ولكن هذه الصورة القادمة من هابل تركز النظر في قلب الاصطدام المجري.


سحب التحطيم الكوني الغبار المظلم داخل خيوط طويلة تمتد من مجرة إلى أخرى. كما أنه قام كذلك بإشعال عملية التشكل النجمي في المجرات بسبب قيامه بضغط سحب الغاز والغبار على نفسها. تتألق عناقيد النجوم الشابة بالضوء الأزرق، بينما تقوم سُدم تكوين النجوم الوردية بتشكيل نجوم بمعدل أكبر. وقد قدّر الفلكيون أن تشكل النجوم الجديدة سيكتمل، كما أن المجرتين ستصطدمان مع بعضهما البعض لتندمجا في نهاية المطاف في مجرة واحدة.


تعدّ صورة هابل الملتقطة للهوائيات المجرية الأكثر دقة حتى وقتنا الحاضر، وهذا ما سمح للعلماء بدراسة هاتين المجرتيين وعمليات تشكيل عناقيد النجوم الحديثة فيها بتفاصيل غير مسبوقة. كما تمكن براد وايتمور Brad Whitmore وزملاؤه من معهد علوم تلسكوب الفضاء باستعمال تلسكوب هابل من التوصل إلى استنتاج يقول بأن اندماج المجرتين يحوي أكثر من ألف من التجمعات النجمية الفائقة (super star clusters).

 

وهم يعتقدون أن العديد من هذه التجمعات سوف تتفرق عن بعضها في النهاية، لكن التجمع الأضخم من بينها سيبقى ليصبح عملاقاً. ويطلق على التجمعات النجمية ذات الشكل القريب من الكروي اسم العناقيد النجمية الكروية (globular clusters) كتلك الموجودة في أنحاء مجرتنا درب التبانة.
تتألف معظم العناقيد الكروية من نجوم قديمة، ويعتقد أنها من بقايا الأيام المبكرة الأولى من عمر المجرة. ولكن مراقبات هابل تشير إلى أن العناقيد الكروية يمكن أن تكون أيضاًُ قد تشكلت في الأوقات الأخيرة من عمليات اندماج المجرات.


تشكل مجرتا الهوائيات واحدة من أقرب أزواج المجرات المتصادمة إلى الأرض ببعدها البالغ 65 مليون سنه ضوئية. ولأن العديد من المجرات الضخمة، إن لم يكن جميعها، قد تكونت من اصطدامات حصلت بين مجرات أصغر اندمجت مع بعضها، فإن دراسة التصادمات المجرية المجاورة كمجرتي الهوائيات ستساعد علماء الفلك على فهم كيفية تطور المجرات عبر تاريخ الكون، بل إنها أيضاً قد توفر نظرة فاحصة على التصادم المستقبلي الذي سيحصل بين مجرتنا الحلزونية مع المجرة الحلزونية الأكبر، ألا وهي مجرة المرأة المسلسلة (Andromeda).

إمسح وإقرأ

المصادر

المساهمون

اترك تعليقاً () تعليقات