الهطل الشهابي للقيثاريات (Lyrids)

هطل القيثاريات الشهابي واحدٌ من أقدم ظواهر الهطل الشهابي المعروفة، وهو يصل إلى ذروته في أواخر شهر أبريل/نيسان. رُصدت القيثاريات على مدار 2700 عام، وحصل أول تسجيلٍ لها في العام 687 قبل الميلاد من قبل الصينيين.

تُعرف القيثاريات بشُهبها السريعة واللامعة. وعلى الرغم من أنها ليست بسرعة البرشاويات (Perseids)، إلا أنها قد تُفاجئ الراصدين بوصولها إلى 100 شهاب في الساعة الواحدة. حصلت مشاهدات لهطلٍ كثيف مثل هذا في العام 1803 في فيرجينيا، وفي العام 1922 في اليونان، وفي العام 1945 في اليابان، وفي العام 1982 في الولايات المتحدة. وبشكلٍ عام، يُمكن رؤية بين 10 إلى 20 شهاب من القيثاريات خلال الساعة الواحدة أثناء وقت الذروة.

وكثيراً ما تترك القيثاريات ورائها ذيولاً غبارية متوهجة أثناء تحركها في الغلاف الجوي للأرض. ويُمكن رصد هذه الذيول الطويلة على مدار بضع ثوان.


ملاحظات المشاهدة
يُمكن الحصول على أفضل مشاهدة للقيثاريات في النصف الشمالي من الكرة الأرضية أثناء ساعات الليل بعد غياب القمر وقبل الفجر. ابحث عن منطقة بعيدة عن المدينة وأضواء الشوارع، وحضر حقيبة نومك وغطاء، أو كرسي للاستلقاء. ومن ثمَّ استلقِ على ظهرك ووجه قدميك نحو الشرق وانظر إلى الأعلى -أعلى ما يُمكنك. بعد بقائك لحوالي 30 دقيقة في الظلمة ستتكيف عيناك مع الحالة وستبدأ برؤية الشهب. كُنْ صبوراً فالعرض سيستمر حتى الفجر، ولذلك لديك متسع كبير من الوقت لمشاهدة الهطل.
 

من أين تأتي الشهب؟
تتكون الشهب من بقايا جسيمات المذنبات، وأجزاء صغيرة من حطام الكويكبات. فعندما تقترب هذه المذنبات من الشمس، تترك ورائها ذيلاً غبارياً. وفي كل عام، تمر الأرض عبر هذه الذيول الحطامية، مما يسمح لأجزاء صغيرة منها بالتصادم مع الغلاف الجوي للأرض لتتفكك وتخلق أشرطة ملونة ونارية في السماء.
 

المذنب
أجزاء الحطام الفضائي التي تدخل غلافنا الجوي وتُشكل القيثاريات ناتجة عن المذنب تاتشر C/1861 G1. اكتُشف هذا المذنب في 5 ابريل/نيسان عام 1861 من قبل A. E. Thatcher.

المُشع أو المصدر (Radiant)
مُشع هذه الشهب -النقطة الموجودة في السماء والتي يبدو الهطل صادراً عنها- هو كوكبة القيثارة (Lyra). تظهر القيثاريات وكأنها صادرة عن نجم النسر الواقع (Vega)، الذي يُعتبر أكثر نجوم الكوكبة سطوعاً. وهذا النجم واحد من أكثر نجوم الليل لمعاناً ومن السهل جداً رؤيته حتى في المناطق المُلوثة ضوئياً.
حصلت شهب هذا الهطل على اسمها من كوكبة القيثارة. وفي الواقع، يُفضل مشاهدة القيثاريّات بعيداً عن مُشعها، فهكذا ستظهر أطول وأجمل. فإذا نظرت مباشرةً إلى المُشع، ستجد أن هذه الشهب ستكون قصيرة


ملاحظة: تُساعد الكوكبة -التي سُمي الهطل نسبةً لها- الراصدين على تحديد مصدر الهطل الشهابي الذي يُشاهدونه في ليلة ما، والكوكبة ليست بأي حال من الأحوال مصدراً لتلك الشهب.

 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات