سديم كارينا

سديم كارينا: هو عبارة عن سحابة ضخمة من الغاز و الغبار، حيث تقع عمليّات عديدة من ولادة وموت النجوم. يقع هذا السديم على مسافة بعيدة، ما يقرب من 7500 سنة ضوئية في كوكبة القاعدة الجنوبية (the southern constellation Carina the Keel). تُظهِر صور هابل تفاصيل جديدة لعملية ولادة النجوم. نُحِتت المشاهد الرائعة للسديم بفعل الرياح المتدفّقة و الأشعّة فوق البنفسجية الحارقة، الآتيه من النجوم الضخمة التي تعيش في هذا الجحيم، و تقوم هذه النجوم أثناء هذه العملية بتمزيق المادة المحيطة والتي تُمثّل بقايا السحابة الضخمة التي وُلدت منها هذه النجوم.

 

يحوي هذا السديم الضخم على الأقل دزينة من النجوم البرّاقة، والتي تُقدر كتلتها من 50 إلى 100 مرّة كتلة شمسنا.

قبل ثلاثة ملايين سنة، تجمع الجيل الأول من النجوم حديثة الولادة، وإشتعل في وسط سحابة جزيئية ضخمة من الهيدروجين البارد. أخذت الأشعة الناتجة عن هذه النجوم شكل فقاعة هائلة من الغاز الساخن وبعدها أخذت في الإتّساع. الكتل المعزولة من السُحب الداكنة المبعثرة عبر السديم: عبارة عن جزيئات من الغبار و الغاز، التي تقاوم التآكل بواسطة التأيين الضوئي (Photoionization). يقوم تدفّق الرياح النجمية والإشعاعات الفوق بنفسجية الكثيفة بضغط الجدران المحيطة للهيدروجين البارد، وهذا ما تسبّب في ولادة جيل جديد من النجوم.

قد تكون شمسنا و نظامنا الشمسي تكونا داخل بوتقة كونية مماثلة قبل 4.6 مليار سنة. يكشف سديم كارينا عن بداية عملية ولادة النجوم، كما تحدث عن طول الأذرع الحلزونية لمجرة شبيهة بمجرتنا درب التبانة. من أشهر المقيمين في سديم كارينا، النجم المزدوج الضخم والغير مستقر إيتا كارينا (Eta Carinae) ويُعتبر هذا النجم من بين أكبر وألمع الأنظمة النجمية في مجرتنا درب التبانة، و يُعرف هذا الثنائي النجمي بانفجاراته الدورية و المذهلة.
النجم الأكبر بين هذا الثنائي، هو نجم يُقدر حجمه بـ 90 مرة حجم شمسنا، بينما النجم الثاني يُقدر بـ 30 مرة، ويمكن أن ينفجر أكبرها حجماً في شكل مستعر أعظم (supernova).

إستعمل فريق علمي بقيادة أرمين راست (Armin Rest)، من معهد علوم تلسكوب الفضاء هابل، لدراسة الصدى الضوئي من انفجار حصل لإيتا كارينا قبل 170 سنة، والذي يُعرف بالانفجار العظيم. هذا الحدث الذي تواصل لمدة 20 سنة، في وسط القرن 19، كان سبباً في أن يكون إيتا كارينا ثاني ألمع نجم في السماء. أخذ بعض الضوء القادم من الانفجار مساراً غير مباشراً إلى الأرض، وهو فى طريقه للوصول إلينا، ويمكننا ذلك من فرصة لتحليل تفصيلي لهذا الانفجار.كان الضوء المنبعث يسير في جميع الإتجاهات ًبعيدا عن الأرض، وعندما إنعكس على سحب الغبار العالقة بعيداً عن النجم المضطرب، أعاد توجيه مساره نحو الأرض. يُقدم الصدى الضوئي لإيتا كارينا، رؤية جديدة عن سلوك النجوم الضخمة و القوية، التي هي على وشك الانفجار.

قام أيضاً علماء الفلك بإستعمال المشاهدات المُفصلة لسديم كارينا، لدراسة الغمامات الكروية الصغيرة من الغاز: فمثلا وجد فريق من الفلكيين، بقيادة ناثان سميث (Nathan Smith)، بجامعة كاليفورنيا، بيركلي، أنه حتى أصغر كرات الغاز تمكّنت من تشكيل النجوم، وأن بعض السحب شبيهة بالسحب التي تكونت منها شمسنا و نظامنا الشمسي، ووجد فريق آخر بقيادة، تيا جرينمان (Tia Grenman)، بجامعة لوليا (Lulea) للتكنولوجيا، بالسويد، أن بعض هذه الكرات الغازية صغيرة جدا، لدرجة أنها لا تمتلك كتلة كافية لتكوين نجم، لكن يمكنها أن تُشكل كواكب عائمة حرة والتي لا تدور حول مدار أي نجم.

إمسح وإقرأ

المصادر

المساهمون

اترك تعليقاً () تعليقات