كوكبة الرامي بعيون هابل!

التقطت هذه الصورة المذهلة بواسطة كاميرا المسح المتطوّرة لتلسكوب هابل الفضائي التابع لوكالة ناسا (NASA/ESA Hubble Space Telescope’s Advanced Camera for Surveys او اختصاراً (ACS)، وهي تُظهِر جزءًا من السماء في كوكبة الرامي Sagittarius.

 

وقد أظهرت المنطقة بتفاصيلها الرائعة، إذ نرى النجوم الحمراء المشبعة والزرقاء اللامعة مبعثرة في الإطار أمام خلفية مكونة من آلاف النجوم والمجرات البعيدة. وأكثر ما يلفت النظر في هذه الصورة ميزتان اثنتان: ألوان النجوم والصلبان التي تبرز من مركز الأجسام الأكثر سطوعا.

وفي حين حُسنت بعض الألوان في هذا الإطار أثناء عملية إنشاء الصورة انطلاقا من بيانات الرصد، تتوهج النجوم في الواقع بألوان مختلفة. وتختلف ألوان النجوم حسب درجة حرارة سطحها: إذ تكون النجوم الساخنة زرقاء أو بيضاء، وتكون النجوم الأكثر برودة حمراء. وقد تكون باردة لأنها أصغر حجما، أو لأنها أكبر عمرا ودخلت مرحلة "العملاق الأحمر Red Giant"، أي عندما يتوسع نجم قديم ويبرد كثيرا تزامنا مع انهيار نواته.

والتقاطعات التي على شكل صلبان ليس لها علاقة بالنجوم نفسها، وهي أيضا ليست ناجمة عن اضطراب في الغلاف الجوي لأنّ تلسكوب هابل يدور خارج الغلاف الجوي للأرض. هذه الأشكال تعرف بمسامير الحيود (diffraction spikes)، وتسببها بنية التلسكوب نفسه.

على غرار جميع التلسكوبات الكبيرة والحديثة، يستعمل هابل المرايا لالتقاط الضوء وتشكيل الصور. وتُدعم مرآته الثانوية بدعامات، تسمى عناكب التلسكوب (telescope spiders)، توضع على شكل صليب وتعمل على تحييد الضوء الوارد. ويعرف الحيود بأنه الانحناء الطفيف للضوء عند مروره بالقرب من حافة جسم ما. إنّ كل صليب في هذه الصورة ناجم عن هذه الدعامات في تلسكوب هابل نفسه. وبالرغم من أنّ هذه "المسامير" تعبر عن عدم الدقة، فإنّ العديد من مصوري النجوم (astrophotographers) يعظمونها ويحتفلون بها بوصفها ميزة جميلة لصورهم!

إمسح وإقرأ

المصادر

المساهمون

اترك تعليقاً () تعليقات