امرأة ضريرة قادرة على رؤية الأجسام المتحركة

أجرى فريق من الباحثين في معهد برين آند مايند في جامعة ويسترن Brain and Mind Institute at Western University في مدينة لندن الكندية بقيادة أخصائي علم النفس العصبي جودي كولهام Jody Culham، أكبر عملية تحليل وخرائط دماغية مُوسعة للمريضة الاسكتلندية ميلينا كانينغ البالغة من العمر 48 عاماً للمساعدةِ على فهم الرؤية المذهلة التي تتمتع بها المريضة.

حيث كانت قد فقدت كانينغ بصرها منذ 18 عاماً بعد إصابة بعدوى في الجهاز التنفسي وسلسلة من السكتات الدماغية، إلا إنها بعد فترة بدأت تشعر وبشكلٍ متقطعٍ بالأشياء المتحركة، فرغم إنها لا تستطيع رؤية وجه ابنتها ولكنها تشعر بتمايل ضفيرة ابنتها عند المشي وكذلك عدم قدرتها على رؤية ما خلف النافذة إلا إنها تكاد تُبصر المطر الجاري على النافذة وكذلك الحال مع الماء عندما يدور أسفل البالوعة وليس الحوض نفسه المملوء بالماء.

بعد التحاليل والاختبارات تبين إن كانينغ لديها ظاهرة نادرة تُسمى متلازمة ريدوك Riddoch syndrome حيث يستطيع الشخص المكفوف رؤية الأجسام فقط في حالة الحركة.

يقول كولهام: "إنها تفتقد قطعةٌ من نسيج الدماغ بحجم تفاحةٍ في الجزء الخلفي من دماغها، تقريبا فصوصها القذالية بأكملها التي تكون مسؤولة عن عملية البصر." ويُضيف: " في حالة كانينغ نعتقد إن القناة الفائقة السرعة للنظام البصري قد وصلت إلى طريق مسدود ولكن بدلاً من إغلاق نظامها البصري بالكامل فقد طورت كانينغ بعض القنوات الخلفية التي يُمكن أن تتجاوز القناة السريعة لجلب بعض الرؤية ،خاصة بالنسبة للأجسام المتحركة, إلى أجزاء أخرى من الدماغ".

خلال الدراسة استطاعت كانينغ إدراك حركة واتجاه وحجم وسرعة بعض الكرات التي تم دحرجتها نحوها. وقامت بفتح يدها لاعتراض تلك الكرات ومسكها في الوقت المناسب تماما، إضافة إلى قدرتها على التنقل حول الكراسي.

يُظهر البحث المرونة اللافتة للدماغ البشري في العثور على عملٍ بعد إصاباتٍ كارثية وبين كذلك إن جميع التفسيرات التقليدية للبصر والعمى أكثر ضبابية مما كان يُعتقد سابقًا. وبدورها تقول كانينغ: "لا أستطيع أن أرى مثل الناس العاديين أو كما اعتدت أن أرى. لان الأشياء التي أراها غريبة حقا. هناك شيء يحدث ودماغي يحاول أن يعيد نفسه أو يجرب مسارات مختلفة".

إمسح وإقرأ

المصادر

المساهمون

اترك تعليقاً () تعليقات