في هذه الصورة لطاقم مهمة إنسبيريشن 4، يقف إيلون ماسك مع طاقم رواد الفضاء الهواة قبل مغادرتهم إلى مجمع الإطلاق 39 إيه للسفر إلى الفضاء، في يوم الأربعاء 15 سبتمبر 2021، من مركز كينيدي للفضاء، في كيب كانافيرال، فلوريدا. يقف خلف ماسك، من اليسار إلى اليمين، كريس سيمبروسكي وجاريد إيزاكمان وسيان بروكتور وهايلي أرسينو.
حقوق الصورة: John Kraus/Inspiration4 via AP
انطلقت أول رحلة خاصة لشركة سبيس إكس إلى المدار ليلة الأربعاء مع اثنين من الفائزين في مسابقة الرحلة، وإحدى العاملات في مجال الرعاية الصحية والراعي الثري الخاص بهم. تُعتبر هذه الرحلة الأكثر طموحاً حتى الآن في مجال السياحة الفضائية.
هذه هي المرة الأولى التي تدور فيها مركبة فضائية حول الأرض بطاقم من الهواة فقط بدون رواد فضاء محترفين.
يخطط رواد الفضاء الجدد لقضاء ثلاثة أيام في الدوران حول الكوكب من مدار مرتفع بشكل غير عادي - أعلى بـ 100 ميل (160 كيلومتراً) من محطة الفضاء الدولية - قبل الهبوط مقابل ساحل فلوريدا في نهاية هذا الأسبوع.
هذا هو أول دخول لمؤسس سبيس إكس، إيلون ماسك، في سباق السياحة الفضائية.
إيزاكمان هو الملياردير الثالث الذي يسافر إلى الفضاء هذا الصيف، بعد ريتشارد برانسون، مؤسس شركة فيرجن جالاكتيك، وجيف بيزوس، مؤسس شركة بلو أوريجين، في يوليو.
بالإضافة إلى إيزاكمان، يشمل الطاقم هايلي ارسينو، 29 عاماً، التي نجت من سرطان العظام في مرحلة الطفولة وتعمل كطبيبة مساعدة حيث عولجت — في مستشفى سينت جود لبحوث الأطفال في ممفيس، تينيسي. تعهد إيزاكمان بالتبرع بمبلغ 100 مليون دولار من أموال الخاصة للمستشفى ويسعى لجمع 100 مليون دولار أخرى من خلال حملة تبرعات.
أصبحت ارسينو أصغر أميركية تسافر إلى الفضاء وأول شخص لديه طرف اصطناعي يسافر إلى الفضاء، إذ هناك قضيب من التيتانيوم في ساقها اليسرى.
يشمل الطاقم أيضاً الفائزين بتذكرة السفر على متن الرحلة: كريس سيمبروسكي، 42 عاماً، مهندس بيانات في إيفريت، واشنطن، وسيان بروكتور، 51 عاماً، مدرس كلية مجتمع في تيمبي، أريزونا.
في الماضي، كانت ناسا تعارض السياحة الفضائية، لكنها الآن من الداعمين لها. غرد مدير ناسا بيل نيلسون على تويتر: "أصبح المدار الأرضي المنخفض الآن متاحاً للمزيد الناس لتجربة روائع الفضاء".
انطلق صاروخ فالكون المُعاد تدويره من نفس المنصة التي استخدمتها سبيس إكس لإطلاق آخر ثلاث رحلات مأهولة لصالح ناسا. لكن هذه المرة، سافرت كبسولة دراجون إلى ارتفاع 357 ميلاً (575 كيلومتراً)، أي أعلى من مدار تلسكوب هابل الفضائي.
هتف موظفو سبيس إكس في مقر الشركة في هوثورن، كاليفورنيا، بشدة أثناء الرحلة، بما في ذلك عندما هبطت المرحلة الأولى لصاروخ على المنصة البحرية.
وصلت الكبسولة إلى المدار، وقد استُخدمت خلال مأهولة سابقة لصالح رواد فضاء ناسا. التغيير الوحيد المهم في الكبسولة هو إضافة قبة زجاجية في الجزء العلوي بدلاً من آليات الإرساء المعتادة عند السفر إلى محطة الفضاء الدولية.
قام إيزاكمان، الذي يُعتبر طياراً محترفاً، بإقناع سبيس إكس بإطلاق كبسولة دراغون الآلية بالكامل إلى ارتفاع لم يسبق لها الوصول إليه. في البداية ترددت الشركة بسبب نسبة الإشعاعات الضارة عند ذلك الارتفاع بالإضافة إلى مخاطر الأخرى، لكنها وافقت في النهاية بعد التأكد من معايير السلامة.
قال ريتشارد جاريوت، رئيس نادي المستكشفين Explorers Club، وهو ابن رائد فضاء تابع لناسا، قام بدفع مبلغ لوكالة الفضاء الروسية مقابل السفر إلى الفضاء على متن مركبة سويوز قبل أكثر من عقد: "حالياً يجب عليك دفع مبلغ كبير للسفر إلى الفضاء، ولكن هذه هي الطريقة الوحيدة لخفض السعر مستقبلاً، تماماً كما هو الحال مع الصناعات الأخرى".
على الرغم من أن الكبسولة آلية بالكامل، فقد تدرب رواد الفضاء الأربعة لستة أشهر للتعامل مع أي طارئ. شمل ذلك التدرب على متن طائرات مقاتلة للتأقلم مع الطرد المركزي العالي، والتدرب على الإطلاق والدخول في الغلاف الجوي باستعمال جهاز محاكاة لكبسولة دراغون.
قبل أربع ساعات من الانطلاق، التقى رواد الفضاء بإيلون ماسك قبل الخروج من حظيرة الصواريخ الضخمة التابعة لسبيس إكس، وهم يلوحون لعائلاتهم ولموظفي الشركة، قبل ارتدائهم بدلاتهم البيضاء الأنيقة. وبمجرد وصولهم إلى منصة الإطلاق، توقفوا لالتقاط الصور قبل أخذ المصعد للوصول إلى أعلى الصاروخ.
ستشمل رحلة سبيس إكس الخاصة القادمة، في بداية العام المقبل، رائد فضاء متقاعد من ناسا مع ثلاثة رجال أعمال أثرياء، إذ سيقضون أسبوعاً على متن محطة الفضاء الدولية. ستطلق وكالة الفضاء الروسية ممثلة ومخرج أفلام ورجل أعمال ياباني إلى محطة الفضاء في الأشهر القليلة المقبلة.
قال ماسون بيك، أستاذ هندسة في جامعة كورنيل شغل منصب كبير التقنيين في ناسا قبل عقد تقريباً: "يوماً ما ستصبح مهمات رواد فضاء ناسا نادرةً مقارنةً بالرحلات الخاصة، لكنهم سيظلون المثل الأعلى لبقيتنا".
