اكتشاف جماجم بشرية عمرها 8000 عام في قبر مغمور بالمياه

نظرة أمامية للجمجمة F296 تُظهر أن عظام الوجه محفوظةٍ بشكل جيد. المصورة: Sara Gummesson. حقوق الصورة: Antiquity (2018). DOI: 10.15184/aqy.2017.210

كشف فريقٌ من الباحثين في جامعة ستوكهولم ومؤسسة التراث الثقافي عن بقايا أشخاصٍ من العصر الحجري المتوسط في قبرٍ مغمورٍ بالمياه في جزء من المنطقة التي تُعرف الآن بالسويد. وتصف المجموعة في ورقتها البحثية المنشورة في مجلة أنتيكيتي Antiquity الموقعَ الذي عُثر فيه على الرفات، وحالتها، كما تقدم بعض التفسيرات الممكنة للطريقة التي انتقل بها الرفات إلى موقع الدفن المغمور بالمياه.

أشار الباحثون إلى أنّ الأشخاص الذين عاشوا خلال العصر الحجري المتوسط كانوا صيادين وجامعي ثمار، وهذا هو السبب وراء غرابة موقع الدفن ومحتوياته. وقد كان موقعُ الدفن في وقت استخدامه في قاع بحيرةٍ ضحلةٍ مغطىً بحجارةٍ متراصفةٍ بإحكامٍ، حيث وُضع الرفات البشري عليها. 

كانت البقايا كلها عبارةً عن جماجم باستثناء جنينٍ واحد، بالإضافة إلى أن جميع الجماجم البالغة كانت تفتقد إلى عظام الفكين باستثناء واحدة، كما أظهرت جمجمتان على الأقل دليلًا على اختراقها بواسطة عصا من خلال الفتحة عند القاعدة انتهاءً بالجزء العلوي من الجمجمتين، ويرتبط هذا السلوك عادةً بوضع الجماجم على العصي لإخافة الأعداء، ولكن لم يكن معروفًا عن الصيادين وجامعي الثمار استخدام الجماجم لمثل هكذا أهداف، أو انخراطهم في طقوسٍ جنائزيةٍ شنيعةٍ مثل هذه. بدلًا من ذلك، من المعروف عنهم تخلصهم من موتاهم بطرقٍ بسيطةٍ ومحترمةٍ.

عُثر على القبور في منطقةٍ جنوب السويد قرب موقعٍ أثريٍّ يُعرف باسم كاناليوردن Kanaljorden. يعمل علماء الآثار في هذا الموقع منذ عام 2009، ولكن لم يُعثر على بقايا بشرية حتى عام 2011، وإنما فقط بقايا الحيوانات. وحتى الآن، وجد الباحثون بقايا 11 شخصًا بالغًا.

المفاجأة الأخرى هي اكتشاف الفريق أن جميع الجماجم البالغة تحمل علاماتِ تعرّضها لصدمة، فقد تعرّض كلٌّ منها إلى ضرباتٍ متعددةٍ في الرأس ولكن الصدمة كانت مختلفةً من جمجمةٍ لأخرى تبعًا للجنس؛ حيث تعرض الذكور لضرباتٍ أعلى الجمجمة أو بالقرب من الجزء الأمامي من الرأس، في حين تعرضت الإناث لضرباتٍ من الخلف. لم تبدُ أيٌّ من الضربات مهددةً للحياة، ومع ذلك، من المستحيل تحديد ما قتلهم بسبب عدم وجود بقية الجثة.


صورة للجمجمة F318 مع العصا الخشبية. المصور: Fredrik Hallgren حقوق الصورة: Antiquity (2018). DOI: 10.15184/aqy.2017.210.
صورة للجمجمة F318 مع العصا الخشبية. المصور: Fredrik Hallgren حقوق الصورة: Antiquity (2018). DOI: 10.15184/aqy.2017.210.

 

لا يستطيع الباحثون تقديم تفسيرٍ لما وجدوه في موقع الدفن، رغم أنهم يقترحون أنّ الضحايا لقوا حتفهم أو قُتلوا في أماكنَ أخرى ثم نُقلوا إلى موقع الدفن؛ ربما لأنهم اعتُبروا استثنائيين بطريقةٍ أو بأخرى.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

اترك تعليقاً () تعليقات