مجرة الإنفجار النجمي الحيوية

 

على بعد ١٢.٥ بليون سنة ضوئية ، تقع بين ثلاثة توائم من المجرات الصغيرة مجرة تعتبر كقوة كونية ؛ حيث تطلق نجومًا بسرعة تفوق ١٠٠٠ مرة تقريبًا وتعد أسرع من مجرتنا "درب التبانة". والمعروفة باسم AzTEC-3 ، و كونها تقع جنبًا إلى جنب مع عصابة من المجرات الأكثر هدوئًا ، ومن الممكن أن يصرح عن أنها أفضل دليل حتى الآن ، و الذي يبرهن على أن المجرات الأكبر حجمًا تنمو و تتسع من خلال اندماج مجرات أصغر حجمًا عند بداية الكون ، وهذه العملية تسمى بعملية الاندماج الهرمي - hierachical merging . و قد لاحظ فريق دولي هذه الأجسام الاستثنائية بواسطة (Atacama Large Mellimeter/Submillimeter Array - ALMA ). 

 

بيانات ALMA تصرح بأن (AzTEC-3) هي عبارة عن مجرة مضغوطة و مضطربة للغاية و تنفجر مما يؤدي إلى إطلاق نجومًا جديدة على حدها الأقصى المتوقع نظريًا ، و هي مجرة محاطة بعدد من المجرات الطبيعية و النشطة بعمليات تشكيل النجوم ، يقول دومينيك ريتشارز ، عالم فلك و بروفيسور مساعد في جامعة كورونيل في ايثاكا - نيويورك ، في صفحة له تم نشرها بتاريخ ١٠نوفمبر ٢٠١٤ في موضوع "رحلة الفيزياء الفلكية ": 

 

" هذا التجمع الخاص بالمجرات قد يظهر معلمًا مهمًا في تكوين كوننا ، و هو تشكيل كتلة المجرة و التجمع الأول للمجرات الكبيرة و المكتملة ". 

 

في بداية الكون ،كانت مجرات الانفجار النجمي مثل AzTEC-3 تشكل نجومًا جديدة بوتيرة متسارعة جدًا و تزودها بكميات هائلة من المواد المشكلة للنجوم ، و من خلال اندماج المجرات المندمجة مع مجرات أخرى غير مكتملة ، حيث استمرت هذه الاندماجات على مدى بلايين السنين و انتجت في نهاية المطاف المجرات الكبيرة أو المجرات التي نراها في الكون اليوم ، إن الأدلة على هذا النموذج الهرمي لتطور المجرات تتزايد ، و لكن أحدث بيانات ALMA تظهر صورة واضحة و لافتة للنظر لجميع الخطوات الأولى المهمة لهذه العملية عندما كان عمر الكون يبلغ فقط ٨٪ من عمره الحالي . 

 

أحد الاهداف العلمية الاولية من ALMA هي الكشف عن المجرات و الدراسة المفصلة لها طوال الزمن الكوني . يقول كريس كاريلّي ، عالم الفلك مع الإذاعة الوطنية للمصدر الفلكي في سوكورو - نيو مكسيكو : " هذه الملاحظات الجديدة تساعدنا على وضع القطع مع بعضها البعض من خلال عرض الخطوات الاولى من اندماج المجرات في بداية الكون ". 

 

و لاحظ الباحثون أيضًا أن هناك مقدار قليل جدًا من التناوب بين الغبار و الغاز في مجرة AzTEC-3 ، و يفترضون احتمالية أن هناك شيئًا ما قد أوقف حركتها. و بأخذ هاتين الخصيصتين كمؤشرات قوية ، فقد توصلوا الى أن المجرة AzTEC-3 قد اندمجت مع مجرات أخرى . ويقول الباحثون : " إن مجرة AzTEC-3 تمر بحدث حاسم و نهائي ، و لكنه قصير الاجل " .

 

" ربما قد تكون هذه المرحلة هي الأعنف و الأشد في تكونها ، مما يؤدي الى مستوى نشاط في تشكيل النجوم في الحقبة الكونية ".


و يرى علماء الفلك أن المجرة AzTEC-3 و المجرات الأخرى القريبة منها قد يكونون جزءًا من النظام نفسه ، و لكن الجاذبية لم تكن متجهة نحو مجموعة محددة بشكل واضح ، و لهذا السبب يشير اليها الفلكيون باسم مجموعة بروتو . و يشير علماء الفلك الى مجرة AzTEC-3 بأنها مجرة دون المليمتر ، لانها تقع في اتجاه كوكبة السدس ، و لانها تضيء بشكل ساطع في ذلك الجزء من الطيف ، و لكنها قاتمة بشكل ملحوظ في الموجات الضوئية و التحت الحمراء .

 

و يرجع ذلك الضوء المنبعث من النجوم التي يجري استيعابها في بيئات تشكيل نجوم المجرة ، و من ثم اعادة انبعاث الضوء بسبب الغبار في الموجات التحت الحمراء البعيدة ، و بما أن هذا الضوء ينتقل في جميع انحاء الكون فإنه يتمدد بفعل اتساع الكون ، ففي الوقت الذي يصل فيه الضوء للارض فإن الأشعة التحت الحمراء البعيدة قد تكون تحولت الى جزء دون المليمتر / المليمتر من الطيف ، و مع حساسية ALMA الملحوظة و قوة الحل العالية ، أصبحت قادرة على مراقبة هذا النظام عند هذه الأطوال الموجية بتفاصيل غير مسبوقة و متوقعة من قبل ، و هي قادرة أيضا على دراسة غاز تشكيل النجوم لأول مرة في ثلاثة أعضاء إضافية و بعيدة جدًا في كتلة المجرات الناشئة و المسماة ببروتو . 

 

و كشفت بيانات ALMA أن المجرات الثلاثة الاصغر حجما و المزيد من المجرات العادية هي في الواقع منتجة للنجوم من الغاز بوتيرة ثابتة و هادئة نسبيًا . و خلافًا للمجرات التي تجاورها ، و مع ذلك فإن المجرة AzTEC-3 تحرق الوقود من خلال تشكيل النجوم بسرعة فائقة ، و يبدو أن هذه المجرة تكون نجومًا جديدة كل يوم اكثر مما تكونه مجرتنا درب التبانة في عام كامل ، و متجاوزا المجرات العادية في قربها بنحو ١٠٠ عامل .

 

والانفجار النجمي قد لوحظ بواسطة كاميرا AzTEC - كاميرا مليمتر الطول الموجي و التي تم تثبيتها في ذلك الوقت على تلسكوب جيمس كلارك ماكسويل ، و هو طبق تلكسوب لاسلكي موجود في ماوناكيا - هاواي .

 

فقط مع ALMA قد يصبح من الممكن فهم هذه المجرة الاستثنائية و تلك المجرات الموجودة في بيئته المباشرة .

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات