يمكنك الاستماع إلى المقال عوضاً عن القراءة
​​​​​​​بهذه الطريقة سيغير الواقع المعزز حياتك 

مصدر الصورة: NEXTConf/Flickr

تختبر الشركات التقنية الكبرى حاليًّا تقنية الواقع المعزّز Augmented Reality واختصاراً AR، وتستعمله شركاتٌ أخرى لقدرته على تغيير مكان العمل. غير أن انتشاره بشكلٍ واسعٍ قد يستغرق سنواتٍ من الآن.

تقنية الوقع المعزز في مكان العمل


يضع الواقع المعزّز الصور الرقمية في مجال نظرك، ويمنحها "مكانًا" في العالم الحقيقي. وتعتقد الكثير من شركات التكنولوجيا الكبيرة، بالإضافة إلى قادة آبل Apple، وفيسبوك Facebook، وغوغل Google، ومايكروسوفت Microsoft، بأن الواقع المعزّز سيشكّل نقطة التحول المقبلة. كما ويعتقد مارك زوكربيرغ Mark Zuckerberg مؤسس فيسبوك أنه سيحلّ محل جميع الأجهزة ذات الشاشات التي نستخدمها اليوم، انطلاقًا من الهواتف الذكية وصولاً إلى أجهزة التلفاز، لماذا تحتاج إلى الهاتف الذكي إذا كنت قادرًا على رؤية المستندات والمكالمات والنصوص ورسائل البريد الإلكتروني في مجال الرؤية الخاصة بك فقط؟

تملك غوغل مشروعي تانجو Tango وغوغل غلاس Google Glass، وتملك مايكروسوفت نظارة هولولنس HoloLens. بينما تتخذ آبل نهجًا مختلفًا، فتقدّم طرقًا جديدةً للمطورين لإنشاء تطبيقات الواقع المعزّز لأجهزة الآيفون iphone. في كلتا الحالتين، تعمل كلٌّ من الشركات الكبرى على خطة الواقع المعزّز. ومع ذلك تُستخدم هذه التكنولوجيا حالياً في مكان العمل. 

استخدم أخصائيو الإصلاح في شركة ثيسنكروب ThyssenKrup، وهي الشركة الألمانية التي أعلنت نتائج الجولة الأولى الناجحة لاختبارات مصعدها الماجليفي (يعتمد على تقنية الرفع المغناطيسي)، هولولنس وسكايب للتواصل مع الخبراء في المكتب أثناء إجراء الإصلاحات. حيث تسمح هولولنس للخبراء خارج الموقع بمشاهدة ما يصلحه الأخصائيون بالضبط وتقديم المشورة لهم وفقًا لذلك.

يستخدم سترايكر Stryker الواقع المعزّز لتصميم غرف العمليات. حيث يتيح استخدام هولولنس في المستشفيات تصوّر ما تحتاجه غرف العمليات لضمان تلبية التصميم لمواصفاتها. كما يسمح بعرض إمكاناتٍ مختلفةٍ بتقنية 3D ومقارنتها بالواقع، مما يوفّر الوقت والمال بشكلٍ كبيرٍ. 

تقوم شركات مثل جنرال إلكتريك GE باختبار تقنية الواقع المعزّز في أماكنَ كمحطات توليد الطاقة، حيث قامت بإنشاء بدائلَ لآلاتها الصناعية التي تُدعى "التوائم الرقمية digital twins"، والتي تضم جميع البيانات نظيرة الحقيقية، مما يمكّن الفنيين خارج الموقع من فحصها عمليًّا عن بُعد. عندما يزور الفنيّون الموقع، يمكنهم استخدام تجربتهم مع التوائم لتحديد الأعطال في الآلات الحقيقية. ولم تقتصر تقنية الواقع المعزّز على هذه المجالات فقد قام تجار التجزئة بتجربتها واعترفوا بإمكانية استخدامها ضمن نطاق عملهم، كمساعدة المتسوقين على تصوّر كيف سيبدو الأثاث في منزلهم. 

الواقع المعزّز يغيّر حياتنا


على الرغم من أن العديد من الشركات تستخدم تقنية الواقع المعزّز الحالية، ويعمل بعضها على صناعة النظارات الخاصة بهم وغيرها من الأجهزة، فمن المرجح أن يستغرق الأمر سنواتٍ قبل اعتماده على نطاقٍ واسعٍ في مكان العمل، وتشكّل التحديات التقنية المتبقية أحد أسباب التأخير. فعلى سبيل المثال تُعتبر هولولنس نظارةً مستقلةً إلا أنه من الممكن ألا تعمل دون أن تتصل بشيءٍ حيث أن مجال رؤية الواقع المعزّز صغيرٌ. فتكون مرئيةً فقط في حال ضبط النظارة بعنايةٍ، وزيادة مجال الرؤية بضع بوصاتٍ. 

تُعتبر ماجيك ليب Magic Leap الوجه الآخر للواقع المعزّز، واعدةً بتجربةٍ أكثر تميّزًا وزاوية عرضٍ أوسع، وذلك قد يتسبب في المساومة بين الحجم والراحة.

ويبدو أننا سنستمر في رؤية التطورات الهامة في تكنولوجيا الواقع المعزّز خلال السنوات القادمة، وسيكون الكثير منها ذا صلةٍ باستخدام التكنولوجيا في مكان العمل. وقد تكون بيئة التطوير آركيت Arkit من آبل، والتي تمكّن المطورين من إنشاء تطبيقات واقع معزّز لأجهزة آيفون وآيباد، مصدرًا هامًا للابتكار في هذا المجال. ومن المحتمل أن نرى في كلّ لعبةِ واقعٍ معزّز تطبيقاتٍ إبداعيةً أُنشئت مع تطبيقات مكان العمل، من شأنها أن تقرّبنا خطوةً واحدةً إلى دمج الواقع المعزّز باعتباره جزءًا يوميًّا من مكان العمل.
 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات