متلازمة الطفل المضطهد

تصف متلازمة الطفل المضطهد كل الإصابات أو الأذيات النفسية و/أو الجسدية و/أو الجنسية المباشرة وغير المباشرة التي يتعرض لها الطفل.

يمكن ملاحظة سوء معاملة الأطفال في جميع الطبقات الاجتماعية، بالرغم من أنه أكثر شيوعًا لدى العائلات ذات الدخل المحدود التي تعاني من الضغط المالي والاجتماعي والجهل والتخلف، إضافةً لكونهم قد يتعاطون المخدرات في بعض الأحيان.

يكون سبب الاضطهاد أحيانًا عقوبةً قاسيةً للطفل بغية تأديبه لعدم قيامه بمهمةٍ ما بشكل صحيح أو لارتكابه خطأ ما، ويميل الذكور لسوء معاملة الأطفال بنسبة أكبر من الإناث.

تكون أعراض متلازمة الطفل المضطهد في بعض الحالات سببًا رئيسيًا للحالات المرضية الشديدة التي تؤدي للوفاة لاحقًا في عمر الطفولة.

عادةً ما تحدث الإساءة من قبل شخص يعرفه الطفل ويثق به مثل أحد الأبوين أو أحد مقدمي الرعاية الخاص بالطفل (معلم صف، أو جليس أطفال، أو أخ أكبر، أو أحد الأقارب) وغيرهم من المسؤولين عن رعاية الطفل.

تكون الإساءة أكثر شيوعًا وسوءًا بين الأطفال من ذوي الهمم.

-ما أنواع الإساءة والاضطهاد الذي يمكن ممارستها على الطفل؟

1- الاضطهاد الجسدي:


هو العنف الممارس على جسد الطفل كالضرب بالأيدي أو باستخدام أدوات قد تكون حادةً، أو بالحرق والعض، أو تطبيق أي مادة كيميائية مؤذية على جسد الطفل، وتترك هذه الأنواع من الإصابات الكدمات المؤلمة والجروح البسيطة والعميقة بحسب شدة الإصابة، ويصل الطفل في بعض الأحيان لغرف الطوارئ في حالة من غياب الوعي.
ويُعتبر إعطاء الأطفال أدويةً معينةً ضارةً بهم أو لا يحتاجونها أحد أشكال الاضطهاد الجسدي أيضًا.

2- الاضطهاد الجنسي:


ويعني ممارسة أي نشاط جنسي مع طفل أو مراهق سواء برفضه أو بموافقته، ويندرج هذا تحت بنود التحرش الجنسي والاغتصاب في حال حدوث علاقة جنسية كاملة، كما يُعدّ استغلال الأطفال جنسيًا أو تهديدهم بمحتوى جنسي خاص بهم أيضًا اضطهادًا.

3- الاضطهاد العاطفي:


وهو أي لفظ جارح ومؤذٍ للطفل ولمعنوياته العامة هدفه التقليل من شأنه أو الاستخفاف بقدراته أو السخرية منه وحتى الحد من قدراته، وتكون ممارسة الاضطهاد العاطفي على عدة أشكال منها التنمر اللفظي على الطفل وتجاهله حتى يشعر بالوحدة ورفض وجوده.

يُعتبر أيضًا إهمال الطفل وصحته شكلًا من أشكال الاضطهاد الذي يسبب متلازمة الطفل المضطهد، مثل عدم تزويده بالغذاء المناسب له والمسكن الآمن الملائم والدعم المالي والصحي والنفسي والطبي.

- ما الأعراض التي يمكن للطبيب الفاحص ملاحظتها على الطفل المضطهد؟

يسبب اضطهاد أو سوء معاملة الطفل بشكل عام، إلى ميله للعزلة والشعور بالذنب والتوتر في معظم الأوقات، وقد يصبح عدوانيًا، ونادرًا ما يفصح الطفل عن معاناته بسبب عدم إداركه لحقوقه، وما إذا كان هذا النوع من المعاملة صحيحًا أو خاطئًا، لذا يجب على الطبيب الفاحص تقصي بعض الأعراض الجسدية والنفسية التي تنذر بوجود اضطهاد مُمارس بحق هذا الطفل.

- الأعراض الجسدية:

كالكدمات ذات التفسير غير الملائم لظهورها، إضافةً لآثار الحروق في بعض الأحيان، والجروح والكسور القديمة التي ما تزال في طور الشفاء كما يبين الفحص الشعاعي.

تدل معرفة الطفل بأمور جنسية غير ملائمة لعمره على اختباره لمثل هذه الأمور أو سماعها ورؤيتها.

حمل الطفلة القاصر أو إصابة الطفل بأمراض منقولة عبر الجنس، أو وجود دم في ملابسه الداخلية، أو تطبيقه لممارسات جنسية على أقرانه في المدرسة أو مع أخوته يدل أيضًا على الاضطهاد الجنسي.

قد يصرح الطفل في بعض الأحيان عن تعرضه للإساءة الجنسية للطبيب أو لأحد أصدقائه أو لشخص بالغ يثق به من أفراد أسرته.

- الأعراض النفسية العاطفية:

يُلاحظ على الطفل المضطهد بطء غريب في تطور المشاعر العاطفية وإظهارها، وحتى يبدي الطفل أيضًا ضعفًا في تطور المهارات السلوكية الاجتماعية.

يكون الطفل المضطهد أيضًا قليل الثقة بنفسه، ومنعزلًا اجتماعيًا، ومكتئبًا وفاقدًا للشغف والحماس العام الذي يتصف به باقي الأطفال الطبيعين، ويجد صعوبةً في تكوين صداقات مع أقرانه.

يمكن ملاحظة أن الطفل يرفض دومًا الذهاب للاماكن التي يتعرض فيها للاضطهاد وسوء المعاملة.

يعاني الطفل المتعرض للاضطهاد أيضًا من اضطرابات في النوم والأكل.

- الأعراض التي تظهر على الطفل نتيجة الإهمال:

يؤدي إهمال صحة الطفل إلى ظهور أعراض جسدية واضحة كسوء التغذية، أي نقص شديد في الطول والوزن، ما يدفع الطفل إلى تخبئة الطعام الذي يحصل عليه لاستهلاكه لاحقًا في حالات الجوع الشديد أو حتى سرقة الطعام في السر.

تكون إهمال نظافة الطفل أيضًا واضحةً من مظهره الخارجي وملابسه القذرة، وحتى يُعدّ تغيب الطفل عن المدرسة وأنشطتها أحد أشكال إهماله.

- كيف يمكن أن أحمي طفلي من التعرض للسوء المعاملة والاضطهاد؟

يلعب ذوو الطفل دورًا مهمًا في حمايته من سوء المعاملة والاستغلال لأنهم الأقرب إليه عاطفيًا وأفراد موثوقون بالنسبة له.

باتباع هذه الخطوات يمكنك حماية طفلك، وحتى معرفة إن كان تعرض لسوء المعاملة سابقًا أو ما زال يتعرض له حتى يمكنك تدارك المشكلة قبل فوات الأوان:

  • اعطِ الطفل كفايته من الحب والاهتمام والرعاية.
  • لا تجب عن أسئلة طفلك بغضب، وحتى لا ترفض قيامه بفعلٍ ما بغضب، بل الجأ للحوار العقلاني المناسب لعمر الطفل، وحاول أن تشرح له مخاوفك عليه بطريقة بسيطة يمكن له استيعابها.
  • لا تترك الطفل وحيدًا لفترة طويلة في المنزل أو تحت رعاية أشخاص غرباء، وحتى من الأفضل مراقبة سلوك الأشخاص المقربين تجاه الطفل، وسؤال الطفل مرارًا عن رأيه فيهم ومعاملتهم معه، وإن سبق إن قالوا أو فعلوا شيئًا أغضبه أو أحزنه.
  • كن بالغ الحذر لدى السماح لطفلك بدخول عالم الإنترنت الافتراضي المليء بالغرباء والأفراد السيئين. وعِّه وراقبه وخصص له البرامج المعينة التي تناسب عمره، وحذره من التعامل مع الغرباء وعدم الاستجابة لطلباتهم.
  • حاول التعرف على محيط طفلك أكثر كالجيران أطفالهم وأصدقائه في المدرسة وذويهم ومدرسيه وطبيبه.
  • ثقف طفلك جنسيًا خلال مرحلة عمرية مناسبة، وأخبره بألّا يسمح لأحد بلمس أعضائه الخاصة، واشرح له عن العلاقات الاجتماعية الطبيعية والضارة والسلوكيات المسموحة وغير المسموحة، ودعه يعبر عن كل ما يشعر به وأخبره أنه ليس خطأه التعرض لسوء المعاملة من قبل فردٍ ما، وارفع من معنوياته.
  • لا يوجد أي مانع أبداً من عرض الطفل على أخصائي نفسي في حال الشك بوجود اضطراب ما كالاكتئاب والعزلة مثلًا.
  • لا تتردد في الاتصال بالشرطة في حال التأكد من تعرض طفلك للاضطهاد وسوء المعاملة من قِبل أي فرد أو جهة معينة.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات