الصين تبدأ بتجميع أكبر تلسكوب راديوي في العالم

وِفقاً لوسائل الإعلام، بدأت الصين بتجميع أكبر تلسكوب راديوي في العالم، إذ ستكون مساحة الصحن اللاقط لهذا التلسكوب مساوية لمساحة ثلاثين ملعب كرة قدمٍ عند الانتهاء من بنائه، الأمر الذي يتوافق مع سياسة بكين Beijing الطموحة في مجال الفضاء الخارجي. وقد عُرضت على الإنترنت صوراً لهذا التلسكوب الراديوي الكروي الذي يمتلك فتحة يصل قطرها إلى 500 متر، ويُعرف اختصاراً بِـ ''فاست'' (FAST). يُشبه هذا الأخير صحناً عميقاً، ويقع في وادٍ موجود في الإقليم الجنوبي الغربي من مقاطعة غويدجو Guizhou.

وفقاً لوكالة الأخبار الرسمية شينهوا Xinhua، فقد بدأ التقنيون العملَ على الألواح ذات الشكل المثلث، والبالغ عددها 4450 لَوح، بحيث ربطوها بعاكس التلسكوب يوم الثلاثاء الماضي. 

وتُضيف الوكالة، سيكون FAST هو أكبر تلسكوب ذو فتحة مفردة في العالم، ليتجاوز بذلك مرصد آريسيبو Arecibo Observatory الموجود في الولايات المتحدة في بورتو ريكو، والذي يمتلك فتحة قطرها 305 متر (ألف قدم).

على مدار العديد من الأعوام، اعتمد علماء الصين على بيانات جمعها آخرون للقيام بأبحاثهم، ومن المتوقع أن يُعزِّز التلسكوب الجديد من قدرة البلد على رصد الفضاء الخارجي، كما جاء في بيانات شينهوا.

يقول وو شيانغ بينغ Wu Xiangping المدير العام للجمعية الفلكية الصينية: ''بامتلاكنا لتلسكوب أكثر حساسية بكثير، نستطيع حينها استقبال رسائل راديوية أضعف بكثير وقادمة من أماكن أبعد. سيساعدنا ذلك في البحث عن الحياة الذكية خارج المجرة، واستكشاف أصول الكون".

تزيد بكين الآن من سرعة برنامج الاستكشاف الفضائي، الذي يُشغله الجيش ويُكلف مليارات الدولارات. إنها تنظر إليه كأيقونة تُشير إلى تقدم البلاد، كما لدى بكين أيضاً خطط لوضع محطة فضاء في المدار بحلول العام 2020، إضافةً إلى إرسال البشر إلى القمر.

وفقاً لشينهوا، سيتميّز الصحن اللاقط للتلسكوب بمحيطٍ يُقدَّر بحوالي 1.6 كيلومتر. بالإضافة إلى ذلك، لا وجود لأي قُرى في محيط خمسة كيلومترات بالقرب منه، مما يُعطي محيطاً مثالياً للاستماع إلى الإشارات القادمة من الفضاء.

تُعتبر طبوغرافيا منقطة كارست karst مثاليةً بالنسبة لتصريف مياه الأمطار وبالتالي حماية العاكس، لكونها تتشكل من صخور مسامية يتخللها صدوع عميقة وفجوات ومجارٍ جوفية.

وأخيراً، بدأ بناء التلسكوب في مارس/آذار 2011، ويُرتقب إكماله السنة المقبلة حسب إعلان شينهوا.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات