الجريان المظلم

لا يُمكننا رؤية ما يقع خلف الأفق المرئي لكوننا لأنّ الضوء الصادر خلف ذلك الأفق لا يمتلك الوقت الكافي من أجل الوصول إلينا. بغضّ النظر عن الابتعاد عن الواقع، لطالما افترضنا أن الفضاء مليء بالأشياء نفسها مهما كان المكان الذي تقصده في الكون.

 

نتيجة لما سبق، يُعدّ الاكتشاف الحالي الذي أنجزه ساشا كاشلينسكي ((Sasha Kashlinsky من مركز غودارد-ناسا لرحلات الفضاء في غرينبلد بميريلاند، غير منطقي.

 

وجد فريقه مجموعةً من العناقيد المجرية التي تتحرك عند سرعات استثنائية نحو جزء من السماء يقع بين كوكبتي قنطورس والشراع. سمّى Kashlinsky هذا الأمر بالجريان المظلم، في إشارةٍ للطاقة والمادة المظلمة الغامضتين.

لا يوجد أي سبب واضح وراء تحرك العناقيد عند هذه السرعات الكبيرة، إلا اذا كانت هذه المجرات تُعاني من سحبٍ قويةٍ واستثنائيةٍ ناجمةٍ عن شيء ما يقع خلف الأفق المرئي.

 

لكن، ما هو هذا الشيء؟

 

ينص أكثر الأجوبة وضوحاً على وجوب وجود شيء ما كبير هناك، أكبر من أي شيء معروف في كوننا. سيفرض مثلاً أن هذا الشيء الضخم جداً نوعاً من "الميلان" على كوننا ليُسبب بالتالي تحرك المادة نحوه باتجاهٍ محددٍ –كما تقترح ذلك مراقبات الجريان المظلم.

 

تقوم هذه القياسات الكونية، في حال كانت صحيحة، باستبدال لغز كوني بآخر. يُعتبر المبدأ الكوبرنيقي حجر الزاوية في علم الكون، وينص هذا المبدأ على عدم وجود شيء مميز يخصّ المنطقة التي نسكنها من الكون.

 

نتيجة لذلك، إذا وُجدت بُنى عملاقة خلف أفقنا، لا بد من وجود هذه البُنى أيضاً في المنطقة التي نسكنها من الكون، لكن لم نرى أياً منها.

 

هناك أيضاً اقتراحات تنص على أن هذا السحب ناجم عن كونٍ آخر. سيشكل هذا الأمر أخباراً جيدة بالنسبة لمؤيدي نظرية التضخم الأبدي التي تقترح أن الكون مؤلفٌ في الواقع من "أكوانٍ مصغرة" نتجت عن بعضها الآخر.

 

يقوم Kashlinsky بتحضير أوراق تتعلق بكل النتائج ويقول بأن المراقبات تُشير إلى وجود بُنى فوق-عملاقة تقع خلف الأفق.

 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات