مُعضلة التّنوع العِرقي في قطاع التّقنية ومساعي للتّغيير عبر برامج التّدريب

لا تخفى علينا المُعضلة التي يُواجهها قطاع التّقنية.

قال ديفيد فيريرا: "لطالما كان الوضع مُزريًا للغاية".

من واقع تجربة ديفيد فيريرا؛ مُعضلة التّنوع العِرقي في قطاع التّقنية ليست مجرد إحصاءات.

"ارتدتُ الكلية، وكنتُ الطالب الأسود الوحيد على مدى أربع سنوات هناك، لقد كنتُ المُمثل الوحيد لأبناء عِرقي في الكلية".

لكن بعد دخول ديفيد للعالم المِهني تحسّنت الأحوال قليلًا، إذ لم يعد الشخص ذا البشرة السوداء الوحيد الذي يعمل معه. لكن رغم هذا التحسّن، لا تزال الفئات العِرقية التي تتضمّن السّود والأقليات الأخرى مُهمشة.

يُمثل البيض ما يقرب 60% من سكان الولايات المتحدة، ويشغلون ما يقرب 78% في مجال التقنية. بينما تشغَل مجموعات الأقليات في هذا المجال ما يقرب 22% (أي يزيدون قليلًا عن نصف تعدداهم الحقيقي الذي يبلغ 40%).

تحاول شركة (Tech Elevator)؛ إحداث تأثير في هذه الإحصاءات.
وهي شركة تخص معسكرات التدريب على البرمجة يعمل بها ديفيد مدربًا.

قال فيريرا: "لأنّنا هنا في الشركة نُقدم المنحة الدراسية التي تحدثنا عنها، فواقعيًا نستطيع من خلال فصولنا الدراسية أن نجعل القوى العاملة تتطابق مع واقع المجتمع".

منحة (Tech Elevato) في التّدريب التّقني متاحة لأيّ عضو ينتمي لأيٍّ من تلك الفئات المُهمشة في هذا القطاع.

خلال بدء البرنامج التدريبي جرى حتى الآن دفع الرسوم الدراسية كاملة لـ135 طالبًا تقريبًا. ووفقًا للشركة، فقد مضى هؤلاء المستفيدون في جني 337 مليون دولار من أرباحهم مدى الحياة.

تقول جازمين براون Jasmine Brown التي كانت تسعى للتغيير بعد بقائها لسبع سنوات في العمل كأخصائية علاج أمراض النطق:
"العمل في علم أمراض لغة الكلام، لن يرقى بصاحبه عن كونه مجرد مُعالج أمراض نطق. بالنّسبة لي لم تكن التّجربة في غاية السوء، لكنّني لم أشعر بذاتي، لم أجد شغفي في ذاك المجال".

يُذكر أنّ المنحة الدراسية التي تحصلت عليها كفلت ما يقرب 85% من مصاريف دراستها.

وتضيف: "كانت هذه المنحة الدراسية السبيل الوحيد لوصولي إلى هنا".

أحبّت البرنامج رغم أنّها كبرت وهي لا ترى هذه المهنة مناسبة لها.

تضيف براون: "عندما كنت أصغر سنًا، كان هذا الأمر شيئًا لم أفكر به تمامًا؛ لأنّني لم أر من هم مثلي في هذه المهنة. أعرف عائلات كثيرة تعمل في مجال التعليم الاجتماعي، وأمور من هذا القبيل كانت تبدو لي أنّها تسير في مسارها الطبيعي".

ولأنّه لم يكن أمامها أيّ أُنموذج أو قدوة تحتذي به في هذا المجال، فإنّها لم تفكر أبدًا في الأمر على أنه خيار متاح.

تهدف هذه المنحة في تيسير إعداد مجموعة من المُبرمجين المؤهلين، إذ يمكن أن يزدهر التّنوع العِرقي في قطاع التقنية. بيدَ أنّ (Tech elevator)ليست الوحيدة التي تُقدم المنح الدراسية.

ففي بحثٍ سريعٍ على موقع bestcolleges.com أمكن العثور على 25 منحة دراسية متاحة للأقليات وبنفس العدد للنساء.

يقول فيريرا: "أمامك هذه الشبكة التي تنطلق في إعداد المرشحين الذين اعتادوا على المشاركة والتواصل مع الناس من خلفيات ثقافية مختلفة".

على الرغم من بطء سير وتيرة التغيير، فإنّ شركة (Tech Elevator)تتطلع إلى جعل القطاع التقني شبيها تمامًا بواقعنا.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات