نموذجٌ لمركبة الهبوط المريخية شياباريلي الخاصة بمهمة إكسومارس، حيث يجري إعدادها للاختبارات الحرارية في مدينة كان الفرنسية. ستتجه مركبة الهبوط المريخية التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية نحو سطح الكوكب بتاريخ 19 أكتوبر/ تشرين الأول، يجب على دروعها الواقية أن تتحمل درجة حرارة تصل إلى 2732 فهرنهايت (1500 درجة مئوية).
المصدر: B. Bethge/ESA
مهمة إكسومارس التي انطلقت يوم الاثنين 14 مارس/ آذار حملت معها مسباراً بالإضافة إلى نموذج أوّلي طموح لمركبة هبوط مريخية ستقوم بهبوط خطير مُتحكّم به على سطح المريخ.
ستقوم المركبة الصغيرة المسماة "شياباريلي" Schiaparelli بإظهار التكنولوجيا الضرورية لهبوط مركبة المهمة التالية لإكسومارس التي ستُخصّص لتقفي آثار الحياة على سطح المريخ. تزن المركبة 1320 باونداً (600 كيلوغرام)، وطولها 7.9 أقدام (2.4 متر)، ويشمل ذلك الدّرع الخارجي الواقي من الحرارة.
ستسافر المركبة شياباريلي مع المسبار لمدة 7 أشهر من لحظة الانطلاق باتجاه المريخ، لكنهما سينفصلان قبل 3 أيام من وصولهما الغلاف الجوي للمريخ في 16 أكتوبر/تشرين الأول وذلك حسب الباحثين في وكالة الفضاء الأوروبية في بيان لهم. عند هذه النّقطة ستنفصل شياباريلي وتهبط باتجاه المريخ وهي لا تزال في حالة سبات لتوفير الطّاقة.
وقبل عدة ساعات من الوصول للغلاف الجوي للمريخ، على ارتفاع 76 ميلاً (122.5 كيلومتر) فإن الوحدة (المركبة) ستعود للحياة وذلك أثناء تحركها بسرعة 13050 ميلاً/ ساعة تقريباً (21000 كيلومتر/ساعة). ستعمل دروعها الواقية على تخفيض سرعتها أثناء دخولها الغلاف الجوي، حيث ستصل السّرعة إلى 1025ميلاً/ ساعة (1650 كيلومتراً/ ساعة)، لتنشر بعد ذلك مظلتها ذات الـ 39 قدماً (12 متراً).
وبهبوط المركبة شياباريلي تصل حرارة الدّروع إلى نحو 2735 فهرنهايت (1500 درجة مئوية).
ومع تزايد تباطؤ المركبة التجريبية، ستقوم بالتخلص من الدروع الحرارية الأمامية والخلفية، وتشغيل مستشعرات الرادار لمعرفة مدى بعدها عن سطح المريخ. ستُترك المظلة جانباً مع الدرع الحراري الخلفي، ولكي تتباطأ المركبة أكثر ستقوم بتشغيل المحرك الدافع حتى تصل لارتفاع 6.6 قدم (2 متر) من الأرض، وتتباطأ سرعتها لتصل إلى 4.3 ميل/ ساعة (7 كيلومتر/ ساعة).
بعد ذلك ستقوم بإيقاف المحرك الدافع والانخفاض نحو الأرض، وسيكون أسفل المركبة أشبه بمقدمة سيارة متحطمة، حيث ستخفف سقوطها أثناء دخولها نحو الأسفل باتجاه المنطقة المريخية المسماة "ميريدياني بلانوم" Meridiani Planum، ربما ضمن نطاق رؤية المركبة "أبورتيونيتي" Opportunity التابعة لناسا.
هناك الكثير ليحدث للمركبة أثناء الهبوط في خلال 6 دقائق منذ دخولها الغلاف الجوي.
وطالما استمرت بطاريتها بالعمل –على الأرجح عدة أيام- ستقوم المركبة بدراسة سرعة الرياح على سطح المريخ، واتجاهها، والرطوبة، والضغط، ودرجة حرارة الهواء، ومدى سماحية (نفاذية) الغلاف الجوي، والمجالات الكهربائية، وأكثر من ذلك، ستقوم بإرسال القياسات للمسبار من خلال اثنين من الهوائيات. (وسوف ترسل القياسات أثناء عملية الهبوط التي تستغرق 6 دقائق أيضاً).
إنّ أي قياساتٍ علميةٍ ستقوم المركبة بإرسالها من السطح هي بمثابة ربح، وقال مسؤولون رسميون إن مهمة المركبة الأساسية هي التمهيد للهبوط عام 2018. وباستخدام تكنولوجيا شياباريلي سيكون بإمكان مركبة الهبوط المستقبلية أن تهبط بسلام لتبدأ بحثها عن أدلة وجود الحياة.