ما هو اضطراب الاستثارة الجنسية لدى النساء؟

تُعرف الإثارة الجنسية بأنها الرغبة في الانخراط ضمن أي نشاط جنسي، سواء كان ذاتيًا أو مع شريكٍ ما.

لنفهم ماهية هذا الاضطراب علينا أولًا فهم كيفية حدوث هذه الإثارة الجنسية لدى النساء:
يبدأ الأمر بتدفق دموي قوي باتجاه الأنسجة المحيطة بفتحة المهبل والبظر استجابةً لمحفزاتٍ جنسيةٍ خارجية، يسبب هذا التدفق تورمًا في هذه الأنسجة ما يحفز إفراز المزلقات الطبيعية في المهبل. تحدث كل هذه السلسلة من التفاعلات العضوية بانتظامٍ وتتالٍ حتى الوصول إلى الرعشة الجنسية، وأي خلل ناتج عن أسباب عضوية أو نفسية أو كليهما في أي جزءٍ منها يسبب هذا الاضطراب.

ما هو اضطراب الاستثارة الجنسية؟
هو حالة مرضية تحدث لدى النساء عندما لا يستجيب الجسم للمحفزات الجنسية من قبل الشريك أو بالتحفيز الذاتي.

كان يُعتبر داءً مستقلًا بحد ذاته، ويعالجه الأطباء بشكلٍ مختلفٍ عن باقي الاضطرابات الجنسية المشابهة تشخيصيًا له، مثل اضطراب نقص نشاط الرغبة الجنسية، ولكن تبين لاحقًا أنه عَرَض مشارك لاعتلالاتٍ عضويةٍ أو نفسية أخرى أو كليهما معًا، وبناءً على ذلك أصبح تعريفه أنه رد فعل لعوامل عضوية أو نفسية أو كليهما.

يحدث لما يقارب 40% من النساء حول العالم اضطراب جنسي واحد على الأقل خلال حياتهن.

بحسب دراسة أُجريت عام 2009، وُجد أن ما يقارب نسبة 3.3% من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن من 18-44 سنة يعانين من اضطراب الاستثارة الجنسية، بينما ترتفع النسبة لما يقارب 7.5% لدى النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 45-64.

-التشخيص والأعراض:
يصعب جدًا تشخيص هذا الاضطراب لتشابهه الكبير مع أعراض مرضية أخرى لاضطرابات جنسية شائعة أكثر مثل اضطراب نقص الرغبة الجنسية.
كما يصعب أيضًا التشخيص لقلة الدراسات الطبية حوله بسبب خجل النساء من الإفصاح عن مشكلتهن هذه أو جهلهن بماهيتها.

-طريقة التشخيص:
يبدأ المختص النسائي تشخيصه بسؤال المرأة عن صحتها العامة، وأي الأعرض تشعر بها، وعن طبيعة حياتها الجنسية، ثم يفحص منطقة الحوض لديها للتأكد من عدم وجود أي إنتانات أو ضرر في العصب الحوضي أو ما يعرف باعتلال العصب الحوضي.

ثم يطلب منها المختص تحاليل هرمونية ودموية للتأكد من صحتها العامة، وفي حال استبعاده لأي سبب عضوي ستُحوَّل لمختص نفسي من أجل تقييم صحتها النفسية.

-الأعراض:
تختلف الأعراض من امرأة لأخرى، إذ تتعرض له بعض النساء لفترة قصيرة في حياتهن ولا يعاود الظهور، وبعضهن يظهر لديهن فقط أثناء الجماع، والبعض الآخر طيلة حياتهن، وهذه الأعراض هي:
1- قلة أو غياب الشعور بالرغبة الجنسية.
2-قلة أو غياب الخيالات الجنسية.
3-خمول النشاط الجنسي.
4-قلة أو غياب الشعور بالمتعة الجنسية أثناء التحفيز الذاتي أو الممارسة الفعلية مع الشريك.

الأسباب:
كنا ذكرنا سابقًا، تنقسم هذه الأسباب إلى نوعين، عضوية أو نفسية أو تآزرهما معًا.

الأسباب العضوية:
1-اضطراب الغدد الصم الهرموني: أي اضطرابات الهرمونات الجنسية كالإستروجين والبروجيسترون والتيستوستيرون وهو السبب الأشيع، ولذلك نلاحظ ازدياد نسبة هذا الاضطراب لدى النساء في بداية سن اليأس بسبب ضعف نشاط المبيضين في إنتاج هرمون الإستروجين، وتخضع بعض النساء في هذا العمر لعمليات استئصال المبيضين الجراحية والتي تسبب انخفاضًا في هرمون الإستراديول (أحد أصناف هرمون الإستروجين) والتيستوستيرون.
أيضًا استهلاك حبوب منع الحمل التي تسبب تغيرات هرمونية وحتى أثناء الحمل تشعر بعض النساء بهذا الاضطراب.

2-أسباب متعلقة بالجهاز العصبي المركزي والتروية الدموية، وهي:
-اعتلال العصب الحوضي، وذلك إما لأسباب رضية أو غيرها.
-وجود إنتانات في المنطقة التناسلية أو المثانة.
-قلة التروية الدموية المتدفقة باتجاه المهبل.
-ترقق وجفاف النسيج المهبلي.

3-الخضوع لجلسات العلاج الشعاعي: وهو عرض آني يزول بعد فترة من انتهاء العلاج.

4-أحد أعراض داء السكري.

الأسباب النفسية:
1-الاكتئاب: وهو السبب النفسي الأشيع المسبب لاضطراب الاستثارة الجنسية، وحتى الأدوية المضادة للاكتئاب المعتمدة على تثبيط امتصاص السيروتونين الانتقائي تُفاقِم هذا الاضطراب.
2-قلة الثقة بالنفس وعقدة كره الذات.
3-التوتر والإجهاد والغضب والانفعالات اليومية التي تتعرض لها المرأة.
4-الأفكار السلبية المستمرة.
5-عقدة الشعور بالذنب: وتعود أسبابها بحسب البيئة والمنطقة والحضارة والتقاليد التي تعيشها الفتاة، تعاني معظم النساء اللواتي يعشن ضمن بيئة تجرم أو تحرم التفكير أو النقاش في الحياة الجنسية، من الخجل أثناء ممارسة الجنس أو الخوف ما يسبب هذا الاضطراب لديهن.
6-التعرض لصدمة عاطفية (كالتعرض للتحرش في سن الطفولة).
7-الفوبيا الاجتماعية واضطراب الهلع.
8-اضطراب الوسواس القهري.
9-اضطراب ثنائي القطب.

العلاج:
يكون العلاج بحسب السبب، إن كان عضويًا أو نفسيًا أو كليهما.
من غير المعيب طلب الاستشارة الطبية والنفسية فيما يخص الاضطرابات الجنسية كافة لدى الجنسين، لأن بعض الاضطرابات الجنسية قد تؤدي للعقم أو تفاقم مشاكل عضوية ونفسية أخرى، وتصعب خطة العلاج لها فلا يجوز الاستهانة بها مطلقًا.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات