"يتوجب على فرنسا بناء جيل جديد من المفاعلات النووية لتحل محل محطات الطاقة القديمة التي تُزود البلاد بمعظم الكهرباء"، بحسب ما قالت وزيرة الطاقة والبيئة الفرنسية يوم الثلاثاء الماضي.
رغم أنَّ الشركات الفرنسية تُعتبر قادة العالم في مجال الطاقة النووية، إلا أنَّ حكومة البلاد الاشتراكية حريصة على إنهاء هذا الوضع، بحيث أنَّ فرنسا أكثر بلد يعتمد على الطاقة النووية في العالم.
أدلَت الوزيرة سيغولين رويال (Ségolène Royal) بتعليقات في مجلة التجارة يوسين نوفيل (USINE Nouvelle)، فأعطت الإشارة الأولى بأن الحكومة ستحافظ على القسم النووي كعنصر رئيسي لإنتاج الطاقة في فرنسا، على الرغم من تقليصه لصالح الطاقات المتجددة. وفي هذا السياق، قالت رويال: ''من الواضح أن الطاقة النووية مورد لبناء اقتصاد خالٍ من الكربون''، كما أنّنا نحتاج إلى تقدير دورها في مزج أساليب مختلفة لإنتاج الطاقة ''بطريقة ذكية ". ثم أضافت: ''علينا أن نخطط لبناء جيل جديد من المفاعلات لتعوّض محطات الكهرباء القديمة التي لا يمكن تجديدها".
بينما قدمت رويال هذا المشروع في سبيل الأمان، فإن الدعوة إلى الاستثمار في جيل جديد من المفاعلات هو تطوُّر بحد ذاته، وفي ذلك إشارة إلى اعتبار الحكومة الفرنسية لإنتاج المفاعلات النووية أمراً سيظل ذو دور أساسي في انتاج الطاقة، وخاصةً بعد أن تصل المفاعلات الحالية إلى نهاية حياتها الخَدَمية.
إنه تطور سترحب به على الأرجح الشركات الفرنسية EDF وAreva، التي عانت في السنوات الأخيرة من تراجع الاهتمام بالطاقة النووية بعد كارثة فوكوشيما عام 2011 في اليابان. إذ وَعَد الرئيس الفرنسي (فرانسوا هولاند) بتحوُّل في سياسة الطاقة الفرنسية خلال حملته الانتخابية عام 2012؛ وصوّت النواب في مجلس النواب السنة الماضية على تقليص الاعتماد على الطاقة النووية من نسبة 75 إلى 50 بالمائة خلال 10 سنوات.
وسيُحدد مشروع القانون، الذي يجب أن يعالجه مجلس الشيوخ، انتاج الكهرباء في المفاعلات النووية في 63.2 جيجا وات كحدّ أقصى؛ وهذا يعني أن بناء أي محطة كهرباء جديدة يتطلب توقيف محطة قديمة من العمل. تمتلك فرنسا ذات المرتبة الثانية عالميا في مجال إنتاج الطاقة النووية، 58 مفاعلا موجوداً في 19 محطة طاقية.
ويقول فاليري فودون (Valerie Faudon)، رئيس جمعية الطاقة النووية الفرنسية: ''من الهام بناء مفاعلات جديدة لأن فرنسا تحتاج إلى امتلاك قيادة تقنية. وأكثر من ذلك، فإن السوق العالمية للتجديد هائلة". لكن دعاة حماية البيئة عبرواْ عن قلقهم إزاء إعلان (رويال).
يقول دونيس بوبن (Denis Baupin)، عضو في مجموعة بيئية في البرلمان الفرنسي: ''بدلا من الشروع في بناء مفاعلات جديدة ومكلفة للغاية من أجل بناء وتوليد الكهرباء بثمن باهظ للكيلو واط بالساعة باستخدام اليورانيوم المستورد؛ سيكون من الأفضل الانتقال إلى الطاقات المتجددة "
عن الصورة:
مفاعل لشركة EDF في موقع Cattenom في فرنسا، وهو مفاعل باستطاعة 1300 ميغا واط.
