أﺧﺎﺩﻳﺪ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﻓﻴﺴﺘﺎ ﺗﻘﺘﺮﺡ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻴﺎﻩ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻗﺪﻳﻤﺎً

ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤُﻌﺘﻘﺪ ﺳﺎﺑﻘﺎً ﺃﻥ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻷﻭﻟﻲ ﻓﻴﺴﺘﺎ، ﺍﻟﺬﻱ ﺯﺍﺭﺗﻪ ﻣﺮﻛﺒﺔ ﻧﺎﺳﺎ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ (ﺩﺍﻭﻥ) ﺑﻴﻦ ﻋﺎﻣﻲ 2011 ﻭ2013، ﻫﻮ ﻛﻮﻛﺐ ﺟﺎﻑ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﻭﻏﻴﺮ ﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺍلاحتفاظ باﻟﻤﺎﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﻭﺍﻟﻀﻐﻂ ﺍﻟﻤﻨﺨﻔﻀﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺤﻪ .ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻇﻬﺮﺕ ﺩﺭﺍﺳﺔ ﺟﺪﻳﺪﺓ ﺩﻟﻴﻼً ﻋﻠﻰ ﺍﺣﺘﻤﺎﻝ ﻭﺟﻮﺩ ﺳﺎﺑﻖ ﻟﺘﺪﻓﻖ ﻣﻴﺎﻩ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﻓﻴﺴﺘﺎ ﻭﻟﻤﺪﺓ ﻗﺼﻴﺮﺓ، ﺍﻋﺘﻤﺎﺩﺍً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ (ﺩﺍﻭﻥ).

ﺗﻘﻮﻝ ﺟﻴﻨﻴﻔﺮ ﺳﻜاﻟﻲ (Jenifer Scully) ﻭﻫﻲ ﺑﺎﺣﺜﺔ ﻣﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﺎﻟﻴﻔﻮﺭﻧﻴﺎ-ﻟﻮﺱ ﺃﻧﺠﻠﻮﺱ(UCLA): "ﻟﻢ ﻳﺘﻮﻗﻊ ﺃﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ﺩﻟﻴﻼً ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﻓﻴﺴﺘﺎ، ﻓﺴﻄﺤﻪ ﺑﺎﺭﺩ ﺟﺪﺍً ﻭﻻ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻏﻼﻓﺎً ﺟﻮﻳﺎً، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻓﺈﻥ ﺃﻱ ﻣﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺴﻄﺢ ﺳﻴﺘﺒﺨﺮ، ﻭﻟﻜﻦ ﻳُﺜﺒﺖ ﻓﻴﺴﺘﺎ ﺃﻧﻪ جسم ﻛﻮﻛﺒﻲ معقد وﻣﺜﻴﺮ ﻟﻼﻫﺘﻤﺎﻡ". ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻟﻬﺬﻩ ﻟﺪﺭﺍﺳﺔ ﺗﺄﺛﻴﺮ ﻭﺍﺳﻊ ﻋﻠﻰ ﻋﻠﻢ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ.

ﻳﻘﻮﻝ ﻛﺮﻳﺴﺘﻮﻓﺮ ﺭﺍﺳﻞ (Christopher Russell) ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ UCLA ﻭﺍﻟﺒﺎﺣﺚ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﻓﻲ ﻣﻬﻤﺔ (ﺩﺍﻭﻥ): "ﺗُﻈﻬﺮ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺘﺎﺋﺞ ﻭﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﻬﻤﺔ (ﺩﺍﻭﻥ)، ﺃﻧﻪ ﺗﺤﺼﻞ ﻋﻤﻠﻴﺎﺕ ﻋﺪﻳﺪﺓ ﻋﻠﻰ ﻓﻴﺴﺘﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤُﻌﺘﻘﺪ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺨﺺ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺣﺼﺮﻳﺎ. ﻧﺘﻄﻠﻊ ﺇﻟﻰ ﺍﻛﺘﺸﺎﻑ ﺍﻟﻤﺰﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻭﺍﻷﻣﻮﺭ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻘﻮﻡ (ﺩﺍﻭﻥ) ﺑﺪﺭﺍﺳﺔ (ﺳﻴﺮﻳﺲ)".

ﻣﺮﻛﺒﺔ (ﺩﺍﻭﻥ) ﺍﻵﻥ ﺗﺤﺖ ﺍﻷﺿﻮﺍﺀ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﻘﺘﺮﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻟﻘﺰﻡ (ﺳﻴﺮﻳﺲ)، ﻭﻫﻮ ﺃﻛﺒﺮ ﺟﺴﻢ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺣﺰﺍﻡ ﺍﻟﻜﻮﻳﻜﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻭﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ، ﻭﺳﻴﺪﺧﻞ ﻓﻲ ﻣﺪﺍﺭ ﺣﻮﻝ (ﺳﻴﺮﻳﺲ) ﻓﻲ 6 ﻣﺎﺭﺱ/ﺍَﺫﺍﺭ. ﻣﻊ ﺫﻟﻚ، ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺍﻟﺒﻴﺎﻧﺎﺕ ﺍﻟﻘﺎﺩﻣﺔ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﻜﺸﺎﻑ (ﺩﺍﻭﻥ) ﻟﻔﻴﺴﺘﺎ ﺗﺤﻈﻰ ﺑﺎﻫﺘﻤﺎﻡ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻌﻠﻤﻲ.

ﻓﻲ ﺍﻟﻮﺭﻗﺔ ﺍﻟﻌﻠﻤﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﻧﺸﺮﺗﻬﺎ (ﺳكاﻟﻲ) ﻭﺯﻣﻼﺅﻫﺎ ﻓﻲ Earth and Planetary Science Letters، ﺗﻢ ﺍﻟﺘﻌﺮﻑ ﻋﻠﻰ ﻋﺪﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻔﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻴﺴﺘﺎ، ﻭﺗﻤﺘﻠﻚ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺤﻔﺮ ﺃﺧﺎﺩﻳﺪ ﻭﺗﻔﺮﻋﺎﺕ ﻣﻦ ﺭﻭﺍﺳﺐ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻣﺮﻭﺣﺔ. ﺗﻘﻮﻝ ﺳﻜالي: "ﻧﺤﻦ ﻻ ﻧﻘﺘﺮﺡ ﻭﺟﻮﺩ ﺗﺪﻓﻖ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﻧﻬﺮ، ﺑﻞ ﻧﻘﺘﺮﺡ ﻭﺟﻮﺩ ﻋﻤﻠﻴﺔ ﺗﺸﺒﻪ ﺗﺪﻓﻖ ﺍﻟﻤﺨﻠﻔﺎﺕ، ﺣﻴﺚ ﺗُﺤﺮﻙ ﻛﻤﻴﺔ ﻗﻠﻴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺷﻜﻞ ﺗﺪﻓﻖ".

ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺫﻟﻚ، ﻓﺎﻷﺧﺎﺩﻳﺪ ﺿﻴﻘﺔ ﻗﻠﻴﻼً، ﺑﺤﻴﺚ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻌﺪﻝ ﻋﺮﺿﻬﺎ 100 ﻗﺪﻡ (30 ﻣﺘﺮ)، ﺑﻴﻨﻤﺎ ﻣﻌﺪﻝ ﻃﻮﻝ ﺍﻷﺧﺎﺩﻳﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻴﻞ ﺑﻘﻠﻴﻞ (900 ﻣﺘﺮ). ﻭﺗﺤﺘﻮﻱ ﺣﻔﺮﺓ (ﻛﻮﺭﻧﻴﻠﻴﺎ) ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ ﻋﺮﺿﻬﺎ 9 ﺃﻣﻴﺎﻝ (15 ﻛﻠﻢ) ﺑﻌﺾ ﺃﻓﻀﻞ ﺍﻷﻣﺜﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺧﺎﺩﻳﺪ ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﺳﺐ ﻣﺮﻭﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜﻞ.

ﺗﻀﻴﻒ ﺳﻜاﻟﻲ: "ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪ ﻣﻮﺟﻮﺩاً ﺣﺎﻟﻴﺎً، ﺳﻴﻜﻮﻥ ﻣﺪﻓﻮﻧﺎً ﻓﻲ ﺍﻷﻋﻤﺎﻕ ﻭﻟﻦ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﺃﺩﻭﺍﺕ (ﺩﺍﻭﻥ) ﻣﻦ ﺭﺻﺪﻩ. ﻭﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﻔﺮ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺧﺎﺩﻳﺪ ﺍﻟﻤﻨﺤﻨﻴﺔ ﺗﻜﻮﻥ ﻣﺼﺎﺣﺒﺔ ﻟﺘﻀﺎﺭﻳﺲ ﺫﺍﺕ ﺛﻘﻮﺏ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺍﻗﺘُﺮﺡ ﺑﺸﻜﻞ ﻣﻨﻔﺼﻞ على ﺃﻧﻬﺎ ﺩﻟﻴﻞ لفقدﺍﻥ ﻏﺎﺯﺍﺕ ﻣﺘﻄﺎﻳﺮﺓ ﻣﻦ ﻓﻴﺴﺘﺎ".

ﻛﺬﻟﻚ، ﺗﺸﻴﺮ ﺍﻷﺩﻟﺔ ﻣﻦ ﻣﻄﻴﺎﻑ ﺭﺳﻢ ﺍﻟﺨﺮﺍﺋﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻀﻮﺀ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ ﻭﺍﻷﺷﻌﺔ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺤﻤﺮﺍﺀ ﻝ(ﺩﺍﻭﻥ)، ﻭﻣﻦ ﻛﺎﺷﻒ ﺃﺷﻌﺔ ﻏﺎﻣﺎ ﻭﺍﻟﻨﻴﻮﺗﺮﻭﻧﺎﺕ، ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻮﺩ ﻣﻮﺍﺩ ﺭﻃﺒﺔ ﺿﻤﻦ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺨﻮﺭ ﻋﻠﻰ ﺳﻄﺢ ﻓﻴﺴﺘﺎ، ﻣﻤﺎ ﻳﻘﺘﺮﺡ ﺃﻥ ﻓﻴﺴﺘﺎ ﻟﻴﺲ ﺟﺎﻑ ﺗﻤﺎﻣﺎً.

ﻳﺒﺪﻭ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺣﺮﻙ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﻟﺘﺘﺪﻓﻖ على طول ﺟﺪﺭﺍﻥ ﺍﻟﺤﻔﺮﺓ، ﻣﻤﺎ ﺃﺩﻯ ﺇﻟﻰ ﻧﺤﺖ ﺍﻷﺧﺎﺩﻳﺪ ﻭﺗﺮﻙ ﺭﻭﺍﺳﺐ ﻣﺮﻭﺣﻴﺔ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﺒﺨﺮ. ﻳﺘّﻀﺢ ﺃﻥ ﻋﻤﺮ ﺍﻟﺤﻔﺮ ﺫﺍﺕ ﺍﻷﺧﺎﺩﻳﺪ ﺍﻟﻤﻨﺤﻨﻴﺔ ﺃﻗﻞ ﻣﻦ ﻋﺪﺓ ﻣﺌﺎﺕ ﺍﻟﻤﻼﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻨﻴﻦ، ﻣﻤﺎ ﻳﻌﻨﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺷﺎﺑﺔ ﻣﻘﺎﺭﻧﺔ ﻣﻊ ﻋﻤﺮ ﻓﻴﺴﺘﺎ ﺍﻟﺒﺎﻟﻎ 4.6 ﻣﻠﻴﺎﺭ ﺳﻨﺔ.

ﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺏ ﺍﻟﺘﻲ ﺃُﺟﺮﻳﺖ ﻓﻲ ﻣﺨﺘﺒﺮ ﺍﻟﺪﻓﻊ ﺍﻟﻨﻔﺎﺙ، ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﺎ ﻳﻜﻔﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﻟﺘﺘﺸﻜﻞ ﺃﺧﺎﺩﻳﺪ ﻣﻨﺤﻨﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﻓﻴﺴﺘﺎ ﻗﺒﻞ ﺗﺒﺨﺮ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ. ﺗﻘﻮﻝ سكاﻟﻲ: "ﻟﻘﺪ ﺳﺎﻋﺪَﺕ ﺍﻟﺠﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺮﻣﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺼﺨﺮﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺇﺑﻄﺎﺀ ﻣﻌﺪﻝ ﺍﻟﺘﺒﺨﺮ".

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات