مهرجان القراءة المجتمعية الخامس

"أنا عراقي أنا اقرأ" تحت هذا الشعار نُظِّم مهرجان القراءة المجتمعية في دورته الخامسة والذي أقيمَ بتاريخ 9/9/2017.

 

وضمت أركانه ما يقارب 18 ألف كتاب تغطي كل المجالات الثقافية من أدب وعلوم والمصادر كأمهات الكتب والدراسات والكثير أيضًا. زارت ناسا بالعربي مهرجان القراءة المجتمعية الذي أقيم مؤخّرًا في العاصمة العراقية بغداد في شارع أبي نواس، وأعدت لكم التقرير التالي:

 

مهرجان القراءة المجتمعية "أنا عراقي أنا أقرأ"


يركز هذا النشاط الثقافي القيِّم على تنمية وعي المجتمعات المحلية ورفع سويتها الثقافية وفق آليات تلبي رغبات القراءة للشباب وبالأخص من تتراوح أعمارهم بين 13 – 35 عامًا، وهي الشريحة الأكثر أهمية بين تجمعات القراء والأكثر احتياجًا للقراءة. وتحاول المبادرة في كل موسم تعزيز العلاقة مع جمهورها عبر أندية القراءة والملتقيات الثقافية ووسائل التواصل الاجتماعي في جميع أنحاء العراق وخارجه، عبر اللقاءات المباشرة والمشاركة في ندوات المقاهي الثقافية.

 

وعن تاريخ هذه الفعالية يقول أحد المؤسسين: "انطلق الموسم الأول من مهرجان "أنا عراقي أنا أقرأ" بفكرة وتنفيذ 22 شابةً وشابًا في 29 أيلول 2012، وذلك بعد أكثر من أربعة أشهر من التحضيرات، وعن طريق تبرعات الجمهور ودور النشر وأصحاب المكتبات استطعنا جمع أكثر من 6 آلاف كتاب، وحضر المهرجان في حينها أكثر من 10 آلاف شخص، بتغطية واسعة من وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية".

 

ومن الحوار الذي أجرته ناسا بالعربي مع منظّمي هذه المبادرة قالوا: "طموحنا زيادة أعداد المنظمين والمتطوعين، نوعًا وكمًا، لاستيعاب وإنجاز كمية العمل المتزايد وكذلك تنظيم حشود الزائرين في كل موسم، بالإضافة إلى القيام بأعمال نقل اللوجستيات وجمع وفرز آلاف الكتب المقدمة من المتبرِّعين من جميع أنحاء العالم".

 

المكان وميزاته


تقام الفعالية في كل موسمٍ في شارعِ أبي نواس قرب تمثالي شهرزاد وشهريار، وتم اختيار هذا المكان تحديدًا والثبات عليه في كل عام بسبب الميزات المناسبة التي تلبي حاجات المهرجان والتي يتمتع بها المكان خاصة مساحته التي تقدّر  بأكثر من 7 آلاف متر مربع، وكونه الأقرب لقلب العاصمة واحتوائه على المساحات الخضراء والحدائق المناسبة للقراءة في الجو المفتوح وتردد العوائل العراقية على المكان فهو مكان معروف يسهل الوصول إليه، وإضافةً إلى ذلك، فهو يقع بالقرب من المسرح الثابت العائد لأمانة بغداد، وبجوار نهر دجلة الذي جرت مياههُ يومًا تحملُ قصةً أليمة مع الكتب أيام الغزو المغزلي للمدينة عندما أُحرقت مكتبة بغداد ورُميت كتبها الثمينة في نهر دجلة، وحتى اسم الشارع يضفي تأثيرًا جماليًا على المكان "أبو نواس" الشاعر الكبير الغني عن التعريف.

 

الحشود الكبيرة التي ارتادت المهرجان وهي تنتقي من الكتب المعروضة في الهواء الطلق ما تشاء
الحشود الكبيرة التي ارتادت المهرجان وهي تنتقي من الكتب المعروضة في الهواء الطلق ما تشاء

 

الإنجازات بالأرقام


ابتداءً من الموسم الثالث، أُطلقت فعاليات فرعية قبل يوم المبادرة كالندوات وحفلات توقيع كتب وذلك على هامش المواسم بواقع ندوة أو اثنتين، وكان ذلك فرصة مهمة للوصول إلى مناطق شعبية ومكتظة بالسكان. ويقول القائمين على هذه النشاطات: "استطعنا إيصال فعالية القراءة الجماعية (أنا عراقي أنا اقرأ) إلى مدن في وسط وجنوب العراق. أقيمت الفعالية بجهود شباب من تلك المدن والمحافظات ولاقت استحسانًا وانتشارًا واسعًا هناك، فمنذ العام 2012 وحتى 2017 أقيمت الفعالية في كل من محافظة بابل وديالى -لثلاث مواسم- وذي قار -مركز المحافظة وقضاء الشطرة بواقع فعالية لكل منهما- وكذلك في النجف، قضاء المحمودية".

 

صرّح المنظِّمون بأن أساس نجاح الفعالية في كل موسم كان توفّر الكتب المجانية للجمهور، في مختلف التخصصات والجهد الكبير الذي يبذله الأعضاء كعملٍ تطوعي هادف والتعاون في فرز تلك الكتب وتصنيفها في مجموعاتٍ وفق فحواها؛ الأدب بفروعه المتعددة والعلوم بمجالاتها والفنون وكتب الدراسات بفروعها وأمهات الكتب إضافةً إلى المجَّلات والنشرات الدورية وكتب وكيِّبات اللغات الأجنبية. وكانت أعداد الكتب لتي عُؤِضَت على أرصفة المهرجان ومنصاته في تزايد مستمر مما يدل على الزيادة الكبيرة في عدد المهتمين بهذا النشاط كل عام وإقبال الناس على القراءة أكثر فأكثر كل يوم، وتزايدت أعداد الكتب بشكل واضحٍ وجليٍّ حيثُ بلغَ عدد الكتب في الموسم الأوّل 6 آلاف كتاب وفي الموسم الثاني ارتفع ليصل إلى 8 آلاف كتاب، ومن ثم في الموسم الثالث 10 آلاف كتاب، وثم تعاظمت نسبة الزيادة في الموسمين الأخيرين حيث بلغ عدد الكتب المعروضة في الموسم الرابع 13 ألف كتاب وفي الموسم الأخير كانت 18 ألف كتاب.

 

جانب من العمل الشبابي التطوّعي الذي يشرف على المهرجان
جانب من العمل الشبابي التطوّعي الذي يشرف على المهرجان

 

وكذلك كانت تقام على هامش فعالية القراءة الجماعية، فقرات فنية وأدبية متنوعة، أحياها خلال المواسم السابقة أكثر من 40 فنانًا، تنوعت فعالياتهم بين النحت والرسم الحر والغناء والبرفورمس والشعر ورسم الأطفال لتكون وسيلة تشجيع للأطفال على القراءة ودخول هذا العالم الجميل، وكذلك توفر هذه المساحة الفرصة الكبيرة لجمهور هذه الفعاليات للتواصل فيما بينهم وكذلك التواصل المباشر مع الفنانين الذين يحييون تلك النشاطات المتنوعة.

 

مشاركٌ صغير في نشاط الرسم الخاص بالأطفال وهو أحد فعاليات المهرجان
مشاركٌ صغير في نشاط الرسم الخاص بالأطفال وهو أحد فعاليات المهرجان

 

وأخيرًا، تضع هذه المبادرة مجموعة من الأهداف التي تسعى لتحقيقها منذ انطلقت وإلى يومنا هذا، وتتلخص في القائمة التالية بحسب رأي القائمين على العمل:


 1. توفير الكتب مجانًا للقراء.

 2. إشاعة حب المطالعة والقراءة اليومية.

3. مساعدة القراء والباحثين وطلبة الدراسات من البكالوريوس إلى الدراسات العليا، في إيجاد المصادر والدراسات والكتب غير المتوفرة في الأسواق.

4. التركيز على إشاعة (أدب الطفل) وإعادة أحياء ثقافة قصص الأطفال لأهمية تثقيف الطفل في أي مجتمع.  

5. التذكير بأهمية الكتاب بأنواعه الورقي والإلكتروني والصوتي في المجتمع خصوصًا مع دخولنا عصر التطور التكنولوجي واحتكاكنا اليومي مع منتجاته.

6. حث الجمهور على تشكيل المكتبات المنزلية لأهميتها ودورها الإيجابي في حياة كل أسرة.

7. إنشاء وتدعيم قنوات الاتصال بين الجمهور من جهة ودور النشر والناشرين والمؤلفين من جهة أخرى.

 

 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات