تهانينا لـ 800000 متطوع مشارك!
خرج مئات الآلاف من الناس إلى الشوارع في ولاية أوتار براديش الهندية، لزراعة 50 مليون شجرةٍ في 24 ساعة، في محاولةٍ لتحطيم الرقم القياسي العالمي.
على الرغم من أن 6 مدن من بين أسوأ 10 مدن من حيث نوعية الهواء في العالم هي مدنٌ هندية، إلا أن بلد المليار وربع نسمة يمضي قدماً في بذل الجهود للحدّ من تغير المناخ.
لا يقتصر الأمر على أن الهند تمتلك أول مطارٍ في العالم يعمل بنسبة 100٪ على الطاقة الشمسية، ولديها أكبر محطةٍ للطاقة الشمسية في العالم، وإنما في الآونة الأخيرة، أصبحت الطاقة الشمسية أقل تكلفةً من الفحم.
وبالتالي فإن تحسين نوعية الهواء من خلال مشروع زراعة 50 مليون شجرة هو طموح، لكنه يمثل جزءاً صغيراً فقط من أهداف الهند، عندما يتعلق الأمر بمكافحة التغير المناخي.
وقال رئيس وزراء ولاية اوتار براديش (أخيليش ياداف) مخاطباً المتطوعين في مدينة قنوج، التي تبعد 250 كيلومترًا (155 ميلًا) إلى الجنوب الغربي من عاصمة الولاية لكناو: "لقد أدرك العالم أن هناك حاجة إلى بذل جهودٍ جديةٍ للحد من انبعاثات الكربون وبالتالي التخفيف من آثار تغير المناخ العالمي".
وأضاف: "إن ولاية اوتار براديش هي السبّاقة في هذا الصدد".
وعلى الرغم من أن مدققي أرقام غينيس العالمية لم ينتهوا بعد من التحقق من الأرقام في محاولة الهند الأخيرة، إلا أنه من المرجح أن تحطم الهند الرقم العالمي الحالي لأكثر الأشجار المزروعة في يومٍ واحد، والمسجل باسم باكستان التي زرعت 847275 شجرةً عام 2013، ويعود الفضل في ذلك إلى 800000 متطوعٍ مشارك.
وقال أنيت موخيرجي، متابع السياسات لدى مركز التنمية العالمية: "إن أكبر إسهامٍ سعى له مشروع زراعة الأشجار هذا بعيدًا عن الرمزية، يتمثل في تركيزه على القضايا الرئيسية، وتناوله العديد من القضايا الكبرى في الهند كالتلوث وإزالة الغابات واستخدام الأراضي".
وقد خصصت الحكومة الهندية 6.2 مليار دولار لزراعة الأشجار على مدى السنوات الـ 15 المقبلة، فعلى الرغم من أن إزالة الغابات تلعب دوراً ثانوياً فقط في إجمالي انبعاثات غازات الدفيئة في الهند، إلا أن زيادة الطلب على الأراضي الزراعية في المناطق الريفية يجعل زراعة أشجار جديدة أمرًا ضروريًّا للمنطقة.
ولكنَّ الزراعة هي مجرد بداية التحدي للمعنيين في هذا المشروع، حيث قال مسؤولون لوكالة اسوشيتد برس Associated Press إن 60% تقريباً من الشتلات الجديدة لن تنجح تمامًا، بسبب المرض أو نقص المياه.
وقال إدوارد بارسون، أستاذ القانون البيئي في جامعة كاليفورنيا، في مقابلةٍ مع صحيفة كريسشان ساينس مونيتور The Christian Science Monitor: "لا يمكنك زراعة الأشجار فقط، بالطبع إنه أمر رائع زراعة 50 مليون شجرة، ولكن يجب أن يكون لدينا أيضًا إجراءات متخذة لرعايتها وحمايتها".
وقال سانجيف ساران، مسؤولٌ كبيرٌ في قطاع الغابات: "إن المواقع التي تم غرس الأشجار فيها، مثل امتداد الطرق الريفية والطرق السريعة والسكك الحديدية ومناطق الغابات، وسيتم مراقبتها بواسطة الصور الجوية، لإبقاء العين على الشتلات والعمل على بقائها حية".
سواء كانت بادرة رمزية أم لا، فقد نالت الهند إعجابنا في مساهمتها في مكافحة التغير المناخي، أولًا من خلال الطاقة الشمسية، والآن ببضعة ملايين من الأشجار.
هذا ونأمل رؤية دولٍ أخرى تسرع في حماية مناخنا.