سطح المريخ
ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺟﺪﺍً ﺃﻥ ﻧﻔﻬﻢ ﻭﻧﺮﺍﻗﺐ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻣﻦ ﻣﻮﻗﻌﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺻﺪ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺮﺍﻗﺒﺔ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻐﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﻔﺼﻠﻴﺔ ﻭﺍﻟﺒﻘﻊ ﻓﻲ ﺍﻷﻗﻄﺎﺏ. ﻭﻋﻠﻰ ﻣﺪﺍﺭ ﻋﻘﻮﺩ، ﺍﻋﺘﻘﺪ ﺍﻟﺒﺸﺮ ﺃﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺒﻘﻊ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ، ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﺣﻘﻮﻝ ﻟﻠﻤﺰﺭﻭﻋﺎﺕ ﺍﻟﻨﺒﺎﺗﻴﺔ، ﻣﺎ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺑﺎﻟﻨﺴﺒﺔ ﻟﻬﻢ ﻋﺎﻟﻤﺎً ﻗﺎﺑﻼً ﻷﻥ ﻧﺤﻴﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻨﺎﺳﺒﺎً ﻟﺘﻮﺍﺟﺪ ﺍﻟﻤﺎﺀ ﺍﻟﺴﺎﺋﻞ ﻓﻴﻪ ﺑﺸﻜﻞ ﻭﻓﻴﺮ، ﻭﻣﺎ ﺩﻓﻌﻬﻢ ﺃﻛﺜﺮ ﻟﺘﻌﺰﻳﺰ ﺍﻋﺘﻘﺎﺩﻫﻢ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﻤﻢ ﺍﻟﺠﻠﻴﺪﻳﺔ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ، ﻭﺍﻟﺘﻲ تمكنوا من ﻣﺮﺍﻗﺒﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺭﺽ.
ﻣﻊ ﻗﺪﻭﻡ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﻛﺒﺔ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺎﻡ 1965، ﺗﺸﻜﻠﺖ ﺻﺪﻣﺔ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻟﺪﻯ ﺍﻟﺒﺸﺮ، ﻓﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻨﻬﻢ ﺻُﺪﻡ ﻛﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺼﻮﺭ ﺗﻮﺿﺢ ﺳﻄﺤﺎً ﻛﺌﻴﺒﺎً ﻭﻣﻠﻴﺌﺎً ﺑﺎﻟﻔﻮﻫﺎﺕ ﻭﺍﻟﺤﻔﺮ.
ﺑﺪﺍ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺣﻴﻨﻬﺎ ﻛﻮﻛﺒﺎً ﻣﻴﺘﺎً. ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﺣﺎﻝ، ﻗﺎﻣﺖ ﺍﻟﻤﻬﻤﺎﺕ ﺍﻟﻼﺣﻘﺔ ﺑﺘﻮﺿﻴﺢ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻣﻦ ﺍﻷﻧﻈﻤﺔ ﺍﻟﻤﻌﻘﺪﺓ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﺍﻟﻐﺎﻣﻀﺔ ﻻ ﺯﺍﻟﺖ ﺣﺘﻰ ﺍﻵﻥ ﺗﺤﺘﺎﺝ ﻟﺤﻞ.
ﻭﻣﺜﻞ ﻛﻞ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ ﺍﻷﺭﺿﻴﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﻤﻮﻋﺔ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ (ﺍﻷﺭﺽ، ﻭﻋﻄﺎﺭﺩ، ﻭﺍﻟﺰﻫﺮﺓ...) ﻓﺈﻥ ﺳﻄﺢ ﻛﻮﻛﺐ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺗﺄﺛﺮ ﻛﺜﻴﺮﺍً ﺑﺎﻟﻨﺸﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺒﺮﻛﺎﻧﻴﺔ، ﻭﺣﺮﻛﺔ ﺍﻟﻘﺸﺮﺓ، ﻭﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮﺍﺕ ﺍﻟﺠﻮﻳﺔ ﻣﺜﻞ ﺍﻟﻌﻮﺍﺻﻒ الرملية.
ﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻠﻮﻥ ﺍﻷﺣﻤﺮ، ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻜﺘﺴﺒﻪ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻄﺢ، ﺇﻟﻰ ﻏﻨﺎﻩ ﺑﺎﻟﻌﻨﺎﺻﺮ ﺍﻟﻤﻌﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻐﻨﻴﺔ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺪ- ﺧﺼﻮﺻﺎً ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﻜﻮﻥ ﺍﻟﺼﺪﺃ (ﺍﻷﻛﺴﻴﺪﺍﺕ)، ﻭﺍﻟﻐﺒﺎﺭ ﺍﻟﻤﻮﺟﻮﺩ ﻫﻨﺎﻙ ﻣﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻌﺎﺩﻥ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﺘﻢ ﺃﻳﻀﺎً ﻃﺮﺩﻫﺎ ﺧﺎﺭﺟﺎً ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﺠﻮﻱ، ﻣﺎ ﻳﻌﻄيه لمسة ﺣﻤﺮﺍﺀ ﺃﻳﻀﺎً.
اﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﻟﻠﻤﺮﻳﺦ
ﻻ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺍﻟﻤﺮﻳﺦ ﺣﻘﻼً ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺎً ﻋﺎﻟﻤﻴﺎً، ﻟﻜﻦ ﻭﺟﺪﺕ ﻣﻬﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﺘﻜﺸﻒ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻲ ﺍﻟﻤﺮﻳﺨﻲ (MGS) ﺍﻟﻤﺪﺭﺍﻱ، ﺃﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﻨﺎﻃﻖ ﻓﻲ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻜﺮﺓ ﺍﻟﺠﻨﻮﺑﻴﺔ ﺍﻟﻤﺮﻳﺨﻴﺔ، ﺗﻤﺘﻠﻚ ﻧﺸﺎﻃﺎً ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺎً ﻋﺎﻟﻴﺎً. ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﺑﻮﺿﻮﺡ ﻣﺎ ﻫﻲ ﺇﻻ ﺁﺛﺎﺭ ﻟﻠﺤﻘﻞ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ، ﺑﻘﻴﺖ ﻓﻲ ﻗﺸﺮﺓ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﻣﻨﺬ ﺣﻮﺍﻟﻲ 4 ﻣﻠﻴﺎﺭﺍﺕ ﻋﺎﻡ.
ﺳﻮﺍﺀ ﺳﻤﻌﺖ ﺑﺎﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺘﺎﻟﻴﺔ ﺃﻡ ﻟﻢ ﺗﺴﻤﻌﻬﺎ، ﻗﻢ ﺑﺄﺧﺬﻫﺎ ﻣﻌﻚ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻓﻨﻚ: ﺍﻷﺭﺽ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻧﻮﻉ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﺎﻧﻂ ﺍﻟﻜﺒﻴﺮﺓ. ﻭﻣﺜﻞ ﺃﻱ ﻗﻀﻴﺐ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ، فإن ﻟﻸﺭﺽ ﻗﻄﺐ ﺷﻤﺎﻟﻲ ﻭﻗﻄﺐ ﺟﻨﻮﺑﻲ، ﻭﺧﻄﻮﻁ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻋﻤﻼﻗﺔ. ﺗﻘﻮﻡ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺨﻄﻮﻁ ﺑﻮﺻﻞ ﻫﺬﻳﻦ ﺍﻟﻘﻄﺒﻴﻦ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺸﻜﻞ ﻳﻌﻄﻲ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻴﻪ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺍﻟﻐﻼﻑ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ (ﺍﻟﻤﺎﻏﻨﺘﻮﺳﻔﻴﺮ). ﻫﺬﻩ ﻫﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﻜﺎﻣﻨﺔ ﻭﺭﺍﺀ ﻋﻤﻞ ﺍﻟﺒﻮﺻﻼﺕ، ﻓﺎﻟﻘﻄﺐ ﺍﻟﺸﻤﺎﻟﻲ ﻟﻠﺒﻮﺻﻠﺔ ﻳُﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺸﻤﺎﻝ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺗﺼﻄﻒ ﺍﻟﺒﻮﺻﻠﺔ ﺗﻤﺎﻣﺎً ﺑﻨﻔﺲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﺍﺻﻄﻔﺎﻑ ﺧﻄﻮﻁ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ.
ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﺣﺎﻝ، ﻻ ﺗﻘﻢ ﺑﺘﺨﻴﻞ ﺃﻥ ﻟﺪﻯ ﺍﻷﺭﺽ ﻛﺮﺓ ﺣﺪﻳﺪﻳﺔ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻓﻲ ﺩﺍﺧﻠﻬﺎ ﻛﺘﻠﻚ، ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﺘﺮﻳﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺘﺎﺟﺮ، ﻓﺎﻷﻣﺮ ﻟﻴﺲ ﻛﺬﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ. ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ، ﺇﻥ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻜﺎﻣﻦ ﻭﺭﺍﺀ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺲ ﺍﻷﺭﺿﻲ، ﻫﻮ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻮ ﺍﻟﺪﺍﺧﻠﻲ ﻟﻸﺭﺽ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻨﺎﻣﻴﻮ ﺳﺎﺧﻦ ﻟﺪﺭﺟﺔ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﺍﻟﻨﻤﻮﺫﺟﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻪ ﺃﻥ ﻳﺤﺎﻓﻆ ﻋﻠﻰ ﻣﻐﻨﻄﺘﻪ ﻋﻨﺪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺪﺭﺟﺔ، ﺑﻞ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻔﻘﺪﺍﻧﻬﺎ.
ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻠﺐ ﺍﻟﻤﻨﺼﻬﺮ ﻭﺍﻟﺤﺎﺭ، ﻳﺪﻭﺭ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻨﺼﻬﺮ ﻭﻛﺄﻧﻪ ﻓﻲ ﺩﺍﺭﺓ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻴﺔ ﻣﻐﻠﻘﺔ، ﻭﻫﺬﺍ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﻣﺆﻳﻦ ﻭﻣﺸﺤﻮﻥ. ﻭﺟﺮﺍﺀ ﺗﺤﺮﻙ ﺑﻌﺾ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻤﻮﺍﺋﻊ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﻟﻸﺭﺽ، ﻭﺑﻌﻀﻬﺎ ﺍﻵﺧﺮ ﻻ ﻳﻔﻌﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﺑﻮﺟﻮﺩ ﺷﺮﻭﻁ ﺃﺧﺮﻯ ﺃﻳﻀﺎً، ﻳﺒﺪﺃ ﺗﻴﺎﺭ ﻛﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﺑﺄﺧﺬ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﻓﻲ ﺣﻴﺰ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ.
ﺳﻴﺆﺩﻱ ﻭﺟﻮﺩ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺘﻴﺎﺭ ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎﺋﻲ ﻭﻓﻘﺎً ﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﺍﻟﻔﻴﺰﻳﺎﺀ، ﺇﻟﻰ ﻧﺸﻮﺀ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ، ﻭﻋﻨﺪ ﺣﺼﻮﻝ ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ﺑﻄﻴﺌﺔ ﻓﻲ ﺟﺮﻳﺎﻥ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪ ﺍﻟﻤﻨﺼﻬﺮ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﻘﻠﺐ، ﻳﻨﺘﺞ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ ﺗﻐﻴﺮﺍﺕ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ.
ﻳُﻌﺪ ﺍﻟﻤﺎﻏﻨﺘﻮﺳﻔﻴﺮ ﺃﻣﺮﺍً ﻣﻬﻤﺎً ﺟﺪﺍً ﻟﻠﻜﻮﻛﺐ، ﻷﻧﻪ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﺤﻤﺎﻳﺘﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻹﺷﻌﺎﻉ ﺍﻟﻘﺎﺩﻡ ﻣﻊ ﺍﻟﺮﻳﺎﺡ ﺍﻟﺸﻤﺴﻴﺔ، ﻭﻳﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺣﻤﺎﻳﺔ ﺍﻷﻗﻤﺎﺭ ﺍﻟﺼﻨﺎﻋﻴﺔ ﻟﻸﺭﺽ. ﻳﻌﺘﻤﺪ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻓﻴﺰﻳﺎﺋﻴﺔ ﻣﻌﺮﻭﻓﺔ، ﻓﺎﻟﺠﺴﻴﻤﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﺮﻙ ﻋﻠﻰ ﺧﻂ ﺣﻘﻞ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﻣﺎ، ﻻ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺍﻟﻘﻮﺍﻧﻴﻦ ﻭﺍﻟﻘﻔﺰ ﺇﻟﻰ ﺧﻂ ﺁﺧﺮ، ﻭﻫﺬﺍ ﻳﻤﻨﻌﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺧﻮﻝ ﻭﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ.
نحن ﻟﺴﻨﺎ ﻭﺣﻴﺪﻳﻦ ﺣﺘﻰ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﺔ ﻧﻈﺮ ﺍﻟﻤﺎﻏﻨﺘﻮﺳﻔﻴﺮ، ﻓﻤﻦ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻨﺎﺣﻴﺔ ﻻ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺍﻷﺭﺽ ﺃﻣﺮﺍً ﻓﺮﻳﺪﺍً، ﺇﺫ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻛﻮﺍﻛﺐ ﻋﻄﺎﺭﺩ، ﻭﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻱ، ﻭﺯﺣﻞ، ﻭﺃﻭﺭﺍﻧﻮﺱ، ﻭﻧﺒﺘﻮﻥ ﺃﻏﻠﻔﺔ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ، وﻋﻄﺎﺭﺩ فقط ﻳُﻌﺘﺒﺮ ﺻﺎﺣﺐ ﺍﻟﺤﻘﻞ ﺍﻷﻗﻞ ﻗﻴﻤﺔ.
ﻻ ﻳُﻮﺟﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻓﻲ ﺍﻟﻜﻮﻛﺒﻴﻦ ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﻴﻦ ﻟﻸﺭﺽ: ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﻭﺍﻟﻤﺮﻳﺦ، ﻓﻬﺬﻳﻦ ﺍﻟﻜﻮﻛﺒﻴﻦ ﻳﺒﺪﻭﺍﻥ ﻏﺮﻳﺒﻲ ﺍﻷﻃﻮﺍﺭ: ﻟﻢ ﺗﺘﻤﻜﻦ ﺍﻟﻤﺠﺴﺎﺕ ﺍﻟﻔﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ ﺇﻳﺠﺎﺩ ﺃﺩﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﻄﻮﻁ ﻟﻠﺤﻘﻞ ﺍﻟﻤﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻲ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻜﻮﺍﻛﺐ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻗﺎﻣﺖ ﺑﺈﻳﺠﺎﺩﻩ ﻫﻮ ﺁﺛﺎﺭ ﻟﺤﻘﻮﻝ ﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﻻ ﺃﻛﺜﺮ.
ﻭﻛﻮﻥ ﺍﻟﻤﻐﺎﻧﻂ ﺗﻔﻘﺪ ﻣﻐﻨﻄﺘﻬﺎ ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﻌﺎﻟﻴﺔ، ﻭﻷﻥ ﻛﻮﻛﺐ ﺍﻟﺰﻫﺮﺓ ﻳﻤﺘﻠﻚ ﺩﺭﺟﺎﺕ ﺣﺮﺍﺭﺓ ﻛﺎﻓﻴﺔ ﻟﺼﻬﺮ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ، ﻓﻬﺬﺍ ﺍﻷﻣﺮ ﻳﺒﺪﻭ ﻣﻔﻬﻮﻣﺎً ﻫﻨﺎ ﺑﻤﺎ ﻳﺨﺺ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ. ﻭﻟﺬﻟﻚ ﻳﺒﺪﻭ ﻏﺎﻣﻀﺎً ﺟﺪﺍً، وبالنسبة للوضع ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺘﻤﺘﻊ ﺑﻪ ﺍﻟﻜﻮﻛﺐ ﺍﻷﺣﻤﺮ هو كونه ﺑﺎﺭﺩ ﺑﺸﻜﻞ ﻛﺒﻴﺮ ﻭﻳﺸﺎﺑﻪ ﺍﻷﺭﺽ ﺑﺸﻜﻞ ﺟﻴﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﻮﺭ!