ما لا تعرفه عن كلمتي نعم ولا

قد يبدو أن كلمتي (نعم) و(لا) هما أسهلُ التعبيرات فهمًا في أيّة لغة، لكن (سلوكهما) وتفسيرهما في الحقيقية يصعب تعريفهما بشكل واضح ودقيق، وذلك على نحوٍ مثير للدهشة. في ورقة بحثية نُشرَت في دوريةِ Language العلمية، فحصَ عالمان لغويان طريقة عمل (نعم) و(لا)، وأظهرا أنَّ فهمَهما يقودُ إلى رؤًى جديدة حول فهم الأسئلة والجمل بشكلٍ عام.


قدم العالمان اللغويان فلوريس رولفسين Floris Roelofsen، من جامعة أمستردام ودونكا ف. فاركاس Donka F. Farkas من جامعة كاليفورنيا، سانتا كروز تقريرًا شاملًا عن (الحروف[1] ذات القطبين)، وهو الاسم الذي يطلق على هاتين الكلمتين عبر اللغات. كما وضح العالمان اللغويان النمط المعقد لتوزيعهما؛ فعلى سبيلِ المثال: نقول "نعم إنه كذلك" و"لا إنه ليس كذلك" هي إجابات مقبولة للسؤال: "هل الباب مفتوح؟ " أو "هل هو غير مفتوح؟"، ولكن ليس للسؤال " هل الباب مفتوح أم غير مفتوح؟"، بالإضافة لذلك فإنّ التنغيم intonation المستخدم عند نطق جملة قد يؤثر على مُلائمة (نعم) و(لا) للرد.
 

يبدو أن توزيع هذين الحرفين يتأثرُ أيضًا بتناقضِ الجملة التي يُرَدُ عليها؛ فعلى سبيل المثال: "لا، لم يفعل" و"نعم، لم يفعل" ملائمتان كردٍ بالإيجاب على "لم يتصل (بين) اليوم"، ولكن في رد بالإيجاب على "لقد اتصل (بين) اليوم" فستكون "نعمْ، لقد فعلَ" ملائمة و "لا، لقد فعل" غير مناسبة.


اعتمد رولفسون وفاركاس على رؤًى سابقة من علم دلالات الألفاظ، ونماذج خطابية، بالإضافة لاستطلاعات كمية عن كيفية تقييم المتحدثين للردود المختلفة. إن الإطار الذي وضعاه لم يوضح فقط التوزيعَ والترجمة لهذه الأدوات، لكنّه أيضًا تكهّن بالأنماط التي يُتوقَّع أن يجدها المرء عبر اللغات. وهذه التكهنات يتمُ فحصها والتحقق منها في مقابل بيانات من اللغة الفرنسية والألمانية والرومانية والهنغارية.


الملاحظات
[1] الحروف particles: في علم اللغة هي كلمات لا تؤدي أيّة وظيفة قواعدية، ولكنها تنتمي إلى أحد أقسام الكلام، مثل "نعم" و"لا"، وهذا ينطبق على جميع اللغات. وفي العربية تعربان على أنهما حرفان لا محل لهما من الإعراب أينما وردتا.
 
 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات