حَثَّ هيرمان وينيك (Herman Winick) من (SLAC معمل التسريع الوطني) علماء إفريقيا على دعم إنشاء أول مصدر ضوء سينكروتروني (مُسَرِّعْ إلكترونات)، وقد كشف وينيك عن رؤيته العام المنصرم، ويعتقد أنه إذا ما تم إنشاؤه، فسيساعد الباحثين في إفريقيا على التغلب على أكبر الصعوبات التى تواجه القارة، مثل مرض الإيبولا وبعض الأمراض الأخرى التى تهدد حياة الناس. و سيتحدث هيرمان وينيك هذا الأسبوع في إجتماع لعلماء الفيزياء الأمريكيين بتكساس.
يوجد تقريباً خمسون مصدر ضوء سينكوتروني حول العالم في 23 دولة مختلفة، لكن إفريقيا هي القارة الوحيدة المأهولة وليس بها منشأة كهذه. وتعمل هذه الآلات على تسريع الالكترونات لتصل لطاقة مرتفعة ومن ثم حقنها في حلقة تخزين دائرية حيث تُصدر موجات قوية من أشعة اكس . ويمكن من هنا إستخدام الأشعة اكس في دراسة بنية وخصائص المواد في مجموعة من التخصصات، بداية من فيزياء المادة المكثفة ووصولاً إلى علم الأحياء.
ويريد وينيك أن تكون هذه المنشأة كمثيلتها SESAME (الضوء السينكروتروني للتتطبيقات والعلوم التجريبية بالشرق الأوسط) والتي تقع بالقرب من عمَّان بالأردن، و سيتم افتتاحها في العام المقبل وبلغت تكاليفها 110 مليون دولار، وتسعى هذه المنشأه لبناء جسور التعاون بين الباحثين من عشرة بلدان في الشرق الأوسط ومنهم مصر والأردن واسرائيل وإيران وباكستان وفلسطين، و يُصِّرُ وينيك على أنه "يجب على إفريقيا محاكاة الـ SESAME".
يمكن أن تكون جنوب إفريقيا الدولة المضيفة للسينكروترون في المستقبل، إذ يوجد فيها حوالي 40 مستخدم ولطالما أُخَذَتْ في عين الاعتبار على مدار العقد المنقضي لاستضافة هذه المنشأة. وقد تم تسريع هذه الخطط عام 2012 عندما تقدم علماء جنوب إفريقيا بلجنة تنفيذ خارطة الطريق لأبحاث السينكروترون عرضاً للحكومة متبوعاً بخطة عمل أكثر تفصيلاً فى عام 2014.
ويعد اجتماع اللجنة المؤقته في نوفمبر بالـ ESRF هي الخطوة القادمة في هذا المشروع الوليد وهو ما وصفه وينيك بـ "t=0" أو نقطة الانطلاق للسينكروترون الإفريقي. ويدعو وينيك الآن الباحثين في أرجاء القارة أن يقفوا خلف هذا المشروع. ويقول "لابد أن يدعموه ويتحملوا مسؤولية إنشائه وإدارته وتطويره". ويبدو أن الطريق ليس بقصيرحيث يعتقد وينيك أن هذه المنشأة مازال أمامها على الأقل 15 عاماً أخرى حتى تفتح أبوابها للعمل .