هل تبدأ متلازمة المبيض متعدد الكيسات في الدماغ وليس في المبيضين؟ وأخيراً حصلنا على بعض الأجوبة

التاريخ: 21 آذار/مارس 2017

وجدت دراسة جديدة دليلاً على أن الحالة التناسلية الشائعة والمُنهِكة (متلازمة المبيض متعدد الكيسات polycystic ovary syndrome) قد تبدأ في الدماغ وليس في المبيضين كما اعتقد العلماء منذ وقت طويل.

إذا تمَّ التحقق من صحة ذلك، سيتمكن العلماء من تغيير الطريقة التي نفكر بها عن هذه الحالة المؤلمة وغير المفهومة التي تعاني منها واحدةٌ من كل عشر نساء على الأقل حول العالم.

تدرك كل من تعاني من متلازمة المبيض متعدد الكيسات، كما يدرك من يعرف شخصاً يعاني منها كم أنها مُحبِطة نظراً للأعراض المتنوعة التي تسببها مثل زيادة الوزن، والكيسات المبيضية الكبيرة، وعسرة الإباضة، والعُدّ (حب الشباب)، ونمو الشعر في الوجه، والاكتئاب، والدورات الطمثية المؤلمة والغزيرة، وقد تستغرق عدة سنوات حتى تُشخَّص. وحتى بعد تشخيصها هناك القليل من الخيارات في العلاج.

يُوصَف لمعظم النساء حبوب منع الحمل أو أدوية هرمونية أخرى للسيطرة على أعراضهم الشخصية وليس بغرض علاج السبب الأساسي.

قد تؤدي متلازمة المبيض متعدد الكيسات أو ما يُرمَز لها اختصاراً بـ PCOS إلى اضطرابات استقلابية مثل السكري من النمط الثاني، والأمراض القلبية الوعائية،و اضطرابات هرمونية مثل العُقم.

في الواقع، تسبب هذه المتلازمة أكثر من 75%‏ من العقم بانعدام الإباضة anovulatory infertility، أي العقم الناتج عن عدم الإباضة عند المرأة. وإلى الآن، على الرغم من شدة هذه الحالة، لم يفهم العلماء كيف تحدث أو كيف نستطيع علاجها.

وحالياً، كشف باحثون من جامعة نيو ساوث ويلز New South Wales في أستراليا أن الفئران التي لا تملك مستقبلات للأندروجين (وهي مجموعة من الهرمونات الستيروئيدية مرتبطة بشكل شائع بالذكور مثل التستسترون) في أدمغتها، لن تطور متلازمة المبيض متعدد الكيسات. بينما إذا أُزِيلَت مستقبلات الأندروجين الموجودة في المبيض، ولايزال من الممكن تطوير المتلازمة.

على رغم وجود العديد من التشابهات بين الجهاز التناسلي عند الإنسان وعند الفئران، لاتزال الأدلة مبكرة فمن الممكن أن يكون الأطباء والعلماء قد ركزوا على الجزء الخاطئ من الحالة.

تقول الباحثة الرئيسية كيرستي والترز Kirsty Walters في بيان صحفي عبر البريد الإلكتروني: "لأول مرة تكون لدينا وجهة جديدة علينا أن نفكر من خلالها لنحاول تطوير علاجات تتناول سبب متلازمة المبيض متعدد الكيسات، وهو زيادة الأندروجين في المبيض وفي الدماغ أيضاً".

أدراك الباحثون في السابق وجود زيادة في الأندروجين تُعرف بفرط الأندروجينية ترتبط بحدوث المتلازمة ولكن كيفية ومكان عمل هذه الأندروجينات في الجسم كانا مفهومين بشكل ضعيف.

كتب الباحثون في الورقة البحثية: "فرط الأندروجينية هو الصفة الأكثر تمييزاً لمتلازمة المبيض متعدد الكيسات ولكنه من غير الواضح إن كانت زيادة الأندروجين -القابلة للعلاج- سبباً لهذه المتلازمة أو نتيجة لها".

ولتشكيل فكرة أوضح، شكّل الباحثون أربع مجموعات من الفئران


  • مجموعة شاهد من الفئران السليمة.
  • مجموعة من الفئران المُعدَّلة وراثياً بحيث لا تملك مستقبلات للأندوجين في أي مكان من جسمها.
  • ومجموعة عُدِّلَت بحيث تفتقد لمستقبلات الأندروجين في دماغها فقط.
  • وتفتقد المجموعة الأخيرة لمستقبلات الأندروجين في المبيضين.


ثم استخدم الفريق جرعة عالية من الأندروجين في محاولة لتحريض متلازمة المبيض متعدد الكيسات عند المجموعات الأربعة من الفئران.

كما توقع الباحثون، طورت المجموعة الأولى من الفئران هذه المتلازمة بينما لم تطورها المجموعات التي تفتقد مستقبلات الأندروجين بشكل كامل أو في أدمغتها فقط. وبشكل مثير، طورت الفئران التي تفتقد مستقبلات الأندروجين في المبيضين هذه المتلازمة ولكن بمعدل أقل من المجموعة الأولى الشاهدة. ويعني ذلك أن تأثير الأندروجين على المبيضين لا يمكن أن يكون السبب المفرد لهذه المتلازمة.

تشير النتائج إلى شيئين هامين هما: كان العلماء محقين بأن زيادة الأندروجين تفعّل المتلازمة وأن تأثير الأندروجين على الدماغ مهم في تطويرها. ويعني ذلك أيضاً أنه إن تمكنا من إيجاد طريقة لإيقاف زيادة الأندروجين هذه في الدماغ فإنها قد تكون إشارة لطريقة جديدة في علاج المتلازمة.

ويوضح الباحثون: "تُلقي هذه البيانات الضوء على الأهمية المُهمَلة سابقاً لتأثير الأندروجين، كهرمون ذي تأثير عصبي يعمل خارج المبيضين، على حدوث المتلازمة". ولنكون واضحين، أجريت هذه الدراسة على الفئران، ويجب تجربة هذه النتائج على البشر قبل تأكيد صحتها فيما يخص أجهزتنا التناسلية.

ولكن، لا زالت تلك الفكرة كبيرة؛ لأنه إلى الآن يتم توجيه كل التركيز على المبيضين في البحث عن طرق علاجية ووقائية فعالة ولم نحصل على الكثير من الحظ في هذا المجال.

على الرغم من أن الدراسة لاتزال حديثة ولكنها شكلت هدفا للبحث عند الباحثين ونأمل أن تؤدي إلى علاجات جديدة أكثر فاعلية لمن يعاني من هذه الحالة.

نُشِر البحث في المجلة الدورية PNAS.

 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات