حقوق الصورة: Unsplash/CC0 Public Domain
أدّت القيود المفروضة على السّفر والحجر المنزلي والتي أفرغت الشوارع وأوقفت الطائرات خلال الموجة الأولى من جائحة كورونا المستجد "Covid-19" إلى خفض انبعاثات الاحتباس الحراري وزيادة جودة الهواء.
في تعليق نُشر في 19 حزيران/يونيو في مجلة جول Joule، يقول خبراء الاقتصاد البيئي إن كورونا المستجد قد يبدو وكأنه "بطانة فضية" لتغيير المناخ على المدى القصير، ولكن على المدى الطويل من المرجح أن يضر بالمناخ بسبب قدرته على تأخير الاستثمارات في الطاقة النظيفة والابتكار.
يقول كينيث جلنغهام Kenneth Gillingham، أستاذ مساعد في الاقتصاد من جامعة ييل Yale University:
"إذا تأخّر التحول من تقنيات غير النظيفة إلى تقنياتٍ أنظف فستكون هنالك تداعيات خطيرة، ويمكن لبعض هذه التداعيات أن تفوق في تأثيرها تحسينات المدى القصير في نوعية جودة الهواء والانبعاثات التي نشهدها في جميع أنحاء العالم".
ويوضّح جلنغهام وزملاؤه أنه بعد الإغلاق في الولايات المتحدة، انخفض استهلاك الطاقة لوقود الطائرات والبنزين بنسبة %50 و%30 على التوالي، في حين انخفض استخدام الغاز الطبيعي بنسبة %20 تقريبًا، وأدى هذا الانخفاض إلى انخفاض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة %15.
وإذا استمرّ هذا الوضع، فإن الولايات المتحدة ستشهد أكبر انخفاضٍ سنويٍّ في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في التاريخ، وهو ما يفي تقريبًا بأهداف خفض الانبعاثات لعام 2025 والمحددة بموجب اتفاقية باريس.
ومع ذلك، فإن تأثير فيروس كورونا المستجد أعمق وأطول، حيث إن الاستثمارات الضخمة في ابتكارات الطاقة النظيفة لعبت دورًا في خفض تكلفة التقنيات الجديدة التي تُعتبر ضروريةً لتقليل الكربون في السنوات الأخيرة.
يقول جلنغهام: "ولكن إذا كنت كشركة تكافح فقط للبقاء على قيد الحياة، فأنت لن تنفق مبالغَ كبيرةً للاستثمار في الجيل القادم من التقنيات، فأنت تحاول فقط الوصول للغد".
وتظهر محاكاة الباحثين أنه إذا عاد نمط استهلاك الطاقة كما كان قبل الجائحة، فإن التأخير في استثمارات تكنولوجيا الطاقة النظيفة يمكن أن يؤدي إلى 2500 مليون طن إضافية من ثاني أكسيد الكربون من عام 2020 إلى عام 2035.
كما يمكن أن تؤدي ملوثات الهواء المحلية الإضافية إلى وفاة 7500 شخص في الفترة نفسها. ومع ذلك، يمكن أن تكون هذه الأزمة فرصةً جيدةً يمكن استغلالها وذلك متوقف على السياسة التي تتعامل بها الحكومات في مجال الطاقة.
يضيف جلنغهام: "شيء ما كنا نشهده في جميع أنحاء العالم مؤخراً وهو أن العديد من البلدان تفكر في إضافة عنصر أخضر أو عنصر التقنية النظيفة كجزءٍ هام من ملفات التعامل مع جائحة الفيروس، كما أن لتلك التقنيات فائدة قصيرة الأجل في المساعدة على تحفيز اقتصاد الدول".
على الرغم من أن بعض الآراء قد ترفض الإنفاق على التقنيات النظيفة بحجة أن الميزانيات ضيقة، يقول جلنغهام: "إنّه من الهام أيضًا التفكير على المدى الطويل، حيث نريد أن نتأكد من أننا نولي اهتمامًا للصحة العامة اليوم وفي السنوات العشر المقبلة، وكذلك من أجل أجيال القادمة".