روبوت يستمع للرجال والنساء لمعرفة كم من الوقت يتحدثون!

حان الوقت لارتداء قبعة التفكير الخاصة بك.

 

حقوق الصورة: أليس أوبيرج Alice Öberg


من الذي بوسعه ملاحظة الفروق بين تفاعل الرجل والمرأة والطفل؟ بالطبع، إنه الروبوت ذو القبعة المبطنة بالفرو. 

تهدف تجارب تستخدم رأساً روبوتياً يُدعى "قبعة الفرو Furhat"، إلى الكشف عن التباينات في مشاركة الناس عند عملهم في نشاط مشترك، ومعرفة ما إذا كان بإمكان الروبوت المساعدة في إعادة التوازن. وبينت النتائج أن المرأة عند اجتماعها مع امرأة أخرى فهي تتحدث أكثر مما لو اجتمعت مع رجل. ويتحدث الرجلان عند اجتماعهما بشكلٍ أقل من تحدث امرأتين عند اجتماعهما معاً. 

لكن هذا يقتصر فقط على البالغين. يقول غابرييل سكانتز Gabriel Skantze من المعهد الملكي للتكنولوجيا Royal Institute of Technology في ستوكهولم/ السويد، وهو أيضاً أحد مبدعي الروبوتات: "على نحو مثير للدهشة، لم ينطبق النمط نفسه على البنين والبنات. لم يُحدث الجنس فرقاً كبيراً على مقدار حديث الأطفال".

وتفاعل "قبعة الفرو" مع 540 زائراً في المتحف الوطني السويدي للعلوم والتكنولوجيا Swedish National Museum of Science and Technology على مدى تسعة أيام. حيث يجلس شخصان في نفس الوقت على طاولة تفاعلية تحتوي على شاشة تعمل باللمس ويقابلهم الروبوت. ويطلب من المشاركين أن يقوما بلعبة تتطلب فرز مجموعة من بطاقاتٍ لصور افتراضية، مثل ترتيب صور الاختراعات التاريخية بتسلسل زمني. 

عمل الناس مع الروبوت لمحاولة حل المهمة، وخلال هذا الوقت، قامت مجسات الروبوت بتعقب كم من الوقت تحدث كل شخص. ويقول سكانتر: "لقد تحول الأمر إلى فرصة رائعة لدراسة الفرق بين الرجال والنساء، والبالغين والأطفال".

تحدثت المجموعات الثنائية من النساء لما يقارب 45% من الوقت في المتوسط، مقابل 26% فقط للمجموعات الثنائية من الرجال. وبلغت النسبة 28% عند جمع الرجل مع المرأة، بحيث كان مقدار حديث كل منهما مساوياً للآخر. أما بالنسبة للأطفال، فلم يكن هناك فرق شاسع عند اختلاف الجنسين. 

إجراء المحادثات 


في الحالات التي كان الحديث فيها بين البالغين والأطفال، سيطر البالغ على الحوار. ولكن التفاوت الأكبر حدث عند حديث رجل بالغ مع طفلة أنثى، حيث تحدث الرجال أكثر من ضعفي حديث الفتيات.

عندما حان دور الروبوت في الحديث، تم اختيار سلوكه عشوائياً من بين أربعة خيارات، مثل توجيه سؤال إلى المتحدث المسيطر أو غير المسيطر، وهذا يلمح إلى الكيفية التي أثر فيها الروبوت على المحادثة. 

ويقول سكانتر: "عندما يوجه "قبعة الفرو" الحديث إلى الشخص الأقل سيطرة على الحديث، تكون احتمالية حديثهم أكبر. نريد استخدام هذه الفكرة بهدف جعل التفاعل مع الروبوت متساوياً".

وتم عرض البحث في مؤتمر حول التفاعل بين الإنسان والروبوت Human-Robot Interaction في فيينا، النمسا.

وتقول سارة ستروهكوب Sarah Strohkorb من جامعة ييل Yale University: "معظم الدراسات من هذا النوع يتم إجراؤها في المختبر، لذلك فإنه من المثير للاهتمام أن نرى النتائج في بيئة طبيعية أكثر. ومن ناحية أخرى، قد تتأثر النتائج بحقيقة أن التفاعل مع الروبوت لا يزال وضعاً غير طبيعي لمعظم الناس، وقد تختلف النتائج أيضاً بالنسبة للثقافات المختلفة".

وتقول ستروهكوب: "ولكن وجود روبوت قادر على التأثير بنجاح على سير المحادثات قد يكون له تطبيقات مفيدة، مثلاً في البيئات التعليمية. ومن المثير حقاً أن نرى الروبوتات تُستخدم للمساعدة في تحسين سلوكنا نحو الأفضل".

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات