محرك صاروخي مُنتج بالطباعة ثلاثية الأبعاد يسعى إلى تسجيل رقم قياسي في الطيران

توضح الصورة: الاختبار الناجح للنسخة الأخيرة من المحرك الصاروخي المُنتج باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد.


في إحدى أمسيات يوم الجمعة الحارة والمغبرة من شهر أيار/مايو، وصلت قافلة من خمسة سيارات محملة بطلاب جامعة كاليفورنيا، سان دييغو إلى موقع FAR في صحراء موهافي، وهو أرض ذات ملكية خاصة تبلغ مساحتها 10 فدانات تعود لشركة Friends of Amateur Rocketry المحدودة لاختبار الصواريخ وإطلاقها بأمان. وقد احتاج الأمر إلى محاولاتٍ ثلاث، ولكن مجموعة الطلاب من جامعة كاليفورنيا، سان دييغو، وهم منظمة "طلابٌ من أجل استكشاف وتطوير الفضاء" Students for the Exploration and Development of Space تمكنوا من اختبار الإصدار الأخير من محركهم المصنوع بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد بنجاح.

الآن أصبح المحرك جاهزاً، وسيُنهي الفريق عمله في بناء الصاروخ، ومن ثمّ سيُنقل إلى جمعية الصواريخ السابرة التجريبية التابعة للمنافسة في هندسة الصواريخ بين الجامعات، والتي ستجرى بين 25 و27 يونيو/حزيران 2015 في غرين ريفر. 

يقول دارين شارير Darren Charrier، وهو مدير أعمال SEDS وطالب هندسة في السنة الأولى في جامعة كاليفورنيا: "نحن على وشك تحطيم الرقم العالمي في إنجاز أطول تحليق بمحرك صاروخي مُنتج باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد، ونهدف إلى التحليق بصاروخنا على ارتفاع 10 آلاف قدم في الهواء، وقد راقبنا في الواقع الرقم القياسي الأول قبل بضعة أسابيع، عندما حلق محرك صاروخي مُنتج باستخدام الطباعة ثلاثية الأبعاد على ارتفاع 60 قدم في الهواء".

كانت شركة Bagaveev هي أول من حقق رقماً قياسياً في هذا المجال، وقد تبرعت بعد ذلك بـ 2600 دولار إلى حملة التمويل الصغير لـ SEDS. مولت GPI Prototypes، وهي شركة للطباعة ثلاثية الأبعاد في شيكاغو، محرك جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، وبعد ذلك طبعت المحرك، ويُساهم مركز مارشال لرحلات الفضاء التابع لناسا كذلك في تمويل SEDS حيث ساعد في تمويل صنع الاختبارات، ووراء كل من ناسا، وSEDS UCSD مجموعة كاملة من الممولين مثل لوكهيد مارتن، وXCOR، ومركز Gordon، وGantner للأجهزة، وغيرهم كثيرون. 

تواجد الطلاب في FAR للمرة الأولى في العام 2013 لاختبار Tri-D، وهو مشروع بحثي افتتاحي للفريق، وعادوا مجدداً بعد ذلك ببضعة أشهر قبل اختبار جامعة كاليفورنيا في سان دييغو للمحرك الصاروخي المُنتج بالطباعة الثلاثية "Vulcan-I"، حيث استمر الاختبار الأولي لـ Vulcan-I لحوالي خمس ثوانٍ فقط. 

ومن ثمَّ عاد الطلاب إلى FAR من جديد في مايو/أيار لتشغيل المحرك لمدة 15 ثانية، وهي الفترة الزمنية التي سيحرق خلالها المحرك الوقود أثناء الإقلاع. 

طالب يعمل على المحرك. المصدر: Credit: Erik Jepson/UC San Diego
طالب يعمل على المحرك. المصدر: Credit: Erik Jepson/UC San Diego

يقول شارير: "لقد كان التمديد الأخير للقيادة إلى FAR هو الأطول، حيث تطلب السفر إلى هناك خمس ساعات، وفي العادة يكون أطول من ذلك بالنسبة لأولئك الذين يجلبون معهم منصة الاختبار. إن حقيقة أن العديد من الطلاب يرغب في القيام بهذه الرحلة تشير إلى مدى هوسهم بالأمر".

ويتابع: "لم نكن جاهزين لاختبار المحرك إلا في الساعة الواحدة من ظهر يوم السبت، وحالما تم تنظيف المحرك ومعايرته، فقد احتجنا إلى مصدر إشعال، وكان ذلك المصدر عبارة عن كمية صغيرة من الوقود الصاروخي الصلب الموجودة في نهاية دعامة، وبدأ بالاشتعال عندما تم تعريضه إلى شحنة كهربائية. ولسوء الحظ فإن الاختبار الأول قد فشل بسبب أخطاء تشغيلية".

تطلبت عملية إعادة تعبئة الخزانات حوالي 2.5 ساعة، ولم يعمل مصدر الاشتعال في المحاولة الثانية للفريق. وفي الوقت الذي كانوا يبحثون فيه عن المشكلة، اكتشفوا أن الضغوط داخل نظام الاختبار الخاص بهم كانت مرتفعة جداً، وبذلك فقد كان الاختبار الثالث لـ Vulcan-I، والذي أُجري في الساعة السادسة مساءً، ساحراً تماماً، وفي مساء السبت نجح الفريق في تشغيل المحرك.

يصل طول المحرك إلى 10 إنش، ويزن حوالي 10 ليبرا، وهو مصمم لتوليد 750 ليبرا من الدفع، ومصنوع من خليطة عالية التحلل.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

اترك تعليقاً () تعليقات