صوفيا تبدأ أربع سنوات من الرصد!

ينطلق المرصد الستراتوسفيري لعلم الفلك بالأشعة تحت الحمراء والتابع لناسا، والذي يُعرف اختصاراً باسم صوفيا SOFIA نحو عمله من بالم دايل، كاليفورنيا عند غروب الشمس. صوفيا هي شراكة بين ناسا ومركز الفضاء الألماني.


ملكية الصورة: NASA / Greg Perryman


شهد الثالث من فبراير/شباط من العام الجاري انطلاق السنة الرابعة للرحلات الجوية العلمية التي تقوم بها ناسا عبر التيليسكوب (الطائر) المحمول بوساطة طائرة Boeing 747 sp المعدلة بتقنيات عالية، والذي يدعى اختصاراً SOFIA (أي المرصد الستراتوسفيري لعلم الفلك بالأشعة تحت الحمراء).


تُعرف مدة عمل هذه الرحلة بـ”الدورة 4” وهي فترة مراقبة طويلة وستستمر لسنة واحدة، إذ ينوي مرصد SOFIA القيام بـ106 من الرحلات العلمية من الآن وحتى نهاية كانون الثاني/يناير لعام2017.

تقول باميلا ماركوم Pamela Marcum العالمة في مشروع SOFIA: "سيقوم برنامج الدورة 4 بـ550 ساعة من الرصد". وأضافت: "ستتم دراسة الأجسام بتوسيع نطاق المواضيع الفلكية الذي يتضمن الكواكب والأقمار والمذنبات في مجموعتنا الشمسية، والتي تشكل النجوم والكواكب والكواكب خارج المجموعة الشمسية ونشوء الأنظمة الكوكبية والبيئة والكيمياء بين النجمية ونواة مجرة درب التبانة والمجرات القريبة المستقرة والنشطة منها".


تقوم معدات SOFIA برصد طاقة الأشعة تحت الحمراء، وهي جزء من الطيف الكهرومغناطيسي الذي يتضمن الضوء المرئي والأشعة السينية والموجات الراديوية وغيرها. إذ تصدر العديد من الأجرام الفضائية معظم طاقتها في أطوال موجية تحت الحمراء، على سبيل المثال النجوم الوليدة، وهذه الطاقة غير قابلة للرصد في الضوء المرئي العادي، كما أن سحب الغاز والغبار الفضائية قد تحجب جسيمات الضوء المرئي، ولكنها تسمح للأشعة تحت الحمراء بالوصول للأرض. في كلتا الحالتين، يتم رصد الأجرام الفلكية المهمة باستخدام تقنيات مثل SOFIA.

و قال إريك يونغ Erick Young مدير عمليات مهمة SOFIA واصفاً الأبحاث العلمية التي أجريت في رحلة الدورة الرابعة الافتتاحية: "خلال رحلة الثالث من شباط/فبراير، تراوحت الأجرام المرصودة بين نظام كوكبي فتي يدور حول نجم النسر الواقع Vega المرئي للعين المجردة والذي يبعد عنا مسافة 25 سنة ضوئية، وبين نجم وليد على بعد 1500 سنة ضوئية في منطقة تشكل نجم الصياد Orion. وأضاف: "لقد رصدنا أيضاً ثقباً أسود هائل الكتلة مخفياً خلف سحب الغبار الكثيفة في مركز المجرة على بعد 170 مليون سنة ضوئية".


تمكن علماء من جامعة جورجيا وجامعة أريزونا وجامعة تكساس بولاية سان أنطونيو والمعهد العلمي للتيليسكوب الفضائي في بيلتمور ومعاونيهم في المعاهد العلمية في الولايات المتحدة وأوروبا، من الحصول على معطيات باستخدام كاميرا الأشعة تحت الحمراء الخاصة بالجسيمات الخافتة التابعة لمرصد SOFIA (اختصاراً FORCAST) والمحمولة على تيليسكوب SOFIA للتصوير والرصد الطيفي خلال الرحلة.


يتوجه مرصد SOFIA لاحقاً خلال برنامج الدورة الرابعة إلى نصف الكرة الجنوبي لمدة 7 أسابيع خلال شهري حزيران/يونيو وتموز/يوليو 2016 مع 24 رحلة علمية تنطلق من قاعدة Christchurch في نيوزلندا، إذ سيتمكن العلماء من رصد مناطق مهمة مثل مركز المجرة وأجزاء من مجرة درب التبانة من الصعب رصدها أو أنها غير واضحة في نصف الكرة الشمالي.


سيتم خلال الجزء الأخير من الدورة الرابعة إضافة الكاميرا عالية الدقة ذات النطاق العريض الخاصة بالأشعة تحت الحمراء البعيدة والمحمولة جواً (اختصاراً HAWC+) إلى مجموعة معدات مرصد SOFIA التي تتضمن سبع كاميرات ومنظاراً طيفياً ومقياس الفوتونات عالية السرعة.


ستساهم الصور التي ستتيحها كاميرا HAWC+ ومصفوفات الكاشف عالية التقنية والقابلية للترقية بإمكانية إجراء أبحاث فيزياء فلكية على نطاق واسع، وذلك يتضمن القدرة الكبيرة والفريدة لرسم الحقول المغناطيسية في السحب الجزيئية.


SOFIA هو مشروع مشترك بين ناسا والمركز الألماني للفضاء الجوي DLR. يدير مشروع SOFIA مركز Ames التابع لـ ناسا في حقل موفيت بولاية كاليفورنيا.


يوجد المطار في منشأة مركز أرمسترونغ للأبحاث الفضائية-الجوية في مدينة بالمدال بولاية كاليفورنيا. يدير مركز Ames عمليات ومهمات SOFIA العلمية بالاشتراك مع اتحاد جامعات بحوث الفضاء USRA الموجود في مدينة ميريلاند بولاية كولومبيا ومعهد SOFIA الألماني DSI في جامعة شتوتغارت.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات