بابا نويل يُقدم هدية للسماء

يتزايد لمعان المذنب لوفجوي بشكلٍ أسرع من المتوقع؛ مما يسمح لك بمشاهدته بنفسك في فصل الأعياد.

 

تماماً في وقت الأعياد، ستُقدم السماء هدية كونية خاصة: مذنباً لامعاً، وربما لم يقم بزيارة الجزء الداخلي من نظامنا الشمسي منذ حوالي 12000 عام تقريباً.

 

يزداد لمعان المذنب لوفجوي (C/2014 Q2)، المكتشف في أوغست الماضي، بسرعة ليُصبح مرئياً للعين المجردة أثناء تحركه منطلقاً من أعماق السماء الجنوبية إلى مواقع رصد رئيسية للراصدين في النصف الشمالي من الكرة الأرضية.

 

يُقدم هذا المذنب حقيقةً عرضاً مناسباً لأعياد الميلاد؛ إذ سيتوهج بلونٍ أخضر والفضل في ذلك يعود إلى الجزيئات التي تتوهج عندما تصطدم مع الرياح الشمسية.

 

اُكتشف هذا الزائر الجليدي للجزء الداخلي من النظام الشمسي من قبل الشخص الذي يحمل اسمه – تيري لوفجوي (Terry Lovejoy) وهو فلكي استرالي يستخدم تلسكوب عادي وبمرآة 8 انش فقط؛ حيث قام لوفجوي باصطياد المذنب عندما كان قدره 15 فقط.

 

لم يتنبأ أحد بإمكانية أن يُصبح المذنب مرئياً للعين المجردة إلا في أواخر الشهر الأول وبدايات الشهر الثاني من عام 2015؛ لكن قد يكون من الصعب التنبؤ بسلوك هذا المذنب –خصوصاً مع وجود نشاط سطحي عشوائي ويزداد جراء التسخين والانصهار مع اقتراب المذنب من الشمس أثناء دورانه؛ إذ أن لمعان المذنب قد ازداد بعاملٍ تجاوز مئات الأضعاف منذ الصيف الماضي.

 

في الحقيقة، يذكر بعض الراصدين في نصف الكرة الجنوبي بأن لهذا المذنب الآن قدرٌ يبلغ 6، ما يعني أنه وصل تقنياً إلى مستويات المشاهدة بالعين المجردة؛ ومن السهل الآن استهدافه بالمناظير التي ستُرينا كرة ضبابية واضحة.

 

إذا ما استمر المذنب لوفجوي على مسار لمعانه الحالي، يقول الفلكيون بأنه قد تصل قيمة قدره إلى مستوى مرتفع ويبلغ 4.1 في أواسط يناير القادم، ما سيجعله بالكاد مرئياً بالنسبة للعين المجردة عند النظر إليه من ضواحي المدن الملوثة ضوئياً.

 

في 21 ديسمبر وعلى الانترنت (online comet-observing forum)، ذكر راصدو المذنب، باستخدام المناظير الكبيرة وتحت سماوات مظلمة، أنهم شاهدوا إشارة على وجود ذيل خافت جداً ويمتد على طول حوالي 5 إلى 6 درجات انطلاقاً من ذؤابة المذنب –السحابة الضبابية الموجودة حول الجسم الرئيسي –وهذا الطول مكافئ لحجم يساوي عشرة أضعاف قرص القمر المكتمل في السماء –إذا ما وُضعت هذه الأقراص جنباً إلى جنب.

 

من أجل مشاهدة مسار المذنب لوفجوي في السماء، يُمكنك مشاهدة هذا المخطط البياني الجميل (http://goo.gl/CGT6S7).

 

من أجل القيام بتصوير الذيل بنفسك، عليك أولاً الاستعانة بتقنية تَستخدم الرؤية المحيطية للحصول على تفاصيل جسم ما خافت؛ لكن هناك أمل بأنه سيكون من السهل علينا مشاهدته في السماء أثناء فترة عطلة العام الجديد.

 

شاهد بنفسك

أفضل طريقة لإلقاء نظرة على المذنب خلال أسبوع عيد الميلاد هي استخدام المناظير أثناء تحرك المذنب عبر الكوكبة الجنوبية الحمامة (Columba)، الموجودة عند درجة ثلاثين جنوب كوكبة أورايون.

 

انتظر حتى وقتٍ متأخر من الليل –بالقرب من منتصف الليل أو بعده بالتوقيت المحلي –حتى يظهر المذنب في السماء الجنوبية الشرقية وبعيداً عن الأفق الضبابي؛ ومن أجل مساعدتك في هذه المطاردة أثناء يوم الميلاد، سيمر المذنب عند درجة 18 أسفل يمين أكثر نجوم السماء لمعانا –نجم سيريوس (الشعرى اليمانية)؛ والمسافة الفاصلة بينهما في السماء مساوية لتلك الفاصلة بين قبضتين إذا ما وضعتا جنباً إلى جنب.

 

أيضاً، يجب ألا تفوت فرصة التقاط الصور الجميلة مع استمرار المذنب لوفجوي بالتسلق عالياً في السماء الشمالية.

 

في 28 و29 ديسمبر، سيظهر المذنب مع العنقود النجمي الكروي والمذهل ميسيه 79 الموجود في كوكبة الأرنب (Lepus).

 

عند التفكير بالأمر، من المذهل حقاً أن تتمتع هذه المدينة النجمية الواقعة على بعد 40000 سنة ضوئية من الأرض بقدرٍ ولمعان مكافئ للمذنب لوفجوي الذي يبعد عنا 4.4 دقيقة ضوئية فقط.

 

ما رأيكم بالمقال أصدقائنا! شاركونا الرأي...

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات