استطلاع يجد أن الخيال العلمي أحد العوامل العديدة التي تؤثر على الآراء حول تقنية الذكاء الصنعي

حقوق الصورة : Peter Bothum, University of Delaware.


لعقود من الزمان، ساهمت هوليوود في زيادة مخاوفنا من أن الذكاء الصنعي يمكن أن يسيطر علينا يومًا ما أو حتى يمحو البشرية.

لا سيما في عام 2001 بشخصية الحاسب HAL في سلسلة Space Odyssey وSkynet in The Terminator.

ولكن كان ذلك في السابق، أما اليوم، لدينا أنظمة ذكاء صنعي أكثر لطفًا وواقعيةً مثل Siri الخاص بـ iPhone و Alexa الخاص بـ Amazon، ووفقًا لاستطلاع جديدٍ أشرف عليه فريقٌ من باحثي جامعة ديلاوير Delaware، فإن الكثير منا أكثر سعادةَ لتضمين هذه التكنولوجيا في حياتنا اليومية.

تظهر نتائج الاستطلاع أن ما يقارب نصف الأمريكيين يقولون إنهم يستخدمون مساعدًا شخصيًا يُنشَط صوتيًا مثل Siri أو Alexa، ومن المرجح بشكل خاص أن يدعم أولئك الذين يستخدمون مثل هؤلاء المساعدين تطوير الذكاء الصنعي بنسبة 63% والتمويل العام للبحوث المتعلقة به بنسبة 46%، بينما أولئك الذين لا يستخدمون هذه الخدمات يظهرون دعمًا أقل بنسبة 51% و37% على التوالي. علاوةً على ذلك، من المرجح أن يرى الأشخاص الذين يستخدمون المساعدين الصوتيين خاصةَ أن للذكاء الصنعي تأثيراتٍ إيجابيةً على المجتمع وأن يشعروا بالتفاؤل حيال هذه التكنولوجيا.

قال بول بروير Paul Brewer، أستاذ الاتصالات في جامعة UD، وهو أحد المؤلفين المشاركين في الدراسة: "يستخدم المزيد والمزيد من الأمريكيين المساعدين الشخصيين في حياتهم اليومية، وقد يساعد ذلك في تمهيد الطريق لقبول أوسع للذكاء الصنعي. يدعم الأشخاص الذين يتحدثون إلى Siri أو Alexa بشكل خاص الذكاء الصنعي بشكل عام".

بالنسبة للدراسة التي مولتها منحةٌ من مؤسسة تشارلز كوخ Charles Koch Foundation، فقد أجرى المركز الوطني لبحوث الرأي الاستطلاع بين 17 و27 مارس/آذار 2020، بمقابلة عينةٍ مباشرةٍ عبر الإنترنت على المستوى الوطني من أصل 1900 شخصٍ من البالغين المقيمين في الولايات المتحدة خلال اجتماع AmeriSpeak التابعة لـNORC، ورُجِحت النتائج حسب العمر والجنس والتعليم والعرق/الإثنية وحيازة السكن وحالة الهاتف والتعداد السكاني لتعكس قيم السكان في الولايات المتحدة.

وجد الاستطلاع أن 67% من الأمريكيين الذين يشاهدون بشكلٍ متكررٍ برامجَ وأفلام الخيال العلمي يعتقدون أنه يجب علينا بذل المزيد من الجهد لتطوير الذكاء الصنعي، وفي الوقت نفسه يفضّل 55% من أولئك الذين لا يشاهدون الخيال العلمي تطوير تكنولوجيا الذكاء الصنعي، ومن المرجح أيضًا أن يقول مشاهدو الخيال العلمي المتحمسون أن الذكاء الصنعي سيفيد المجتمع بدلًا من إلحاق الضرر به.

قال بروير: "وجدنا أن عشاق الخيال العلمي يفضلون بشكل خاص تطوير تكنولوجيا الذكاء الصنعي، وهو أمرٌ رائعٌ خصوصًا عندما تفكر في كيفية تصوير الذكاء الصنعي بشكلٍ سلبي في أفلام الخيال العلمي".

ومع ذلك، أظهر الاستطلاع أن الاستخدام الأوسع لتكنولوجيا الذكاء الصنعي لم يُترجم بالضرورة إلى اللغات المعتادة، إذ أشار معظم الأمريكيين إلى معرفةٍ طفيفة بالذكاء الصنعي؛ قال ما يقرب من الربع 27% إنهم سمعوا الكثير عن الذكاء الصنعي، بينما قال أكثر من النصف 59% إنهم بالكاد سمعوا عنه، أما الـ 13% المتبقين فلم يسمعوا شيئًا عن الذكاء الصنعي.

تشير نتائج الاستطلاع إلى أن الأمريكيين يريدون خبراء غير سياسيين لإدارة الذكاء الصنعي؛ يثق الجمهور بالخبراء في الجامعات وشركات التكنولوجيا والجيش للتعامل مع الذكاء الصنعي، لكنهم لا يثقون في الحكومة الفيدرالية، فقد قال ما يقرب من ثلاثة أرباع الأمريكيين 73% إنهم يثقون في الباحثين الجامعيين بقدرٍ كبيرٍ أو معقولٍ عندما يتعلق الأمر بتطوير واستخدام الذكاء الصنعي، وتثق الغالبية أيضًا في شركات التكنولوجيا بنسبة 61% والجيش الأمريكي بنسبة 60% لتطوير واستخدام الذكاء الصنعي، ومع ذلك، فإن 35% فقط من الأمريكيين يثقون بالحكومة في واشنطن للقيام بذلك.

قال بروير: "إن انعدام الثقة الكبير في الحكومة ملحوظ، بشكل يتناقض مع دعم القانون؛ أعتقد بأن هذا يعكس وجود عدم ثقة أكبر في الحكومة بين الأشخاص التقليديين المناهضين للحكومة والمعارضين لترامب".

يرى المؤلف المشارك ديفيد ويلسون David Wilson، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، بأنه عندما يتعلق الأمر بالثقة في الذكاء الصنعي، ربما يحتاج الجمهور إلى المزيد من الأسئلة المحددة حول من وكيف ولماذا.

قال ويلسون: "تعكس هذه المخاوف مستوًى من عدم الثقة، ولكنها تعكس أيضًا رغبةً في رؤية المزيد من استخدام الذكاء الصنعي، هذه التوترات هي التي تجعل الذكاء الصنعي سياسيًا بشكل أساسي، ومع تقدم التكنولوجيا، يجب على الباحثين الاستمرار في مراقبة المواقف العامة".

هناك بعض الخلافات الحزبية، ولكن لا يبدو أن القضية مستقطبةٌ بشكلٍ حاد في الوقت الحالي، على عكس تغير المناخ على سبيل المثال، أو الآن COVID، وقال بروير إن هذا منطقيٌّ بالنظر إلى عدم وجود انقسام حاد وواضح بين القادة الجمهوريين والديمقراطيين بشأن هذه القضية.

لكن في حين أن هذه الدراسة تستخرج بعض المناطق النموذجية -مثل الانقسامات الحزبية والفجوات بين الجنسين- فإنها أيضًا تفتح آفاقًا جديدة بسبب تركيزها على المحددات المختلفة للرسائل السياسية، كما قال ويلسون.

وأضاف: "لم ننظر فقط إلى القضايا المتعلقة بالثقة والدعم العام أو المعارضة، ولكننا اختبرنا مدى أهمية تأطير الذكاء الصنعي فيما يتعلق بالصور المخيفة أو اللطيفة؛ تساعدنا هذه الأنواع من الابتكارات على التنبؤ بشكلٍ أفضل بكيفية سد الأفراد للفجوات المعرفية حول الذكاء الصنعي، عندما لا يكون لديهم مواقف قوية".

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات