لأول مرة: تجرى عمليتا زرع وجه على شخص واحد

يظهر البروفيسور في الطب الفرنسي لورينت لانتيري Laurent Lantieri الأخصائي في زراعة اليد والوجه وبجواره شاشة تعرض خطوات مختلفة من العملية الجراحية التي أجراها على مريضه جيروم هامون Jerome Hamon. 

كيفن لوريا Kevin Loria. 18 أبريل/نيسان 2018 ، الساعة 6:58 صباحًا


جيروم هامون من فرنسا هو أول شخص في العالم تُجرى له عملية زراعة وجه ثانية، وهو الأمر الذي دفع وسائل الإعلام الفرنسية إلى الإشارة إليه على أنّه "الرجل ذو الوجوه الثلاثة"، وكان لا بدَّ من استبدال أول عملية زرع أجريت لهامون عندما بدأ جسمه برفض الوجه الجديد بعد ست سنوات من زرعه. تترافق عمليات زرع الأعضاء غالبًا مع خطر إبداء الجهاز المناعي ردة فعل لها، ولحسن الحظ يبدو أنَّ عملية زراعة الوجه الثانية لهامون كانت ناجحة حتى الآن.
 

حصل الفرنسي جيروم هامون على وجهه الثالث في وقتٍ سابق من هذا العام، وبدأت عملية الزرع في وقتٍ مبكر بعد ظهر يوم 15 كانون الثاني/يناير وانتهت في صباح اليوم التالي وذلك وفقًا للتقرير الصادر من مشفى جورج بومبيدو Georges Pompidou hospital في باريس Paris حيث أُجريت العملية.
 

لكن بدايةً احتاج هامون إلى عملية استبدال لكل الدم في جسده، كان هذا الإجراء الذي دام شهرًا ضروريًا حتى يتمكن الأطباء من إزالة الأجسام المضادة التي يمكن أن تسبب رفض جسمه للوجه المزروع. وإنها لسابقة طبية أن يُجرى للمريض عملية زرع وجه ثانية حيث تجيب عن سؤال مهم حول ما إذا كان زرع الوجه للمرة الثانية أمرًا ممكنًا أم لا، تفشل العديد من عمليات زرع الأعضاء بعد أن يتسبب شيء ما برفض الجسم للأعضاء بعد فترة زمنية معينة، والآن نعلم أنه عندما يحدث ذلك مع الوجه فمن الممكن أن يحصل المريض مرة أخرى على وجهٍ جديدٍ.
 

أُجريت أول عملية زراعة للوجه في فرنسا عام 2005، وفي عام 2010 حصل هامون وهو في الثلاثينيات من عمره على وجهه الثاني عبر عملية جراحية أجراها الدكتور لورينت لانتيري في مستشفى جورج بومبيدو، يعاني هامون من مرض وراثي شوّه وجهه بالأورام، وتلقى هامون أول عملية زرع بفضل متبرع يبلغ من العمر 63 عامًا.
 

يرافق أي عملية زرع الخطر في أن يتعرف الجهاز المناعي على الجسم الغريب ويتفاعل معه، ولكن ساعدت الأدوية المثبطة للمناعة في منع حدوث ذلك، ووافق جسده على الوجه الجديد. ولكن في عام 2015 أصيب هامون بنزلة برد، فوصف له طبيب أدوية تداخلت مع الأدوية المضادة للرفض التي كان يتناولها، وفي عام 2016 بدأت تظهر علامات الرفض.


بحلول تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2017 بدأت الأنسجة بالموت على وجهه، ولهذا السبب أزالها البروفيسور لانتيري، خلال الأشهر اللاحقة دخل هامون في حالة وصفها لانتيري لـ Associated Press بـ"السائر الميت"، لم يكن لهومان آذان ولا جفون ولا بشرة و بالكاد استطاع أن يسمع ولم يستطع أن يتحدث أو يأكل.


يقول لانتيري لـ Associated Press: "إذا لم تمتلك جلد فستُصاب بالأخماج، كنا قلقين للغاية بشأن إمكانية حدوث رفضٍ جديد"، وبعد ذلك وبفضل متبرعٍ جديد موافق لهومان توفر وجهٌ جديد لإجراء عملية الزرع، ولحسن الحظ بعد أشهر من التحضير وساعاتٍ في الجراحة انتُزِع الوجه الجديد. ومع أنه لم يتماشَ تمامًا مع جمجمته ولكن هذا الأمر سيحدث مع مرور الوقت.
 

ولكن في الوقت الراهن يقول هامون أنّ حالته جيدة، وقد أمضى عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة في بريتاني Brittany الواقعة في شمال غرب فرنسا، وصفته وسائل الإعلام الفرنسية بـ"الرجل ذي الوجوه الثلاثة"، وقالت Associated Press في التلفزيون الفرنسي نقلًا عن هامون بأنّه يشعر وكأنَّه فقد عدة عقود من عمره، حيث يقول: "عمري 43 عامًا، وعمر المتبرع 22، وبذلك أصبحت أصغر بـ 20 عامًا".

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات