الداء الذي أودى بحياة ملايين البشر خنقاً.. يوم داء السل العالمي

يهدفُ اليوم العالمي للسل في 24 آذار/مارس لتعزيز الوعي حول وباء السل، وزيادة الجهود المبذولة للقضاء على هذا المرض من خلال تشجيع قادة العالم على تحسينِ قدرةِ الأفراد على الوصول لوسائل العلاج والوقاية من المرض، فما هو داء السل وكيف يتنشر؟


يُعدُّ السل Tuberculosis واختصاراً (TB) من الأمراضِ المُعْدِيَة شديدةِ الخطورة، إذ ينتقلُ من شخصٍ لآخر عن طريق الرّذاذِ المتطايرِ في الهواء أثناءَ السعالِ والعطاس.

يصيبُ السل الرئتين عادةً، ويمكن أن يصيبَ أعضاءً أخرى كالدماغ والعمود الفقري، وفي جميع الحالات؛ تكون جراثيم المُتفطِّرة السّليّة Mycobacterium tuberculosis العامل المتهم في إحداث المرض.

كان السل سبباً أساسياً للوفاة في الولايات المتحدة في القرن العشرين، أما الآن فإنَّ معظمَ حالاتِ السل تُعالَج بالمضادات الحيوية antibiotics التي تحتاجُ وقتاً طويلاً (6 إلى 9 أشهر على الأقل) لتحقيق الشفاء.

هل الإصابةُ بالسل مقترنةٌ دوماً بظهور المرض؟

لا تعني إصابتُك بالسل أنك سمترض حتماً، ويعود ذلك لوجود نمطين للمرض:

1- النمط الكامن غيرُ المُعدي Latent TB: تتواجد الجراثيم المُمرِضَة في جسمك، لكن جهازك المناعي يمنعها من الانتشار؛ وبالتالي ليس لديك أعراض المرض، ومن المهمِّ علاجُ هذا النمط لإمكانية تحوُّلِهِ إلى النمطِ الفعّال المترافق مع أعراض المرض.

2- النمط النشط المُعدي Active TB: يرجع سبب إصابة البالغين بهذا النمط في 90% من الحالات إلى الإصابة بالنمط الكامن، وهنا تظهرُ علاماتُ وأعراضُ المرض بسبب تضاعُف الجراثيم في الجسم.

تشمل هذه الأعراض والعلامات ما يلي:

1- السعال لمدة 3 أو 4 أسابيع.
2- السعال المصحوب بدم أو مخاط.
3- قُشعريرة، وتعرُّق ليلي، وحمّى.
4- فقدان شهية، وفقدان الوزن غير المقصود.
5- ألمٌ في الصدر، أو ألمٌ أثناء التنفس أو السعال.

وتتغير الأعراضُ تبعاً لمكان الإصابة، فعند إصابة العمود الفقري يكون ألمُ الظهر العرضَ الأساسيّ.

ماهي عوامل الخطورة للإصابة بالمرض؟

1- ضعف الجهاز المناعي: كما في حالة سوءِ التغذية، والإصابةِ بداءِ السكري، وأنواعٍ معيّنة من السرطان، ولدى استعمال بعض الأدوية لعلاج التهاب المفاصل الروماتويدي، وداء كرون، والصدفية، وغيرها من الحالات.

2- السفر إلى مناطق موبوءة، أو العيش فيها: إذ تشهدُ بعض المناطق معدلات مرتفعة للإصابة بالسل مثل: روسيا، أميريكا اللاتينية.

3- الاحتكاك مع أشخاص مصابين بالسل: في حالِ العمل ضِمن مراكز الرعاية الصحية، أو دور المُسنِّين، أو السّجون، أو الملاجئ.

4- عوامل أخرى: كتعاطي المخدرات، والمواد الكحوليَّة المُفرطة، كما أنَّ تعاطي التبغ يزيدُ بشدةٍ من خطر الإصابة بالسل.

كيف تتم الوقاية من المرض؟

- إذا كنت مصاباً بعدوى كامِنة، يجب عليك تناول أدويتك بالكامل لمنع تحول العدوى الكامنة إلى نشطة.

- إذا كنت مصاباً بداء السل النشط، فعليك أن تقلِّلَ من الاحتكاك والتلامس مع الأخرين، كما يجب عليك تغطيةُ فمِك عندَ الضّحك أو السُّعال أو العطاس. من الضروري ارتداءُ كِمامة خلال الأسابيعِ الأولى من العلاج في حال تواجدِك مع أشخاصٍ آخرين.

- في حال سفرِك إلى مناطق تشيعُ فيها الإصابة بالسل، يتوجب عليك تجنُّب قضاءِ الكثير من الوقت في الأماكن المزدحمة التي قد تحوي أفراداً مصابين.

هل يوجد لقاحٌ فعّالٌ للسل؟

لا تزالُ العديد من لقاحات السل في مراحل التطوير والتجريب، يتم تطعيم الأطفال في البلدان التي يشيع فيها مرض السل بلقاحٍ يدعى لقاح عصيّة كالمت غيران Bacillus Calmette–Guérin، واختصاراً يدعى لقاح BCG.

لا ينصحُ الأطباءُ في الولايات المتحدة باستخدام لقاح BCG في جميع الحالات لأنَّه ليس فعالاً جداً لدى البالغين، بل يوصون به فقط للأطفال الذين يعيشون مع شخصٍ لديه عدوى نشطة ولايمكنه تناول الأدية، أو لديه سلالةٌ جرثوميةٌ شديدةُ المقاومةِ على الأدوية.

ماهي مضاعفات المرض في حال عدم علاجه؟

قد يكون السل قاتلاً، وقد يُسبِّبُ العديد من المضاغفات الخطيرة... أبرزها:
1- تلف الرئة.
2- تلف المفاضل
3- تلف العظام، النّخاع الشوكي، الدّماغ، والعقد اللمفويَّة.
4- مشاكل في الكبد والكلى.
5- التهاب النسج حول القلب.

نظراً لخطورة هذا المرض وإمكانيّة إحداثه للوفاة، يجب علينا جميعاً الإسهامُ بنشرِ الوعي في هذا اليوم من خلال ما يلي:

- القراءة عن المشاهير الذين أصيبوا بالمرض، ومنهم إليانور روزفلت، جورج أورويل، نيلسون مانديلا، وغيرهم الكثير.

- يمكنُك أيضاً تعزيزُ معلوماتك حول مرض السل من خلال مشاهدة فيلمٍ وثائقيٍّ بعنوان: الوباء المنسي The Forgotten plague.

وبهذه الطريقة نصبح أكثر إدراكاً لخطورة هذا الداء، وأكثر فعالية في الحد من انتشاره.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات