اليمن يتأهب لاستقبال إعصار جديد

التُقطت هذه الصورة في التاسع من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2015

للمرة الثانية خلال أسبوع واحد، تحرّك إعصارٌ ضخم باتجاه الخليج العربي نحو شواطئ اليمن، ويُعدّ تعرّض منطقة ما لإعصارٍ أو عاصفةٍ مرتين خلال أسبوع واحدٍ أمراً نادر الحدوث، ناهيك عن أن تعرّض منطقة واحدة في الشرق الأوسط لعاصفتين هو في حدّ ذاته حادثة غير مسبوقة، إذ لم تُسجّل في منطقة الخليج العربي سوى ثلاثة أعاصير خلال العقود الستة الماضية. 

كانت عاصفة ميغ Megh قد ضربت بالفعل جزيرة سقطرى الواقعة بالقرب من الشواطئ اليمنية في بحر العرب، حيث عبرت الجزيرة في الثامن من نوفمبر/ تشرين الثاني 2015 مع رياح وصلت سرعتها إلى حوالي 125 ميل في الساعة (200 كيلومتر في الساعة). هذا وكانت الأرصاد الجوية التابعة للبحرية الأمريكية تنبأت بأن ميغ سيبلغ اليابسة قرب مدينة عدن في العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني، أي أمس، وقد حصل، إذ تحوّل الإعصار إلى عاصفة استوائية أدت إلى هُطول كمياتٍ غزيرة من الأمطار على المنطقة الصحراوية. من الجدير بالذكر أن الهطول الغزير للأمطار خلال الأسبوع الماضي أدى إلى حدوث فيضانات واسعة في المناطق الوسطى والشرقية من اليمن. 

في هذا الشأن قال أماتو إيفان Amato Evan، عالم المناخ في معهد سكريبس لعلوم المحيطات Scripps Institution of Oceanography: "بينما تُعدّ الأعاصير الاستوائية أمراً شائعاً في منطقة بحر العرب في الفترة التي تعقُب فترة الرياح الموسمية في الخريف، إلا أننا لم نُسجّل في السابق حدوث إعصارين معاً بنفس الفترة في هذا الوقت من العام. أما الأمر الذي قد يكون أكثر إدهاشاً فهو أنه من بين جميع الأعاصير التي تشكّلت أثناء هذا الوقت من كل عام في هذه المنطقة، لم يكن أيّ منها إعصاراً موسمياً ضخماً (أي ذلك الذي يُصنّف ضمن الفئة الأولى على مقياس قوة الأعاصير)."

استطاعت أداة التصوير الإشعاعي بواسطة الأشعة تحت الحمراء المرئية Visible Infrared Imaging Radiometer Suite التي تُعرف اختصاراً بـ VIRS والمُثبّتة على القمر الاصطناعي ساومي أن أن بي Suomi NPP التقاط هذه الصورة لإعصار ميغ في خليج عدن الضيق في تمام الساعة 2:05 مساءً حسب التوقيت المحلي (10:05 حسب التوقيت العالمي) في التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني، 2015. في ذلك الوقت وصلت سرعة الرياح المرافقة للإعصار إلى ما يقارب 75 عقدة (85 ميلاً في الساعة، أي ما يُعادل 140 كم في الساعة). 

تجاوزت درجات حرارة المياه في بحر العرب والجزء الشمالي الغربي من المحيط الهندي حسبما أشارت مصادر عدة المعدل الطبيعي لها بشكل ملحوظ لتُسجّل رقماً قياسياً أثناء هبوب إعصار تشابالا Chepala على المنطقة في الأسبوع الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2015. وبعد أسبوعٍ واحدٍ أصبحت المياه أكثر برودة إلى حد ما لأن إعصار تشابالا عمل على تحريك سطح البحر مُفسحاً المجال لبعض مياه القاع بالصعود، ومن ثم كان من المفترض أن يعمل مزيح المياه الباردة مع الرياح الجافة القادمة من القرن الإفريقي والخليج العربي على إضعاف قوة إعصار ميغ، إلا أن ذلك لم يضعف شدة الهطول.

ويُشير إيفان إلى أن تطور درجة كل من تشابالا وميغ كان على الأرجح بِفعل ضعف انكسار الرياح wind shear،نكسار الرياح هو الاختلاف في سرعة الرياح واتجاهها عبر مسافة قصيرة نسبياً في الغلاف الجوي) وهي التي عادة ما تُعيق تشكّل العواصف الموسمية. هذا وقد أشار إيفان وزملاؤه في بحثٍ لهم نُشِر عام 2011 إلى أن زيادة تلوّث الهواء، خصوصاً مع تضاعف الزيادة في نسبة جزيئات الهباء الجوي (الهباء الجوي هو عبارة عن الجزيئات الصلبة أو السائلة الموجودة في الهواء أو غيره من الغازات) في الجو بنحو ستة أضعاف فوق المنطقة الشمالية من المحيط الهندي والتي أدت على الأرجح إلى تقليل انكسار الرياح العامودي في المنطقة، وهي ظاهرة من شأنها أن تؤثر على الأنماط المناخية الموسمية وقد تؤدي إلى تشكُّل المزيد من الأعاصير في المنطقة.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المصطلحات
  • المجال تحت الأحمر (Infrared): هو الإشعاع الكهرومغناطيسي ذو الطول الموجي الأكبر من النهاية الحمراء للضوء المرئي، والأصغر من الأشعة الميكروية (يتراوح بين 1 و 100 ميكرون تقريباً). لا يمكن لمعظم المجال تحت الأحمر من الطيف الكهرومغناطيسي أن يصل إلى سطح الأرض، مع إمكانية رصد كمية صغيرة من هذه الأشعة بالاعتماد على الطَّائرات التي تُحلق عند ارتفاعات عالية جداً (مثل مرصد كايبر)، أو التلسكوبات الموجودة في قمم الجبال الشاهقة (مثل قمة ماونا كيا في هاواي). المصدر: ناسا

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات