أرسل الآن

مرحبًا من الجانب الآخر


هذه هي فرصتك إن حلمت من قبل بالتواصل مع حياة محتملة خارج مجموعتنا الشمسية؛ إنه مشروعٌ جديدٌ سيقوم في وقت لاحق من هذا العام بنقل رسائل نصية من الأفراد إلى الفضاء بسرعة الضوء، مع توقعات لوصول تلك الرسائل إلى بولاريس، أو نجم الشمال، خلال 434 سنة.


ستُنقل الرسائل كإشارات راديوية، والتي يأمل الباحثون أن تماثل أو تقترب من "كبسولة زمن" تطلق رؤى موضحة لشعورنا تجاه البيئة في هذه المرحلة الحاسمة من تاريخنا. وفي هذا السياق، أوضح بول كواست Paul Quast أحد منسقي المشروع من كلية الفنون بجامعة إدنبرة في اسكتلندا: "سينتج هذا المشروع من وحي الثقافات حول العالم رسالة في زجاجة ستسافر في الفضاء لمدة غير محدودة".


وهذه ليست المرة الأولى التي يرسل فيها الباحثون رسائل إلى الفضاء؛ ففي عام 1974، أُرسل ما يُسمى "رسالة أريسيبو" (Arecibo message) إلى العنقود النجمي ميسيه 13 (Messier 13 star claster) في مجموعة مكونة من 1S و 0S.


وتأتي هذه الرسالة ثنائية الأرقام ومدتها ثلاث دقائق نتيجة تضافر جهود فرانك دريك Frank Drake، صاحب معادلة دريك الشهيرة، وعالم الفلك كارل ساغان Carl Sagan. وقد احتوت على مجموعة كبيرة من المعلومات المشفرة حول الحمض النووي DNA وصورة رسومية للإنسان وخريطة للمجموعة الشمسية، وغيرها من المعلومات التي قد يجدها الفضائيون مفيدةً إذا أرادوا معرفة المزيد عنا.


ومنذ ذلك الحين، نقلت مجموعة من المشاريع الأخرى رسائل موجية راديوية باتجاه كواكب ونجوم بعيدة؛ معظمها يهدف إلى إمداد أي حياة ذكية خارج الأرض تعترض تلك الرسائل برؤى مهمة حول البشرية، أو ليست لأي هدف سوى مطالبتها بالرد علينا في رسالة.


أما هذا المشروع الجديد، الذي يحمل عنوان "إجابة بسيطة" (ٍٍA Simple Response)، فهو مختلف قليلاً؛ لأنه لا يهدف إلى التواصل مع حياة خارج كوكبنا (على الرغم من الاحتمالية الدائمة لاعتراض الرسائل)، بل يأمل باحثوه، بدلاً من ذلك، أن تساعدهم تلك الرسائل في توسيع فهمهم لآراء الأفراد حول العالم في التغير المناخي، بغض النظر عن المنطقة الجغرافية أو الخلفية.


وتحقيقًا لتلك الغاية، يطلب المشروع من الأفراد الإجابة عن سؤال بسيط: "كيف ستشكل تفاعلاتنا البيئية الحالية المستقبل؟" وستُجمع النتائج وتُبث إلى الفضاء بين النجمي كموجات راديوية في شهر آب/أغسطس من العام الحالي. ويتم الآن التعاون مع الفيزيائيين والفلكيين في جامعة إدنبرة على القيام بهذا.


وبفضل حقيقة أن الموجات الراديوية تسافر بسرعة الضوء، ستكون الإشارة قد قطعت، خلال 21 ساعة من الإرسال، مسافة أعمق في الفضاء من أحد أشهر المسابير الحاملة للرسائل وهو مسبار "فوياجر 1" (Voyager 1) الذي انطلق في عام 1977 ويقوم بمغامرات مثيرة الآن في الفضاء بين النجمي.


ويعزي الموقع الإلكتروني للمشروع اختيار نجم الشمال كهدف للرسالة الجديدة إلى أهميته كنقطة مرجعية للملاحين ومراقبي النجوم على مر العصور. إضافة إلى ذلك، سيعود المشروع علينا بفوائد وجدانية تتمثل في قدرتنا على تتبع كبسولتنا الزمنية البشرية الصغيرة وهي تشق طريقها في أعماق الفضاء. وإذا لم يساعدنا هذا على تذكر انتمائنا إلى نوع واحد يعيش على كوكب منعزل ويجمعنا هدف مشترك وهو البقاء، فلا أعرف ما الذي سيذكّرنا بهذا.


يمكنك ترك رسالتك بين النجمية على الموقع الإلكتروني لمشروع A Simple Response الآن.

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات