كلبك يعلم متى تكون مستاءً، بل يريد تقديم المساعدة أيضاً

حقوق الصورة: Shutterstock


ما هي الطريقة المثلى لتحويل يوم سيئ إلى يوم أفضل؟ سيقول هؤلاء الذين يربون كلاباً أن أفضل طريقة تتمثل في تمضية الوقت مع أفضل الأصدقاء للبشرية "الكلاب". فوفقاَ لدراسةٍ حديثة، فإن كلبك الأليف سيكون سعيداً بتقديم المساعدة.
 

أظهر بحثٌ سابق بأن الكلاب تشعر بالحزن أيضاً عند بكاء البشر، وتشير الآن دراسةٌ حديثة إلى أن الكلب إلى جانب إحساسه بالحزن، فإنه يحاول أيضاً تقديم بعض المساعدة عند رؤية مالكه يبكي.
 

نُشرت نتائج البحث يوم 24 تموز/يوليو في مجلة Learning and Behavior.


أحضر الباحثون في هذه الدراسة الحديثة 34 كلباً أليفاً من مختلف السلالات والأحجام إلى المختبر، إلى جانب مالكيهم، وطُلب من المالكين الجلوس (بشر جيدون!) خلف باب زجاجي، حيث يمكن للكلاب أن تراهم وتسمعهم وأن يطلبوا "المساعدة" كل 15 ثانية، إما بشكلٍ رتيب أو بصوتٍ حزين. في التجارب التي تصرف أصحاب الحيوانات الأليفة فيها بحالةٍ طبيعية، طُلب منهم همهمة أغنية "Twinkle, Twinkle Little Star" بين نداءاتهم لطلب المساعدة.


في هذه الأثناء، وأثناء التجارب التي كانوا يدّعون بها الحزن، طُلب منهم إصدار أصوات البكاء بين نداءاتهم، وأخذ الباحثون شريط فيديو لكيفية تصرف الكلاب في كلا السيناريوهين وقياس معدلات نبضات القلب لدى الكلاب لمعرفة التباين بين الضربات، ما قد يشير إلى التوتر. كان باستطاعة الكلاب تجاوز الباب للوصول إلى مالكيها: أُغلق الباب باستعمال ثلاثة مغانط صغيرة، لذلك لفتحه، كان على الكلاب فقط دفعه برفق بالقدم أو الأنف.
 

وجد الباحثون أن الكلاب لم تكرر فتح الباب كثيراً عندما بكى أصحابها مقارنةً بما حدث أثناء الهمهمة، وقالت جوليا مايرز مانور Julia Meyers-Manor الأستاذة المساعدة في علم النفس في جامعة ريبون Ripon College: "الكلاب تريد أن تكون مع أصحابها لذا حتى في هذه الحالة عندما سمعت الكلاب الهمهمة، فإنها ما زالت تريد الذهاب لتكون مع أصحابها". وبحسب مايرز مانور، فإن الكلاب التي فتحت الباب للوصول إلى أصحابها عندما سمعت البكاء، كانت أسرع بنحو 40 ثانية مقارنةً بسرعتها عند سماع الهمهمة.
 

إضافةً إلى ذلك، وجد الباحثون لدى مقارنة تصرفات الكلاب عند رؤية وسماع أصحابهم يبكون بتصرفاتهم العادية، أن الكلاب التي اجتازت الباب أظهرت توتراً أقل من الكلاب التي لم تعبر الباب، إذ حدد الباحثون هذا التوتر باستخدام معدل "السلوكيات المتوترة" التي أظهرتها الكلاب بالثانية.
 

قالت مايرز مانر لمجلة لايف ساينس Live Science: "يبدو أن الكلاب التي لم تعبر الباب شعرت بتوتر أكثر عند سماع البكاء ولكنها أُصيبت بحالة من الشلل بحيث لم تكن قادرة على فعل أي شيء"، ولكنها أشارت إلى أن الباحثين قد شاهدوا سلوكيات مختلفة ومتنوعة خلال التجربة، منها سلوكيات الكلاب التي لم تأبه ببكاء مالكيها. وأشار الباحثون إلى أنهم وجدوا بعض التباين في معدل ضربات قلب الكلاب المتوترة، ولكن كان من الصعب تحليل هذه البيانات حيث أنك عادةً تحتاج إلى بياناتٍ تمتد إلى دقيقتين للحصول على قراءةٍ جيدة، كما قالت مايرز مانور: لكن لم يحصل الباحثون في بعض الحالات إلا على نحو 20 ثانية قبل تمكّن الكلاب من فتح الباب مُنهية بذلك التجربة.
 

كتب الباحثون أن ما قيّد الدراسة أيضاً هو تنوع قدرات البشر في إظهار إشارات تنم عن التوتر، حيث أن بعضهم سيء جداً في التمثيل.


المهمة المستحيلة:


مثّل الجزء الأخير من الدراسة تحدياً سُمِّي "المهمة المستحيلة"، وهو قياس قوة الرابطة التي تجمع الكلب مع صاحبه.


في هذه المهمة، رأت الكلاب مالكيها مع شخص غريب يقفون في جهات متعاكسة على جهاز اختبار، فوقف كلّ من الشخص الغريب والمالك بثبات وحدقوا بشكلٍ مائل في أنحاء الغرفة بحيث لا يقومون بأي تواصل بصري مباشر مع الكلاب.


دُرِّبت الكلاب على تحريك وعاء وُضع على الجهاز لاستعادة الطعام الموجود تحته، وبعد عدة محاولات، ثُبّت الوعاء من ناحية الغطاء إذ لم يكن من الممكن استعادة الطعام. وجد الباحثون بعدها أن الكلاب التي فتحت الباب عند سماعها بكاء أصحابها قضت وقتاً أطول في التحديق في أصحابها بعد أن فشلت في استرجاع الطعام من الكلاب التي لم تفتح الباب، قد يشير هذا إلى أن الكلاب التي فتحت الباب في حالة الاستغاثة قد يجمعها رابط أقوى مع أصحابها بعكس الكلاب التي لم تفتح الباب، أما بالنسبة لاختبار الهمهمة فالنتيجة معاكسة، كما كتب الباحثون، ففي الحالة التي همهم بها المالك، حدقت الكلاب التي لم تفتح الباب أكثر من الكلاب التي فتحت الباب.
 

طرح الباحثون سؤالاً: لماذا فتحت الكلاب ذات الرابطة الأقوى مع أصحابها الباب مرات أكثر عند سماعها البكاء وأقل عند سماع الهمهمة؟ يمكن أن يكون ذلك حالة من "التعبير عن التعاطف، ولكن من الصعب التأكد من ذلك كما قالت مايرز مانور، إذ لا يزال من غير الواضح إذا كانت الكلاب تريد مساعدة أصحابها أو تريد فقط التخفيف من حزنها.


أوضحت مايرز مانور أن الأبحاث السابقة بيّنت أن الكلاب تظهر أيضاً اضطراباً عندما تسمع بكاء شخص غريب أو بكاء طفل في تسجيل، إذ قالت: "أعتقد أن لديهم رداً عاماً على هذا البكاء، لكنني أعتقد أن اتخاذ القرار لتقديم المساعدة قد يعتمد أكثر على علاقة الكلاب بأصحابها".


قالت مانور أن هذه الدراسة: "تساهم في تعزيز ما يشعر به العديد من المالكين بالفعل من أن كلابهم تستجيب لهم عند شعورهم بالضيق، وأنهم يحاولون اتخاذ إجراءات للتخفيف من هذا الشعور".

 

إمسح وإقرأ

المصادر

شارك

المساهمون


اترك تعليقاً () تعليقات