أجرت مركبة نيو هورايزنز التابعة لوكالة ناسا مناروةً تُعد الثانية ضمن سلسلة مؤلفة من أربع مناورات تهدف إلى دفع المركبة نحو لقاءٍ مع جسم قديم موجود في حزام كايبر يدعى: 2014 MU69، وهو أبعد بمليار ميل عن الشمس من بلوتو.
تعتبر هذه المناورة أكبر مناورة دافعة (مسيرة) تُجريها مركبة نيو هورايزنز مستخدمةً في ذلك صواريخ تعمل بوقود الهيدرازين. بدأت العملية الأحد بتاريخ 25 أكتوبر/تشرين الأول في تمام الساعة 1:30 مساءً بتوقيت شرقي الولايات المتحدة الأمريكية، واستمرت لمدة 25 دقيقة. وفي تمام الساعة 8:25 مساءً بدأ مُشغلو المركبة في مختبر الفيزياء التطبيقية في جامعة جون هوبكينز في لوريل بولاية ماريلاند، بتلقي البيانات التي أرسلتها المركبة عبر شكبة الفضاء العميق التابعة لوكالة ناسا. وقد حملت تلك البيانات في طياتها إشاراتٍ على نجاح المركبة في تنفيذ المناورة.
تم تصميم هذه المناورات الأربعة لتحويل مسار المركبة نيو هورايزنز بهدف إرسالها لإلقاء نظرة قريبة على MU69 بحلول الأول من يناير/كانون الثاني لعام 2019. وسيكون تحليق المركبة هذا جزءاً من مهمة طويلة الأمد لا زالت بانتظار موافقة وكالة ناسا عليها، وسيقوم فريق بعثة نيو هورايزنز بتقديم اقتراح رسمي للوكالة حيال المهمة في أوائل سنة 2016. ويأمل الفريق العلمي في البعثة أن تستطيع المركبة من الاقتراب من MU69 بشكل يفوق اقترابها من بلوتو بتاريخ 14 يوليو/تموز 2015، حيث كانت تبعد حينها مسافة تقدر بـ 7750 ميلاً (12500 كم).
ومن المقرر أن يتم إجراء المناورتيْن المتبقيتيْن للوصول إلى الجسم الموجود في حزام كايبر في 28 أكتوبر/تشرين الأول و 4 نوفمبر/تشرين الثاني.
تُواصل مركبة نيو هورايزنز رحلتها في الأعماق السحيقة للفضاء بسرعة تقدر بـ 32,000 ميل في الساعة، وهي تبعد عن بلوتو مسافة تقدر بـ 76 مليون ميل (122 مليون كم) كما تبعد عن الأرض مسافة تبلغ 3,16 مليار ميل (5,09 مليار كم). ولا تزال جميع الأجهزة على متن المركبة تعمل بشكل منتظم وطبيعي حيث تستمر نيو هورايزنز في إرسال البيانات المخزّنة في مسجلاتها الرقمية والمستقاة من رحلتها عبر نظام بلوتو في شهر يوليو/تموز.
بعثة نيو هورايزنز هي جزء من برنامج مشروع الحدود الجديدة التابع لوكالة ناسا، والذي يديره مركز مارشال للرحلات الفضائية في هنتزفيل-ألاباما. كما قام مختبر الفيزياء التطبيقية في جامعة جون هوبكنز في لوريل-ماريلاند، بتصميم وبناء وتشغيل مركبة نيو هورايزنز، كما يتولى إدارة البعثة لصالح إدارة البعثات العلمية التابعة لناسا. ويقود معهد الأبحاث الجنوبي الغربي SwRI البعثة العلمية، وعمليات التحميل، كما يدير عملية التخطيط العلمي للقاء المركبة بالجسم.
اقرأ عن اختيار نيو هورايزنز لهدفها المقبل (2014 MU69) الذي يقع وراء بلوتو