تصوير عملية تشكل مقذوفات ثقب أسود في قلب مجرة راديوية

صوّر فريق دولي من الباحثين مقذوفات حديثة التشكُّل من البلازما، نابعة من ثقب أسود هائل في قلب المجرة الردايوية NGC 1275، بدقة عالية غير مسبوقة. وقد تم حسم قضية تشكُّل تلك المقذوفات الغامضة التي يصل امتدادها إلى 3 سنوات ضوئية، وتبعد عن نقطة انطلاقها 12 يوماً ضوئياً.

وأظهرت النتائج أن عرض المقذوفات المرصود كان أكبر بكثير مما كان متوقعاً في النماذج الحالية، حيث تندفع المقذوفات من منطقة الإرجوسفير∗ للثقب الأسود. وربما يوحي ذلك بأن الجزء الخارجي للمقذوفات على أقل تقدير قد انطلق من القرص المتراكم المحيط بالثقب الأسود. ولا يعني ذلك أن النتيجة تدحض ما أشارت إليه النماذج الحالية القائلة بأن المقذوفات قد انطلقت من منطقة الإرجوسفير، ولكننا نأمل أن تعطي العلماء النظريين نظرة ثاقبة عن بنية المقذوفات بالقرب من موقع الانطلاق وكيفية تطوير تلك النماذج.

وقد توصل الباحثون إلى نتيجة أخرى وهي أن بنية المقذوفات NGC 1275 تختلف إلى حد كبير عن مقذوفات المجرة المجاورة Messier 87 الوحيدة التي تصور بنية مقذوفتها كذلك بالقرب من الثقب الأسود. ويعتقد الباحثون أن ذلك بسبب اختلاف أعمار كلا المجرتين. وقد عادت المجرة NGC 1275 من جديد في إطلاق مقذوفاتها منذ أكثر من عقد، ولا زالت تفعل حتى الآن.

ومن شأن ذلك أن يوفر فرصة نادرة للعلماء من أجل تتبع النمو المبكر لمقذوفات الثقب الأسود. والجدير بالذكر أن NGC 1275 تبعد مسافة 230 مليون سنة ضوئية.


∗ الإرجوسفير (ergosphere): هي منقطة من الفضاء بجوار الثقب الأسود الدوّار تماماً حيث يُسحب الفضاء للحركة الدائرية حول الثقب.

 

إمسح وإقرأ

المصادر

المساهمون

اترك تعليقاً () تعليقات