جارِ التحميل..

من الأفكار الخاطئة بين العامة الاعتقاد بوجود بعد رابع! وفي الحقيقة، فإن البعد الثالث أيضًا غير موجود!! طبعًا هذا لا يعني عدمَ وجود الأبعاد الثلاثة، بل هي موجودة. لكن، لا يمكننا أن نفصلَ بينَ هذه الأبعاد، ونُعطيها ترتيبًا معينًا. إذ لا يوجدُ بعدٌ محدّدٌ يُمكنكَ تسميته بـ "البعد الأول"، لذلك من غير المنطقي أن تقولَ: إنّ هذا هو البعد الثاني، أو ما هو البعدُ الرابع. يمكن تشبيه الأمر بوعاءٍ يحوي ثلاثةَ كؤوس من الماء داخله. فمن السهلِ أنْ تقولَ بأنه يوجدُ ثلاثةُ كؤوسٍ منَ الماء، لكنْ، أيّ منها هي الكأس الأولى؟ أو الثانية؟ أو حتى الثالثة؟ هنا تُصبح مثل هذه الأسئلةِ غيرَ منطقيةٍ. ومن الممكن أن يُشير ذلك إلى أنَّه ربما تُوجد أنواعٌ مختلفةٌ من الأبعادِ التي لا يُمكنك فصلها عن بعضها البعض. لو عدنا إلى تشبيه الإبريق، وكان الإبريق يحوي ثلاثةِ كؤوسِ ماء وكأسِ زيت. هنا يُمكننا القول: "لدينا ثلاثة أبعاد تتصرف بالطريقة نفسها، وبعدٌ واحدٌ يتصرف بطريقة مختلفة". وهذا ما نعنيه بقولنا بأنّنا نعيشُ في ثلاثةِ أبعادٍ مكانيّةٍ، وبعدٍ زمني واحد. وبما أنه لا مشكلةَ لدينا بإضافةِ كأسٍ آخرَ من الماء، ليُصبح لدينا أربعة كؤوسٍ من الماء وواحدًا من الزيت، كذلك لن يكون من العصِّي علينا التفكير بالكيفيّة التي سيبدو عليها الكونُ لو كانَ هناكَ أربعةُ أبعادٍ مكانيةٍ وبعدٌ زمنيٌّ واحد، أو حتى – كما في حالة نظرية الأوتار – تسعةُ أبعاد مكانيّةٍ وواحدٌ زمني. بل إنه ليسَ منَ الصعبِ أيضاً أن نقتنعَ – ربما! – بوجود بعدين زمنيين!! لكنْ المشكلة أنه ليسَ لديّ الآنَ الوقتٌ الكافي من بعدٍ زمنيٍّ واحدٍ من أجل شرحِ ذلك!! لذلك، إذا أحببتَ أنْ تدرّبَ دماغك على تخيّلِ عالمٍ بأربعةِ أبعادٍ مكانيّةٍ: اقرأ كتابَ "الأرض المسطحة"، أو حاولْ حلّ مكعّب روبك رباعي الأبعاد.

إمسح وإقرأ
المساهمون

اترك تعليقاً () تعليقات