إن هذه الحجرة ليست سراً حقيقياً، ولكنك ربما لا تعلم بوجودها حتى الآن، أليس كذلك؟ حسناً، ستجد هنا بعضاً من الأدلة حول ماهيتها. إنها هائلةٌ بالفعل، حيث استُخدمت في عهد أبولو، وفي فيلم "المتحولون Transformers ™".
وهي الآن على وشك أن تُستخدم لاختبار تلسكوب جيمس ويب (JWST)!
هل لديكم أيّ تخمينات؟
حسناً، إليكم الجواب. تسمى هذه الحجرة بـ "الحجرة A" وهي عبارةٌ عن حجرة فراغ حراري، وذلك يعني أنه يمكن استخدامها لخلق شبه فراغ مماثل لذلك الموجود في الفضاء. (معلومة شيّقة: قال ريان غروغان Ryan Grogan، مهندس مشروع JWST في وكالة ناسا جونسون: "يزن الهواء في الحجرة 25 طناً، أي ما يعادل وزن 12.5 سيارة فولكس واجن بيتلز، عندما تتم إزالة كل الهواء تصبح الكتلة المتبقية في الداخل تعادل وزن نصف دبوس").
يمكننا أيضاً أن نتحكم في درجة حرارة الحجرة A، وهذه الخاصية مهمة جداً لـ JWST، لأن التلسكوب يجب أن يكون بارداً جداً، هذا لأن الأدوات والمرايا التي بداخله مصممةٌ لتكون حساسةً للأشعة تحت الحمراء الضعيفة (الحرارة) الصادرة عن الأجرام البعيدة مليارات السنين الضوئية. وبالتالي، فإن أي مصدرٍ آخر للحرارة يمكن أن يغرق هذه الإشارات المنخفضة.
سيدور التلسكوب حول الشمس من على بعد مليون ميل، وستستخدم الحوافظ الشمسية الضخمة للتأكد من حجب الإضاءة والحرارة للأرض والشمس والقمر، للحفاظ على برودته. يحتاج JWST لدرجات حرارةٍ منخفضةٍ في الفضاء، بحيث تكون أقل من 50 كالفن (-370 فهرنهايت)، لذا عندما يكون التلسكوب على الأرض، نحتاج إلى حجرة فراغ حراري كالحجرة A لاختباره داخلها. بفضل التحسينات الأخيرة، انخفضت درجات الحرارة داخل "الحجرة A" إلى 11 كالفن، أي ما يعادل 11 درجة فوق الصفر المطلق.
لدينا حجرة فراغ حراري في مركز غودارد التابع لناسا، حيث قمنا باختبار نماذج الأجهزة المستخدمة في JWST، لكن لم يعد ذلك ممكناً عندما تم تجميع التلسكوب بالكامل بسبب حجمه الكبير.
الدخول إلى الحجرة A
عند دخولك للحجرة A، ستجد جهاز اختبار يسمى باث فايندر pathfinder مع مرآتي اختبار فوقه، اجتاز JWST بنجاح اختباراتٍ ضمن مجموعة إجراءاتٍ اختباريةٍ سيتم تطببيقها على أجهزة الطيران (التحليق)، من المهم جداً أن تعمل أجهزة الفحص بدقةٍ أثناء اختبار أجهزة التحليق، كما يجب أن تخضع الاختبارات ذاتها للفحص.
فيديو توضيحي للحجرة A وكيفية استخدامها من قبل JWST.