المذنب تشوريوموف جيراسيمنكو/ 67بي أصغر بكثير مما كان متوقعاً!


توصل علماء الفيزياء الفلكية من خلال محاكاة حاسوبية أن المذنب تشوريوموف جيراسيمنكو/ 67بي، واختصاراً تشوري (Chury)، لم يحصل على الهيئة التي تشبه "البطة" خلال تشكل النظام الشمسي منذ 4.5 مليار عام، ورغم أنه يحتوي على مواد بدائية، إلا أن المحاكاة كانت قادرةً على إظهار أن المذنب في شكله الحالي لا يكاد يبلغ مليار عام. حيث يعتقد علماء آخرون وفقاً للبيانات القادمة من المسبار الفضائي روزيتا Rosetta، أن المذنب قد تشكل في المرحلة الأولى من نظامنا الشمسي، عن طريق اصطدام جسمين ببعضهما البعض. 

ولكن البحث الجديد -بالإضافة إلى دراسات أخرى- يشير إلى أنه من غير المرجح أن ينجو جسم مثل تشوري طوال هذه المدة (4.5 مليار عام) دون أن يلحق به ضرر، ولكن إذا أفترضنا أن النموذج الأولي هو الصحيح وقد تشكل المذنب فعلياً أثناء المرحلة الأولى الهادئة من تشكل النظام الشمسي، والتي يعقبها فترة عنيفة حيث تسير الأجسام بسرعات كبيرة وتحدث الكثير من الاصطدامات العنيفة، حينئذ لابد من أن يلحق به ضررٌ ما أو يتم تدميره. 


فكما نعلم أن لدى المذنب نقطة ضعف أيضاً وهي حلقة الوصل (الرقبة) بين الفصين (الرأس) و (الجسد)، وهذا كافي ليسمح بتدمير المذنب بسهولة، حتى مع اصطدام منخفض الطاقة.لذلك، فإن هيئة المذنب ليست بدائية، ولكنها تطورت من خلال الاصطدامات على مدى مليارات السنين. 

 

لهذا فإن المذنب أصغر بكثير مما كان متوقعاً. وفي تلك المحاكاة، تصطدم الأجسام الصغيرة التي يتراوح قطرها بين 200 إلى 400 متر، ليتناثر حطامها في حيز خمسة كيلومترات، ثم يجتمع مرة أخرى مكوناً جسماً يشبه كرة الركبي. علماً بأن سرعة اصطدام الأجسام تتراوح بين 200 إلى 300 متر/ الثانية، متجاوزةً بشكل واضح سرعة إفلات مثل هذه الأجسام الصغيرة البالغة 1 متر/ الثانية. 


كما تساهم الطاقة بشكل كبير في هذا الحدث الهائل الذي مَزق جزءاً كبيراً من المذنب، ونتيجة لذلك، مُزق المذنب إلى جزأين، وبفعل القوة الثقالية المتبادلة، اندمج الجزأين ليشكلا جسداً واحداً، مثل تشوري.


 

إمسح وإقرأ

المصادر

المساهمون

اترك تعليقاً () تعليقات