لوحة جدارية من مجرات بعيدة جدا

في وسط الخلفية المذهلة المكونة من آلاف المجرات، تظهر هذه المجرة غريبة الشكل مع مجرى طويل من النجوم التي تبدو وهي تتسابق في الفضاء بشكل مشابه لدولاب من الألعاب النارية تم رميه في الهواء. تم التقاط هذه الصورة للمجرة UGC 10214 بواسطة الكاميرا الاستقصائية المتقدمة الموجودة على متن تلسكوب هابل، والتي تم تركيبها على متن التلسكوب في الشهر الثالث خلال مهمة الخدمة 3B. لا تُشابه هذه المجرة الحلزونية، التي يطلق عليها اسم "الشرغوف"، الصور الفخمة للمجرات في الكتب. ونتج شكلها المشوه عن التداخل مع مجرة مدمجة صغيرة وزرقاء جدا، وهي مرئية في الزاوية اليسارية العليا من الشرغوف الأكبر بكثير من حيث الكتلة. تقع مجرة "الشرغوف" على بعد حوالي 420 مليون سنة منا وفي اتجاه كوكبة التنين. ينتج السطوع الذي نشاهده في قرص الشرغوف عن دخيل صغير، ومن المرجح أنه نتج عن تصادم مع مجرة عبرت القرص وهي الآن خارج المشهد. أدت قوى الجاذبية الهائلة التي نتجت عن التفاعل إلى نشوء هذا الذيل الطويل والمكون من النجوم والغاز والذي يمتد لأكثر من 280000 سنة ضوئية. يمكننا مشاهدة عدد ضخم من النجوم الشابة الزرقاء والعناقيد النجمية في الأذرع الحلزونية، التي وُلدت جراء التصادم المجري، كما ويمكننا رؤية ذيل نجمي مدي طويل. يُمثل كل واحد من هذه العناقيد عملية تشكل لما يقارب مليون نجم، ولون هذه العناقيد أزرق لأنها تحتوي على نجوم فائقة الكتلة وأسخن بعشر مرات من الشمس وأكثر لمعانا منها بمليون مرة. عند تشكلها، أصبحت العناقيد النجمية أكثر احمرارا بمرور الزمن جراء استنفاذ النجوم الأكبر كتلة وزرقة لوقودها النووي واحتراقها بعد ذلك. ستصير هذه العناقيد في النهاية عناقيداً كروية قديمة ومشابهة لتلك التي نراها في هالات المجرات، بما فيها مجرتنا درب التبانة. يُمكننا رؤية تكتلين بارزين من النجوم الزرقاء اللامعة والشابة في الذيل الممتد، ويفصل بينهما فجوة.ويُرجح ان تكون هذه التكتلات عبارة عن مجرات قزمة تدور في هالة الشرغوف. يُوجد خلف هذه الأشلاء المجرية وسيل الولادة النجمية صورة أخرى: خلفية مكونة من حوالي 3000 مجرة خافتة. وتُمثل هذه المجرات ضعف عدد تلك التي وجدت في حقل هابل العميق والأسطوري –الصورة الأكثر عمقا للسماء والتي التقطها المرصد المداري في العام 1995 بواسطة الكاميرا الكوكبية واسعة المجال 2. تنتمي المجرات الموجودة في صورة ACS، مثل تلك التي تظهر في حقل هابل العميق، إلى بداية الزمن. وهي ضخمة من حيث الشكل وتمثل عينات أحفورية للكون الذي يستمر بالتطور منذ 13 مليار عام. التُقطت صورة ACS على امتداد زمن تعريض يساوي 1/12 من ذلك الذي يحتاجه حقل هابل العميق. وفي النطاق الأزرق من الضوء، يُمكن لـ ACS أن تكتشف أجسما أكثر خفوتا من تلك الموجودة في الحقل العميق. إن رؤية الكاميرا حادة لدرجة يُمكن معها لعلماء الفلك اكتشاف المجرات المتصادمة البعيدة، و"لبنات البناء" للمجرات، و"عينات وايتمان" الرائعة للمجرات الاعتيادية، والمجرات التي من المحتمل أن تكون بعيدة جدا. قامت ACS بإجراء هذه المراقبات في 1 و9 ابريل/نيسان 2002. وتعتمد الصورة على تركيب لثلاث صور ملتقطة باستخدام مرشحات الأشعة القريبة من تحت الأحمر، والأزرق والبرتقالي.

إمسح وإقرأ

المصادر

المساهمون

اترك تعليقاً () تعليقات