ليزر Yepun وسحب ماجلان

يُعتبر الغلاف الجوي للأرض أحد الأعداء الرئيسيين لعلماء الفلك، حيث يجعل الأجسام السماوية تظهر بشكلٍ ضبابي أثناء رصدها بالاعتماد على التلسكوبات الأرضية. ولمواجهة ذلك، يستخدم علماء الفلك تقنية تُعرف بالبصريات التكيفية (adaptive optics)، وفي هذه التقنيات تقوم مرايا مُتحكم بها حاسوبياً بعمليات تعديل لمئات المرات في الثانية الواحدة، بهدف تصحيح التشوه الناجم عن الغلاف الجوي. تُوضح هذه الصورة المذهلة Yepun (1)، وهي الوحدة التلسكوبية الرابعة 8.2-متر في التلسكوب الكبير جداً (VLT)، التابع للمرصد الأوروبي الجنوبي، وتقوم Yepun في هذه الصورة بإطلاق حزمة ليزر صفراء قوية إلى السماء. تقوم الحزمة بخلق بقعة متوهجة –نجم اصطناعي –في الغلاف الجوي للأرض، وذلك عبر إثارة طبقة من ذرات الصوديوم الموجودة عند ارتفاع يبلغ حوالي 90 كم. هذا النجم الليزري المرشد (LSG) عبارة عن جزء من نظام البصريات التكيفية الموجودة في VLT. بعد ذلك، يعود الضوء من النجم الصناعي ليُستخدم كمرجعٍ للتحكم بمرايا التشوه، وإزالة التأثيرات الناجمة عن التشوهات في الغلاف الجوي، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى إنتاج صورٍ، في الغالب، تتمتع بحدة الصور الناتجة عن التلسكوبات الفضائية. ليزر Yepun ليس الشيء الوحيد المتوهج في السماء، إذ يُمكن رؤية سحب ماجلان الكبرى والصغرى على التوالي إلى يسار ويمين الحزمة الليزرية. هذه المجرات القريبة القزمة، والشاذة عبارة عن أجسامٍ بارزة في نصف الكرة الجنوبي، ويُمكن رصدها بسهولة بالاعتماد على العين المجردة. النجم اللامع والظاهر إلى اليسار من سحابة ماجلان الكبرى هو نجم سهيل (Canopus)، أكثر النجوم لمعاناً في كوكبة كارينا (العارضة – Carina constellation)، في حين أنّ النجم الذي يظهر في أعلى اليمين من الصورة هو نجم "آخر النهر" أو Achernar وهو ألمع النجوم في كوكبة النهر (Erifanus). تم التقاط هذه الصورة من قبل باباك تافريشي (Babak Tafreshi)، وهو سفير المرصد الأوروبي الجنوبي للصور.

إمسح وإقرأ

المصادر


اترك تعليقاً () تعليقات